بست قرين
10-16-2006, 07:25 AM
تخلصي من السوس
ولتحقيق هذا الامل لابد ان يكون اساس البناء سليما، ولابد ان يعمل الزوجان معا لحمايته من نخر السوس حتى يتحمل العواصف والزلازل التي قد يتعرض لها. العمل الجماعي يحقق الهدف دائما فاتفقي مع زوجك وابشرا بالنجاح وبحياة زوجية احلى.
لكن ما السوس الذي ينخر في اسس الحياة الزوجية؟
السخرية
لكل انسان منا نقطة حساسة سريعة التأثر بالنقد، تؤلمه بعمق اذا ما هوجمت. والمواطن الحساسة لدى الزوج مثلا قد تكون المخاوف التي تقلقه او الذكريات التي تثير شجونه او الاسرار التي يحاول اخفاءها.
ومن يعرف بهذه المواضع الضعيفة افضل من الزوجة؟
فإذا اقدمت على جرحه بالتعليقات الساخرة اللاذعة اثناء الشجار، سينكمش ويبتعد، وقد تشعرين كأنك انتصرت عليه، لكن الحقيقة انك لم تحرزي اي انتصار. فحين توجهين التوبيخ الساخر المهين إلى زوجك فأنت تمارسين عليه اقسى درجات التعذيب النفسي، وتدمرين الثقة التي تقوم عليها حياتكما الزوجية. فتلك الكلمات القاسية التي تتفوهين بها عند الغضب في عشر ثوان قد تقوض الرابطة الزوجية بينكما وتحتاج إلى أشهر واحيانا إلى سنوات لبنائها مرة اخرى.
وللتغلب على هذه السوسة ينصحك الخبراء باستخدام التخيل كأداة: فكري في شريك حياتك كأنه شيء ثمين رقيق، وانك حين تدمرين هذا الكيان القابل للكسر لن تستطيعي اصلاحه مرة اخرى. والكلمات قد تدمر فهل تريدين حقا ان تسببي له انكسارا دائما؟
شيء اخر يمكنك القيام به، وهو تخصيص وقت للحوار الجاد حول اهمية ضبط النفس، لان مناقشة كيفية استخدام ضبط النفس قد تصون حياتكما الزوجية من ان تصبح لعبة اثبات التفوق على الاخر. ثم اسألي شريك حياتك: هل يشعر حقا بالنصر والفخر اذا ما جرح مشاعرك بهجومه عليك وسخريته منك؟ وأسألي نفسك ايضا السؤال نفسه وستكون الاجابة دائما: ’لا’.
اتفقا معا على ان تربتا على ظهر بعضكما كلما تفادى احدكما ان يقول شيئا فظيعا آخر، وان تتعانقا غبطة في نهاية كل اسبوع يسوده اللطف المتبادل والامتناع عن استخدام النقد والسخرية، وفي نهاية الشهر سيصبح اللطف عادة.. والعناق ايضا.
المضايقات المتبادلة
ماذا لو انكما قررتما معا التخلص من شيء (شيء واحد فقط؟!) يثير الضيق في نفس شريك الحياة؟
مثلا ما رأيك لو تخلصت من العباءة الجديدة التي اهدتها لك اختك، ولكن زوجك لا يحتمل شكلها.. او لو قررت الاقلاع عن الشكوى المستمرة التي تثير حنق الزوج (حول اولاده من زوجته السابقة، او مشاهدته لمباريات كرة القدم، او عدم اهتماهه بترتيب اشيائه الخاصة) فقد يقرر هو في المقابل ان يتخلى عن عاداته في استخدام الفاظ غير لائقة امام الاطفال، او يسيطر على ردود افعاله تجاه خروجك مع صديقاتك، او قد يصبح لبقا ولطيفا فيكف عن انتقاد والدتك.
انه سلوك ينم عن الكرم ان تتخلي عن عادة بسيطة تزعج من تحبين، فمعنى ذلك كأنك تقولين له ’انا لست مثالية وسأظل اضايقك، ولكنني اتعهد بألا اضايقك بهذا الامر بالذات مرة اخرى لانني احبك’.
الجدل العلني
كوني عونا له حين يهاجمه شخص اخر، حتى ان كنت مقتنعة بانه المخطئ. قد لا تتفقين مع شريك الحياة، ولكن اثناء خلافه مع الاصدقاء او الزملاء او الاولاد او اي فرد من افراد الاسرة الاكبر عليك ان تقفي في صفه، حتى لو اوهمتهم بانك كذلك فهذا يعني انك لن تحرجيه حين تخرجان معا وانك ستظلين دوما اوفى صديق له ’لكنك قد تجادليه حين تعودان الى المنزل’.
وهذا الاختيار رائع ’تبدآن به مرحلة جديدة، من دون ان يعني ذلك الا تعارضيه ابدا، ولكن فقط حين تخرجان من باب منزلكما تصبحان موافقين تماما على آراء بعضكما البعض.
الاستقلال التام
اعتمادك على شريك حياتك وسيلة جديدة للتقريب بينكما هذا لا يعني ان تتخلي عن تفردك وتميزك، ولكن من الطبيعي ان تكوني تابعة له احيانا، فالحب والتوافق يعتمدان في الحقيقة على قدرتكما على الوثوق والاعتماد على بعضكما البعض اكثر من اي شيء اخر.
من الجنون ان تدفع الكرامة كل منكما كي يقول ’انا لا احتاج الى احد’، لانك اذا لم تسمحي لنفسك بالاعتماد على الزوج، فكأنك تقولين بشكل غير مباشر ’ليس لديك اي شيء احتاج اليه’.
قد تحجم الزوجة مثلا عن اطلاع زوجها على احتياجاتها العاطفية في الاوقات المختلفة، في حين انها لو افصحت له عنها ستجد عنده العون والراحة وتسير حياتهما معا ببساطة وثقة.
وقد يخجل الزوج من مساهمة الزوجة المادية في احتياجات الاسرة فيظن ان هذا ينتقص من رجولته، ولكن هذا التعاون يجعلهما يخوضان الحياة معا يدا بيد في العسر واليسر.
فلا تختاري الاستقلال والاكتفاء الذاتي، وتخلي عن بعض العناد لتوصلي له رسالة حب عميقة.
المرض والضعف
من المؤكد انكما تحلمان بالاحتفال معا بعيد زواجكما الثمانين.
حاولي ان تزيدي اعوامكما معا من خلال المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية والسير على شاطئ البحر والامتناع عن تناول الاطعمة السريعة والبطاطا المقلية والوجبات الفارقة في الدهون، واختارا معا الوجبات الصحية الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة، ولا يجب ابدا ان تكون الوجبات مملة وبلا طعم.
حاولي معه كي يمتنع عن التدخين بكل الطرق الحديثة والطبية كاللصقات مثلا، واعملا معا على اتباع عادات صحية سليمة تتبعانها معا.
الملل والرتابة
التوافق والتقارب العاطفي والجسدي بين الزوجين فن جميل يحتاج الى عدد من المهارات من اهمها القدرة على مفاجأة الاخر وادخال المرح الى قلبه، فالعبا معا مثل الاطفال وقدما بعضكما لبعض الهدايا البسيطة بلا مناسبة. وهذه الدعوة لا نعني بها ضرورة الخروج الى المطاعم الباهظة ـ وان كان ذلك مفيد ايضا ـ ولكن نعني ان تلهوا معا او تغنيا اغنية قديمة لها ذكريات حلوة اثناء قيادة السيارة، او ان تضعي له رسائل مضحكة في جيبه يفاجأ بها في العمل فهذه المداعبة والمرح شيء يتمناه اي زوج كي تخفف عنه اعباء الحياة، حتى تصيرا جزءا من لعبة الحياة الزوجية بدلا من ان تكونا متفرجين اصابهما الملل منها.
__________________
ولتحقيق هذا الامل لابد ان يكون اساس البناء سليما، ولابد ان يعمل الزوجان معا لحمايته من نخر السوس حتى يتحمل العواصف والزلازل التي قد يتعرض لها. العمل الجماعي يحقق الهدف دائما فاتفقي مع زوجك وابشرا بالنجاح وبحياة زوجية احلى.
لكن ما السوس الذي ينخر في اسس الحياة الزوجية؟
السخرية
لكل انسان منا نقطة حساسة سريعة التأثر بالنقد، تؤلمه بعمق اذا ما هوجمت. والمواطن الحساسة لدى الزوج مثلا قد تكون المخاوف التي تقلقه او الذكريات التي تثير شجونه او الاسرار التي يحاول اخفاءها.
ومن يعرف بهذه المواضع الضعيفة افضل من الزوجة؟
فإذا اقدمت على جرحه بالتعليقات الساخرة اللاذعة اثناء الشجار، سينكمش ويبتعد، وقد تشعرين كأنك انتصرت عليه، لكن الحقيقة انك لم تحرزي اي انتصار. فحين توجهين التوبيخ الساخر المهين إلى زوجك فأنت تمارسين عليه اقسى درجات التعذيب النفسي، وتدمرين الثقة التي تقوم عليها حياتكما الزوجية. فتلك الكلمات القاسية التي تتفوهين بها عند الغضب في عشر ثوان قد تقوض الرابطة الزوجية بينكما وتحتاج إلى أشهر واحيانا إلى سنوات لبنائها مرة اخرى.
وللتغلب على هذه السوسة ينصحك الخبراء باستخدام التخيل كأداة: فكري في شريك حياتك كأنه شيء ثمين رقيق، وانك حين تدمرين هذا الكيان القابل للكسر لن تستطيعي اصلاحه مرة اخرى. والكلمات قد تدمر فهل تريدين حقا ان تسببي له انكسارا دائما؟
شيء اخر يمكنك القيام به، وهو تخصيص وقت للحوار الجاد حول اهمية ضبط النفس، لان مناقشة كيفية استخدام ضبط النفس قد تصون حياتكما الزوجية من ان تصبح لعبة اثبات التفوق على الاخر. ثم اسألي شريك حياتك: هل يشعر حقا بالنصر والفخر اذا ما جرح مشاعرك بهجومه عليك وسخريته منك؟ وأسألي نفسك ايضا السؤال نفسه وستكون الاجابة دائما: ’لا’.
اتفقا معا على ان تربتا على ظهر بعضكما كلما تفادى احدكما ان يقول شيئا فظيعا آخر، وان تتعانقا غبطة في نهاية كل اسبوع يسوده اللطف المتبادل والامتناع عن استخدام النقد والسخرية، وفي نهاية الشهر سيصبح اللطف عادة.. والعناق ايضا.
المضايقات المتبادلة
ماذا لو انكما قررتما معا التخلص من شيء (شيء واحد فقط؟!) يثير الضيق في نفس شريك الحياة؟
مثلا ما رأيك لو تخلصت من العباءة الجديدة التي اهدتها لك اختك، ولكن زوجك لا يحتمل شكلها.. او لو قررت الاقلاع عن الشكوى المستمرة التي تثير حنق الزوج (حول اولاده من زوجته السابقة، او مشاهدته لمباريات كرة القدم، او عدم اهتماهه بترتيب اشيائه الخاصة) فقد يقرر هو في المقابل ان يتخلى عن عاداته في استخدام الفاظ غير لائقة امام الاطفال، او يسيطر على ردود افعاله تجاه خروجك مع صديقاتك، او قد يصبح لبقا ولطيفا فيكف عن انتقاد والدتك.
انه سلوك ينم عن الكرم ان تتخلي عن عادة بسيطة تزعج من تحبين، فمعنى ذلك كأنك تقولين له ’انا لست مثالية وسأظل اضايقك، ولكنني اتعهد بألا اضايقك بهذا الامر بالذات مرة اخرى لانني احبك’.
الجدل العلني
كوني عونا له حين يهاجمه شخص اخر، حتى ان كنت مقتنعة بانه المخطئ. قد لا تتفقين مع شريك الحياة، ولكن اثناء خلافه مع الاصدقاء او الزملاء او الاولاد او اي فرد من افراد الاسرة الاكبر عليك ان تقفي في صفه، حتى لو اوهمتهم بانك كذلك فهذا يعني انك لن تحرجيه حين تخرجان معا وانك ستظلين دوما اوفى صديق له ’لكنك قد تجادليه حين تعودان الى المنزل’.
وهذا الاختيار رائع ’تبدآن به مرحلة جديدة، من دون ان يعني ذلك الا تعارضيه ابدا، ولكن فقط حين تخرجان من باب منزلكما تصبحان موافقين تماما على آراء بعضكما البعض.
الاستقلال التام
اعتمادك على شريك حياتك وسيلة جديدة للتقريب بينكما هذا لا يعني ان تتخلي عن تفردك وتميزك، ولكن من الطبيعي ان تكوني تابعة له احيانا، فالحب والتوافق يعتمدان في الحقيقة على قدرتكما على الوثوق والاعتماد على بعضكما البعض اكثر من اي شيء اخر.
من الجنون ان تدفع الكرامة كل منكما كي يقول ’انا لا احتاج الى احد’، لانك اذا لم تسمحي لنفسك بالاعتماد على الزوج، فكأنك تقولين بشكل غير مباشر ’ليس لديك اي شيء احتاج اليه’.
قد تحجم الزوجة مثلا عن اطلاع زوجها على احتياجاتها العاطفية في الاوقات المختلفة، في حين انها لو افصحت له عنها ستجد عنده العون والراحة وتسير حياتهما معا ببساطة وثقة.
وقد يخجل الزوج من مساهمة الزوجة المادية في احتياجات الاسرة فيظن ان هذا ينتقص من رجولته، ولكن هذا التعاون يجعلهما يخوضان الحياة معا يدا بيد في العسر واليسر.
فلا تختاري الاستقلال والاكتفاء الذاتي، وتخلي عن بعض العناد لتوصلي له رسالة حب عميقة.
المرض والضعف
من المؤكد انكما تحلمان بالاحتفال معا بعيد زواجكما الثمانين.
حاولي ان تزيدي اعوامكما معا من خلال المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية والسير على شاطئ البحر والامتناع عن تناول الاطعمة السريعة والبطاطا المقلية والوجبات الفارقة في الدهون، واختارا معا الوجبات الصحية الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة، ولا يجب ابدا ان تكون الوجبات مملة وبلا طعم.
حاولي معه كي يمتنع عن التدخين بكل الطرق الحديثة والطبية كاللصقات مثلا، واعملا معا على اتباع عادات صحية سليمة تتبعانها معا.
الملل والرتابة
التوافق والتقارب العاطفي والجسدي بين الزوجين فن جميل يحتاج الى عدد من المهارات من اهمها القدرة على مفاجأة الاخر وادخال المرح الى قلبه، فالعبا معا مثل الاطفال وقدما بعضكما لبعض الهدايا البسيطة بلا مناسبة. وهذه الدعوة لا نعني بها ضرورة الخروج الى المطاعم الباهظة ـ وان كان ذلك مفيد ايضا ـ ولكن نعني ان تلهوا معا او تغنيا اغنية قديمة لها ذكريات حلوة اثناء قيادة السيارة، او ان تضعي له رسائل مضحكة في جيبه يفاجأ بها في العمل فهذه المداعبة والمرح شيء يتمناه اي زوج كي تخفف عنه اعباء الحياة، حتى تصيرا جزءا من لعبة الحياة الزوجية بدلا من ان تكونا متفرجين اصابهما الملل منها.
__________________