المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ][ أول شهيدة في الإسلام ][


بست قرين
01-08-2007, 11:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




سُمية، ذلك الاسم الجميل الذي يرفرف في سماء الطهر والعفة والإيمان، إنها سمية بنت خياط، أم عمار بن ياسر، أول من استشهد في الإسلام، بعد أن احتملت من الأذى فنونا لا توصف، وبذلت روحها لإعلاء كلمة الله تعالى.

جاء في “الإصابة في تمييز الصحابة”: سمية بنت خياط والدة عمار بن ياسر كانت سابعة سبعة في الإسلام عذبها أبو جهل وطعنها فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام.

كان زوجها ياسر حليفا لأبي حذيفة، وكان ياسر عربياً قحطانياً، أتى إلى مكة مع أخويه الحارث والمالك، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة، حالف ياسر أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم، وتزوج من أمَته سمية وأنجب منها عماراً، فأعتقه أبو حذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبد الله وسمية وعمار.

قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها آل بني المغيرة على الإسلام وهي تأبى غيره، حتى قتلوها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون في رمضاء مكة، فيقول: “صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”.

وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فمنعهما قومهما لعزة القبيلة - وأما الآخرون فأُلبسوا أدرع الحديد ثم صهروا في الشمس.

وعُذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً أبوا غيره، وصبروا على الأذى والضيق الذي لاقوه من قومهم، فقد امتلأت قلوبهم بنور الله عز وجل، وعرفوا قيمة الحق الذي آمنوا به.

ولما استشاط أبو جهل غضبا من صمود سمية وبطولتها في مواجهة العذاب، جاء إلى سمية فطعنها بحربة فقتلها، فأمست الشهيدة، وأمسى هو المجرم الذي اقتص الله منه.

وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال: أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر، وكانت عجوزا كبيرة ضعيفة، ولما قُتل أبو جهل يوم بدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: قتل الله قاتل أمك.

يمهل ولا يهمل

لقد كان أبو جهل القرشي الذي يكنى بأبي الحكم من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى وتسلطا، جاء في الروض الآنف: وكان أبو جهل الفاسق الذي يغري بهم في رجال من قريش، إذا سمع بالرجل قد أسلم، له شرف ومنعة أنّبه، وقال: تركت دين أبيك وهو خير منك، لنسفهن حلمك -عقلك- ولنضعن شرفك، وإن كان تاجرا، قال: والله لنكسدن تجارتك، ولنهلكن مالك، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به!

قال ابن إسحاق: عن سعيد بن جبير، قال: قلت لعبد الله بن عباس: أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب ما يُعذرون به في ترك دينهم؟ قال: نعم والله إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي نزل به، حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة حتى يقولوا له اللات والعزى إلهُك من دون الله؟ فيقول: نعم، حتى إن الجُعل (الخنفساء) ليمر بهم فيقولون له أهذا الجُعل إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم افتداء منهم مما يبلغون من جهده.

أما أبو جهل فقد كان مصيره أسوأ مصير، فإن الله تعالى يمهل ولا يهمل، إنه سبحانه يصبر على المجرمين لعلهم يتوبون ويرجعون، لكنه إذا عاقب وأخذ، فإن عقابه شديد، وأخذه أليم.

قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر، وقد طُعن أبو جهل على يدي عوف ومعوذ ابني الحارث الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنهما، ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما، لأنهما كانا صغيرين بالسن، وشاء الله أن يلفظ أبو جهل أنفاسه الأخيرة على يد عبد الله بن المسعود الذي أجهز عليه.

قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، قال لي الآخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين، فضرباه حتى قتلاه.

شرف الدارين

سمية بنت خياط هي من أهم المجاهدات المسلمات اللواتي احتملن الأذى والعذاب، الذي كان يلقاه المسلمون على أيدي المشركين في ذلك الوقت، وهي ممن بذلوا الغالي والنفيس في ذات الله تعالى.

لقد كان إيمان سمية القوي بالله تعالى، هو سبب ثباتها على الإسلام واعتزازها بدينها، فقد وقر الإيمان في قلبها وذاقت لذته:




تزول الجبال الراسياتُ وقلبهُ
على العهد لا يلوي ولا يتغيرُ





لقد أيقنت سمية أن في عقيدتها سعادتها ونجاتها، فوكلت أمرها إلى الله تعالى، ومضت غير عابئة بأذى المجرمين المتربصين، محتسبة صابرة، لا يلويها شيء عن الحق وما يطلبه ذلك الحق من ثبات وتضحية.

لقد أيقنت سمية أنه مهما طال الأمد، فإلى الله المصير، فإن العقبى إلى الحق ولو طال المدى، فصبرت على تكاليف الحق، حتى نالت شرف الدارين، عز الدنيا وشرف الاستشهاد.



منقول

النظره الخجوله
01-08-2007, 12:12 PM
يسلمك ربي بست قرين على هذا الموضوع الرئع

فهد
01-08-2007, 12:35 PM
الله يجزاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك كل خييييييييييييييييير

BoBo
01-08-2007, 03:30 PM
يسلموووووووو بست على الموضوع الرائع

الله يجعلها في ميزان حسناتك

تقبل مروري يا الغالي

اخوك BoBo

زهرة الزيزفون
01-09-2007, 12:50 AM
قصه رائعه


بست قرين

جزاك الله خيرا على نقلك لهذه القصص التي تحمل في طياتها


الكثير من العبرة والفائدة


رضى الله عن الصحابة أجمعين وجزاهم خير الجزاء

توتي
01-09-2007, 10:35 AM
(جزاك الله خيرا)


(وجعله الله في موازين حسناتك)

dinooo
01-16-2007, 11:20 AM
جزاك الله خير وجعلها من ميزان حسناتك

*دنيا المحبة*
01-18-2007, 09:48 AM
قصه رائعه

بست قرين

جزاك الله خيرا

ورضى الله عن الصحابة

أجمعين وجزاهم خير الجزاء