المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف حج رسول الله


*دنيا المحبة*
12-20-2006, 08:20 PM
http://asss333.jeeran.com/new/v22[1].gif


كيف حج رسول الله ؟
جامع المصطفي :المنصورة : الجمعة في يوم :15/12/2006م

الحمد لله فرض الحج آخر الأركان . وأوجبه علي المستطيع فقال : "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " . أحمد الله وأشكره . أتوب إليه وأستغفره . وأستعين به وأستنصره. وأتوكل في جميع الأمور عليه . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . شرفه وفضله وزينه وجمله فكان أقرب المقربين إليه . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلى يوم الدين أما بعد . فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير يروي الإمام مسلم رحمه الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " خذوا عني مناسككم " .
عباد الله أيها المسلمون :
يروي الإمام مسلم رحمه الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه مكث تسع سنوات من غير حج ثم أذن في الناس أن رسول الله حاج هذا العام فخرج بشر كثير كلهم يريد الاقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم فأتوا ذا الحليفة فأحرم النبي صلي الله عليه وسلم فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي ثم صلي رسول الله في مسجد الميقات . ثم ركب القصواء حتى استوت به علي البيداء والقرآن ينزل عليه وهو يعرف تأويله ثم أهل بالتوحيد فقال لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . و أهل الناس معه حتى أتى البيت فاستلم الحجر فرمل ثلاثا ومشي أربعا ثم قام خلف مقام إبراهيم فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي وجعل المقام بينه وبين البيت وصلي ركعتين خلف المقام قرأ في الأولي بقل هو الله أحد والثانية بقل يا أيها الكافرون . ثم استلم الركن وخرج إلى باب الصفا فرقي علي الصفا حتى رأي البيت فاستقبل القبلة وقال أبدأ بما بدأ الله به ثم قرأ" إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم " ثم قال لا اله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شيء قدير . لا اله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده . ثم نزل إلى المروة حتى وصل بطن الوادي سعي فإذا وصل المروة مشي ففعل عليه مثلما فعل علي الصفا حتى انتهي بالمروة سبعة أشواط . ثم قال : لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة " فيكون حج تمتع " فقال سراقة بن مالك يا رسول الله أهذا لعامنا أم لأبد ؟ فقال بل لأبد دخلت العمرة في الحج مرتين . ثم قدم علي من اليمن ومعه بدن كثير للرسول صلي الله عليه وسلم فوجد فاطمة قد أحلت وجعلتها عمرة فأنكر عليها هذا . فقالت له بما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فذهب للرسول ليستفتيه فقال له صدقت فاطمة . فحل الناس كلهم إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن كان معه هدي . فلما كان يوم التروية توجهوا إلى مني فأهلوا بالحج وركب الرسول القصواء وصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر يقصر الرباعية ثم مكث حتى طلعت الشمس فتوجه إلى نمرة فأمر بقبة ضربت له بنمرة فجلس بها حتى زالت الشمس ثم أمر بالقصواء فتوجه نحو عرفة فخطب في الناس فقال أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .ألا فاتقوا الله في النساء فإنكم ا أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي وإنكم تسألون عني فماذا انتم قائلون ؟ قالوا نشهد إنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشفت الغمة . فقال اللهم فاشهد . 3مرات ثم أذن وصلي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين . ثم ركب القصواء وجعل بطنها إلى الصخرات وظل يدعو الله حتى غربت الشمس . وبعد الغروب دفع لمزدلفة وهو يقول أيها الناس السكينة السكينة فلما أتى مزدلفة صلي بها المغرب والعشاء جمع تأخير بأذان واحد و إقامتين . ثم اضطجع حتى الفجر فصلي الفجر وبعده أتى المشعر الحرام فظل يذكر الله حتى أسفر الجو جدا . ثم دفع قبل الشروق نحو جمرة العقبة الكبرى التي تلي مكة فرماها بسبع من الجمار ثم أتي المنحر فنحر 63 بيده وما بقي جعله لعلي بن أبى طالب ثم أفاض نحو البيت فطاف طواف الإفاضة وصلي الظهر في مكة وقال يا بني عبد المطلب انزعوا فلولا أن يغلبكم الناس علي سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه " ....... عباد الله : ـ إن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلى المدينة إلا مرة واحدة هي حجة الوداع وذلك في آخر حياته عليه الصلاة والسلام وقد علم الناس فيها المناسك فقال : " خذوا عني مناسككم " لذا فإن الواجب علينا الإقتداء به صلي الله عليه وسلم عملا بقول الله " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله " . وعملا بقول الله " من يطع الرسول فقد أطاع الله " . وفي حديث جابر بن عبد الله الذي رواه الإمام مسلم "كثير من الفوائد : ـ الإحرام من الميقات :ـ فقد أحرم النبي من ذي الحليفة وهي المسماة بأبيار الإمام علي الآن . ويصح في ذلك ما روي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن بن عباس رضي الله عنهما قال:" وقت رسول الله صلي الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم ولأهل العراق ذات عرق ُثم قال هن لهن ولمن و لمن أتي عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ". لذلك يخطئ من يسافرون بالطائرة ويؤخرون الإحرام حتى يصلوا جدة . فيجب أن يحرم من المكان الموازي للميقات وهو في الطائرة . أو يحرم قبل ركوب الطائرة من بلده . أما لو أحرم من جدة فعليه دم يذبحه ويوزعه علي فقراء الحرم لأن جدة ليست ميقات . النفساء والحائض :ـ ثم في الميقات ولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبى بكر ماذا تفعل الحائض والنفساء في الميقات ؟ تستثفر وتتحفض وتحرم عاديا وتفعل كل ما يفعله الحاج عدا الطواف بالبيت " طواف الإفاضة " تؤخره حتى تمام الطهر . فتطوف طواف الإفاضة الذي هو ركن الحاج الأعظم ولو تأخر الطهر وأرادت أن تسافر إن كانت قريبة من الحرم سافرت وتعلم أنها مازالت علي تحللها الأول فلا يجوز لها أن يقربها زوجها فإن طهرت عادت وطافت لتحل التحلل الثاني . وإن كانت من بلد بعيد ويصعب عليها الرجعة كأن كانت من مصر مثلا فعليها أن تتحفض وتستثفر وتطوف طواف الإفاضة والوداع معا في طواف واحد آخر الأركان .
ثم ركب الرسول القصواء ولبي والناس معه يلبون فمروا بوادي عسفان وذي طوي :ـ فقال الرسول أي واد هذا يا أبا بكر ؟ فقال هذا وادي عسفان . فقال : لقد مر بهما هود وصالح عليهما السلام يحجون بيت الله العتيق " رواه الإمام أحمد . جواز أن ينطلق النساء والضعفاء ليلة العيد من مزدلفة : لرمي الجمرة العقبة في النصف الأخير من الليل فعن أسماء بنت أبى بكر وأم سلمة أن الرسول سمح للنساء بذلك . وعن أعمال يوم النحر :ـ ففيه رمي جمرة العقبة والحلق والذبح وطواف الإفاضة والسعي . ورسولنا في هذاا ليوم ما سئل عن تقديم أمر علي أمر إلا قال افعل ولا حرج " وهذه من رحمة الله حتى لا يحدث ازدحام علي أمر من الأمور في هذا اليوم .
وهناك محظورات الإحرام : الجماع ودواعيه ،عمل السيئات ،المخاصمة لقوله تعالي " فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " ولما روي الشيخان عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه "، لبس المخيط وعقد النكاح ،تقليم الأظفار ،إزالة الشعر ،استعمال الطيب في الثوب والبدن ، لبس ثوب مصبوغ بما له رائحة ،الصيد والأكل من المصيد إن كان صاده هو أو صيد من أجله وإلا فلا يحرم . ولا يبطل الحج بارتكاب شيء من هذه المحظورات إلا بالجماع قبل التحلل الأول فإنه يفسد ويتمه وهو فاسد وعليه بدنه وعليه الإعادة . وغير ذلك فعليه ذبح شاه أو إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام علي التخيير وذلك لما روي البخاري عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال له : قد آذاك هوام رأسك . قال : نعم فقال له احلق رأسك ثم اذبح شاة أو صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين . أما الصيد فحكمه في كتاب الله في قوله تعالي : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ(95) . أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
الثانية :ـ
يقول الله تعالي " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " .
أيها المسلمون : هذه آيات الله لخصت لعباد الله الحكمة من الحج في أمرين : الأول : ليشهدوا منافع لهم . والثاني : ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي مارزقهم من بهيمة الأنعام . فلا يجوز لأحد أن يعود من الحج دون تحقيق هذين الأمرين. "شهود المنافع وذكر اسم الله في أيام معدودات" . أما شهود المنافع : فقد ذكر بن كثير رحمه الله قول بن عباس رضي الله عنهما أن : المنافع نوعان منافع الآخرة ومنافع الدنيا . أما منافع الآخرة فهي رضوان الله والفوز بالمغفرة حيث يعود الحاج من رحلته كيوم ولدته أمه. وأما منافع الدنيا :البدن والذبائح والتجارات . وذكر الإمام القرطبي رحمه الله عن مجاهد وعطاء أن المنافع : هي شهود المناسك ( كعرفة والمشعر الحرام وغيرها ) والمغفرة والتجارة. وأما الأيام المعلومات فعن بن عباس أنها أيام العشر" عشر ذي الحجة الحرام " وقد أمر الرسول فيها من الإكثار من التكبير والتحميد والتهليل ".

زهرة الزيزفون
12-25-2006, 01:54 AM
جــــــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خــــــــــــــــــــــيرا




ألف شكر على الموضوع