المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزوجة.. ‬ والحرمان العاطفي


بست قرين
01-08-2007, 07:47 AM
ليس الحفاظ على جذوة حميمية العلاقة الزوجية مشتعلة بالأمر المستحيل، ‬فبإمكان الأزواج أن ‬يظلوا عاشقين على الدوام في ‬حالة ما إذا عرف كل طرف ما ‬يحب وما ‬يكره الطرف الآخر، ‬وغالبا ما ‬يقحم الرجال في ‬عالم العاطفة قيم الفعل، ‬والسلطة، ‬والكفاءة، ‬فيما تفضل النساء البوح، ‬بالعواطف، ‬والتناغم في ‬التبادلات العلائقية، ‬والإبداع. ‬إنها بعض من التباينات البيئية والقوية بين الرجل والمرأة. ‬وهي ‬اختلافات قد تشكل، ‬في ‬حالة عدم الانتباه إليها وأخذها بعين الاعتبار، ‬أساس مشاكل حقيقية تهدد بناء الحياة الزوجية.‬

يعني ‬الارتباط في ‬إطار علاقة زوجية أن شخصين عاقلين ذكر وأنثى ‬وافقا، ‬بمحض ارادتهما، ‬على المضي ‬في ‬طريق واحد وبالرغم م أنهما قد ‬يتعاهدا في ‬البداية بصيانة استمرار هذا الارتباط، ‬فإن طريق الحياة حافل بما قد ‬يفرق بينهما.‬
ولأن بناء الزواج ليس بالشيء الهين والاستمرار في ‬هذه العلاقة القدسية ليس بالسهل، ‬فإنه من الضروري ‬أن ‬يعمل الطرفان على ابتداع الوسائل الكفيلة بجعل سحر البدايات ‬يفضي ‬إلى علاقة دائمة.‬

إنها قضية عادية، ‬لكنها، ‬مع ذلك، ‬كونية، ‬تلك المرتبطة بخمود جذوة الحب بمجرد الارتباط والعيش تحت سقف واحد في ‬قلب أكثر العشاق ولهاً ‬وحماسة.‬

فهل هو قدر محتوم لا محيد عنه ونكسة لا ‬يمكن تجاوزها؟

لحسن الحظ أن موقف العلماء النفسيين والمتخصصين في ‬دراسة العلاقات الزوجية، ‬يبعث على الاطمئنان ويدفئ القلوب ويعيد لها الأمل، ‬لا سيما قلوب الزوجات، ‬اللواتي ‬يحبذن أن ‬يظل الازواج عشاقا على الدوام، ‬ذلك أن الأمر ليس بالمستحيل لاسيما اذا تضافرت جهود الزوجين في ‬اتجاه ربط علاقات حيوية ومبتكرة من شأنها بث الديناميكية في ‬علاقتهما كزوجين.‬

وترتكز هذه الديناميكية بالأساس على احترام شروط محددة تتصل بمعرفة ما ‬يحب وما ‬يكره الطرف الآخر، ‬ثم أخذه بعين الاعتبار، ‬والاتفاق على ميثاق خاص، ‬واثبات الشخصية الجنسية الخاصة، ‬استعمال الغضب واستغلال الصراعات والاعتراف بالجميل، ‬الذي ‬لا ‬يعرفه وضع أو ظرفية معينة وإنما ‬يكون تعبيرا خاصا وتلقائيا لا ‬يتوقعة الشريك.‬

فالتعبير عن الغضب مثلا، ‬يقضي ‬على الاحساس بالذنب أو بالضغينة، ‬وكلاهما شعوران قاتلان للحياة الزوجية، ‬ثم أن علاقة حية هي ‬علاقة تسمح في ‬أن ‬يتم في ‬خضمها التعبير عن الغضب وعدم الرضا، ‬وكي ‬يعرف الصراع نهاية ايجابية لابد من اتخاذ تدابير ملموسة. ‬إذ، ‬كما ‬يمكن الاعتذار للشريك ‬يمكن كذلك، ‬وهذا هو الأساسي، ‬امتلاك نية الاصلاح وتصحيح المسار. ‬وتحتاج المرأة باستمرار لأن ‬يعبر الرجل لها عن مشاعره، ‬وهي ‬حاجة ‬يعتبرها الرجل ترفا أو تفاهة من لدنها، ‬فتلح ليعتبرها لجوجة لكن أيضا متصابية. ‬وحينما تحتاج اليه كي ‬ينصت إليها ‬يبادرها بالنصح ليحولها الى طفلة صغيرة بحاجة للارشاد أكثر منها امرأة، ‬أو قد ‬يلوذ بالصمت أمام كل دفق حديثها. ‬وفيما تحلم المرأة أن ‬يتكهن الرجل انتظاراتها إلا أنه لا ‬يستجيب إلا للطلبات المحددة الصادرة عنها.‬

وغالبا ما ‬يقحم الرجال في ‬عالم العاطفة قيم الفعل، ‬فيما تفضل النساء التناغم والابداع وهذه الاختلافات قد تشكل في ‬حالة عدم الانتباه إليها مشاكل حقيقية تهدد الحياة الزوجية. ‬هذا، ‬وحينما تتصل الاختلافات بالحياة الحميمية للزوجين، ‬فإن المشكل ‬يتعقد أكثر، ‬لأن الايقاعات والاستيهامات تختلف بين الرجل والمرأة، ‬وهذا تحديداً ‬ما ‬يجعل العلاقة الجنسية وما تحبل به من تبادلات تتميز بكونها صعبة وثمينة في ‬الآن ذاته، ‬ويظل الهدف الأسمى في ‬العلاقة بين الزوجين هو تحقيق التناغم الحسي ‬والعاطفي ‬مع تجاوز كافة الاختلافات الخاصة بكل جنس.‬