المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشقة الزوجية حلم يداعب المخطوبين


بست قرين
12-18-2006, 11:33 AM
تقف مشكلة السكن عائقاً أمام زواج نسبة عالية من الجيل الجديد الراغب في تأسيس حياة أسرية، حيث أصبح امتلاك شقة الزوجية من أهم الأولويات، ومن دونها يصبح الزواج صعب التحقيق. وبعدما كان نظام الأسرة الكبيرة يستوعب الصغيرة من خلال احتضان الأهل للأبناء بعد زواجهم ضمن البيت العربي الواسع، أصبحت هذه العادة مرفوضة بعدما اتسع المجتمع وتكاثرت متطلبات الحياة العصرية وتعمقت نزعة الاستقلالية في كل توجهات الجيل الجديد، بينما مشاكل التعايش مع أهل الزوج أو الزوجة تشكّل أهم أسباب رفض هذه الفكرة، بينما الأوضاع الاقتصادية تضغط بقوة مشكّلة العائق الأول، لتصبح فكرة الزواج معقدة كثيراً بعدما صارت شقة الزوجية من أهم شروط الارتباط، قبل الاتفاق على الخطوبة، كما تشير آراء عديدة في التحقيق التالي.

ومن خلال هذه الحالة الصعبة والمشكّلة عقبة أساسية في حياة جيل جديد يخطط لمستقبله واستقراره، يبرز التساؤل عن مدى تأثير مشكلة السكن الزوجي في قرار الزواج، وما هي الحلول والبدائل المتوفرة لتجاوز هذه الأزمة؟

تظل هذه المشكلة عالقة وتساهم في تغيير مواصفات فتاة الأحلام، حيث تتحدد شروط الزواج عند الشاب بالبحث عن عروس ترضى بأوضاعه المادية وتقبل بالارتباط من دون وجود سكن مستقل، ويضيف: “لكن هذه الفتاة أصبحت نادرة الوجود، وحينما يعثر الشاب على فتاة تقبل بأن تعيش ضمن حياة بسيطة وخالية من المتطلبات المادية المرهقة، تبرز شروط الأهل فجأة ليقفز السؤال عن البيت مباشرةً عند التقدم للخطبة، مع التأكيد على الاستعداد للتساهل في الجوانب الأخرى، أو إلغاء بعض الطلبات الضرورية، ويصرون على تأمين المنزل لأن هذا الجانب غير قابل للمساومة إطلاقاً. ويتعرض أكثر الشبان للرفض لهذا السبب، ومع صعوبة تنفيذ هذا الشرط في وقت مبكر تصبح فكرة الزواج ملغية حتى فترة متأخرة من العمر، ليتمكن الشاب من تنفيذ كل الشروط وتحقيق القسم المهم من متطلبات الزواج، وهو البيت بالطبع. وربما يضطر الشاب لتبديل قناعاته حين اختيار شريكة العمر، ليكون مجبراً على التنازل عن عدة أمور تؤثر مباشرةً في حرية اختيار الزوجة من الناحية العاطفية والاجتماعية والثقافية أيضاً”.

بيت خاص: ترى لونة مكانسي أن امتلاك بيت خاص حلم صعب التحقيق لنسبة واسعة من الشباب لذلك يصبح كل شاب صاحب منزل “عريس لقطة”، وفرصة لا تعوض بالنسبة للفتاة لأنها ربما لا تتكرر إطلاقاً، وتضيف: “أكثر الشباب المقدمين على الزواج يطرحون فكرة الإيجار كحل لفترة محددة، ويطلبون مساعدة الزوجة وتعاونها لتأسيس الحياة المشتركة، لكن هذا الحل غير منطقي بالنسبة لأغلبية كبيرة من الفتيات طالما أن قيمة إيجار بيت مناسب تعادل راتب شهر كامل، إضافة إلى صعوبة التنقل من مكان إلى آخر حين انتهاء عقد الإيجار وعدم رغبة صاحب البيت بتجديده فترة أطول. وعلى هذه الحال تصبح إمكانية الادخار لشراء منزل ضعيفة جداً خصوصاً مع ازدياد الأعباء والمصاريف عند قدوم الأبناء، وهذه الجوانب تضعها الفتاة العصرية ضمن أولوياتها عند التفكير بالارتباط، وحينما تقبل الفتاة بهذا الوضع وتبدي الاستعداد لمساعدة الشاب تظهر معارضة الأهل بالطبع لأنهم لا يستطيعون المغامرة براحة ابنتهم بأي شكل من الأشكال. بالنسبة لي، رفض أبي عدة أشخاص تقدموا لخطبتي لهذا السبب، وحينما طلب أحدهم تمديد فترة الخطوبة ليتمكن من تسديد ما تبقى من أقساط شراء بيت رفض أبي أيضاً لأنه لا يفضل الخطوبة الطويلة، ولذلك تأخر ارتباطي، وكان تأمين البيت من أهم أسباب رفض أهلي لأكثر المتقدمين للزواج مني، رغم أن كثيرين منهم يتمتعون بمواصفات أخلاقية وعلمية جيدة”.

و إن هذا الزمن يفرض التفكير في البيت قبل التفكير بالزواج لأن الارتباط سيصبح خطوة مستحيلة ومهمة مرهقة للشاب من دون وجود المنزل، ويضيف: “كل الحلول المتوفرة من أجل امتلاك بيت الزوجية طويلة الأمد، مثل مساكن الجمعيات البطيئة الإنجاز، والسكن الشبابي، والقروض العقارية بشروطها الصعبة والمحددة رغم أنها لا تمنح مبلغاً كافياً لشراء منزل، وهذه المساعدات لا تفي بالغرض، ولا يضعها أهل الفتاة في عين الاعتبار إلا عندما تعطي نتائج ملموسة، مما يجعل الحواجز ترتفع أمام جيل الشباب الجديد، خاصة مع غلاء أسعار البيوت بشكل عام، فلا يستطيع تجاوز هذه الأزمة إلا الشاب الذي ورث بيتاً من أهله، أو استطاع والده أن يؤمّنه مسبقاً، بينما شريحة واسعة من الشباب تعتمد على جهودها الخاصة في تأمين مستقبلها، مما يجعلها تؤجل فكرة الزواج في مرحلة العمر المبكرة، وينعكس هذا الوضع سلباً على الفتيات بشكل واسع لأنه يسهم في رفع نسبة العنوسة. وقبل فترة عرضت على أهل الفتاة التي تقدّمت لخطبتها فكرة السكن مؤقتاً مع أهلي في منزل العائلة الكبير بعدما أبدى أبي استعداده بمنحي غرفتين واسعتين من البيت، لكنهم رفضوا هذه الفكرة، وأكدت أمها أنها لا تقبل أن تسكن ابنتها مع أحد لأنها معتادة على الاستقلالية التامة”.

إن السكن عند الأهل أصبح حالة مرفوضة تماماً بعدما كانت سائدة في الماضي لأن طبيعة العلاقات الأسرية اختلفت كثيراً، والوضع الاقتصادي المحدود ألغى نظام العائلة الكبيرة خصوصاً بعدما أصبحت مهن الأبناء مختلفة عن مهنة الآباء، وتضيف: “دائماً يتمنى الأهل حياة مستقرة ومتكاملة لابنتهم من البداية، والبيت يشكّل أهم أسس هذا الاستقرار، ويلغي المشاكل الناتجة عن الضائقة المادية بسبب القروض أو الإيجار أو السكن مع أهل الزوج، بينما الكثيرات يرفضن عن قناعة ذاتية الزواج من رجل لا يملك شقة بسبب تأسيس حلم الزواج على الارتباط بشاب يستطيع توفير حياة مريحة ومرفهة. ورغم أن الحصول على بيت يشكّل الهدف الأساسي في حياة كل شاب مقبل على الزواج وبناء المستقبل تظل طبيعة الرجل الشرقي رافضة العيش في بيت أهل الزوجة مهما كانت المبررات والظروف، كما فعل خطيبي، حيث عرض علينا والدي أن نسكن معه لأنني ابنته الوحيدة، وبسبب اتساع مساحة البيت، لكن خطيبي رفض حتى لا يتهم بالعجز والضعف ويخسر صفة الرجولة أمام الناس، لتظل مشكلة البيت المستقل عالقة إلى أمد غير محدد، ومن دونه لا نستطيع تحقيق حلم الحياة المشتركة في الوقت الحالي”.

أرض الواقع: وتؤكد جينا بولس أن مقولة “من رضي عاش” لا تجد لها مكاناً على أرض الواقع، ولا تنفع في هذا الزمن الصعب والمتغير، لأن أعباء الحياة أصبحت كثيرة جداً، وتضيف: “دائماً تقول لي أمي إن بيت المرأة مملكتها، وحينما يتوفر المنزل من السهل التغاضي عن النواقص الأخرى لأنه يشكّل أهم ضمان للمستقبل، ويوفر الشعور بالاطمئنان والاستقرار داخل الحياة الزوجية، ومن دونه تواجه الزوجة مشاكل إضافية عديدة هي بغنى عنها”.

ولتفادي المشاكل: : “أصبح توفر السكن المستقل من أهم مميزات العريس، ويشكّل أهم شروط الأهل للموافقة عليه بسبب ازدياد النزعة نحو الاستقلالية بشكل عام، وتفادي المشاكل بين الزوجة وأم الزوج، والحصول على الاطمئنان اللازم لدخول حياة جديدة بعيداً عن الحياة مع الأهل، لكن تجارب كثيرة أثبتت نجاحها عند الإقامة مع الأهل، رغم دخول الحياة الزوجية بلا أي ضمانات سوى التفاهم والعاطفة الصادقة والعميقة، لكن هذه الخطوة تشكّل مغامرة بالنسبة للكثيرين لأن امتلاك المنزل يحقق الجانب الأكبر من الأمان الاقتصادي والمعنوي أيضاً طالما أنه يحرر من سلطة الآخرين عند السكن مع أهل الزوج أو في بيت الزوجة، كما أن البيت يشكّل ضماناً للمستقبل المجهول، ولكن مع الإصرار على اعتباره الشرط الأساسي لا يقابله أي بديل أو حل مؤقت، يقع الأهل في خطأ كبير لأنهم يساهمون في توسيع ظاهرة العنوسة الاقتصادية، وهنا لابد من الأخذ في عين الاعتبار بأن الرجل من السهل أن يرفع مستوى حياته المادية ويؤمّن معيشة محترمة لعائلته، حينما لا يشكو من البطالة ويتميز باجتهاده وحبه للعمل وقدرته على التطور، بينما يصبح تأمين بيت الزواج سبباً مباشراً في عنوسة فئة غير قليلة، أو ظهور فكرة العزوف عن الزواج لدى الشباب، أو تأخير الزواج حتى مراحل عمرية متقدمة، وهذه الظواهر تخلّف في المجتمع أزمات وآثار سلبية عميقة”.

شهد الحياه
12-26-2008, 02:04 AM
أسأل الله ان ييسر لكل مقبل وان يحقق لهم مايصبون اليه ..

بارك الله فيك بست قرين ..

تفاحة وردية
01-30-2009, 10:51 PM
يقولون خلك بعيد ... حبك يزيد ..
اللي اشوفه من الافضل السكن
في شقة خارجيــة ان امكن ذلك .. لانها اهدأ للنفوس
فعادة مانجد اهل الزوج يتدخلون في كل شاردة وواردة
بحياة ابنهم .. وهذا يستبب بازعاااااج الزوجــة وقد يسبب
مشكلات بين الزوجين .

بست قرين سلمت يداااك على الطرح .