المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النبوة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم


lonely
01-21-2007, 07:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

النبوة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم


كما يتبين من التاريخ الذي يذكره القرآن أن الأنبياء كانوا يُبعثون فيما سبق لكل مرض روحي مهما كان صغيرا، فقام الأنبياء فقط دون غيرهم بالإصلاح، رغم أن الكتب السماوية كانت موجودة في أقوامهم مسبقا. ليس هناك مرض روحي يمكن أن يتصوره الإنسان إلا وهو منتشر على نطاق واسع في أيامنا هذه، ومع ذلك يرفضون بشدة إمكانية مجيء مصلح من الله تعالى. وكأنهم يقولون لو ظهرالدجالون الكذابون فلا بأس، لكن يجب ألا يأتي نبي من الله فإننا لا نقدر على تحمله.

وهناك آيات صريحة في القرآن الكريم تؤكد بجلاء وجود النبوة وإمكانية الحصول عليها. يقول الله تعالى:

http://www.islamahmadiyya.net/images/alnisaa2.gif
(سورة النساء:70-71)


فالله تعالى يعلن هنا أن الذين يطيعون الله والرسول أي محمدًا (رسول الله) صلى الله عليه وسلم طاعة صادقة، سوف يحوزون على درجات الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.

ولكن البعض يقول: كلا، بل المعنى أن المطيعين لله والرسول صلى الله عليه وسلم يكونون في صحبة المنعم عليهم ولن يكونوا من المنعم عليهم. فيجب أن نرى أوّلاً ماالذي تعلنه الآيات المذكورة؟

تقول الآية: "من يطع الله والرسول" أي محمدًا صلى الله عليه وسلم. ما أعظمَه من إعلان! ألا ترى أنه كان من المفروض أن يكون هذا الإنعام على أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من أتباع الأنبياء الآخرين لكونهم خير أمة أخرجت للناس؟

ثم هل الناس من الأمم السابقة الذين أطاعوا رسلهم كانوا يتلقون الجواب بأنهم إذا أطاعوا رسولهم فسوف يكونون في صحبة المنعَم عليهم فقط ولن يكونوا منهم أبدًا؟

ألا ترى أن هذا المفهوم بهتان عظيم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن الكريم؟ أليس هذا الاستنتاج إساءة كبيرة للنبي صلى الله عليه وسلم؟ كما أنه إهانة لأمته صلى الله عليه وسلم حيث حُرمتْ من الإنعامات التي كان يتلقاها أتباع الأمم السابقة. هذا التفسير خاطئ ولاغٍ بكل المعايير، ويكذبه القرآن الكريم بنفسه، لأن "مع" هنا هي في محل المدح، ومن المعلوم أن كلمة "مع" تعطي معنى المعية ومعنى "مِن" أيضا.

وهناك أمثلة كثيرة على ذلك منها قول الله تعالى في القرآن الكريم:

http://www.islamahmadiyya.net/images/alomran3.gif
(آل عمران: 54)


http://www.islamahmadiyya.net/images/alnisaa147.gif
(النساء: 147)


http://www.islamahmadiyya.net/images/almaeda84.gif
(المائدة: 84)


http://www.islamahmadiyya.net/images/alhijr33.gif
(الحِجر: 33)


فترى أن "مع" في كل هذه الآيات جاء بمعنى "مِن" لا غير.

ثم علّمنا الله تعالى دعاء:

http://www.islamahmadiyya.net/images/alomran194.gif
(آل عمران: 194)


فهل يعني هذا أن ندعو الله تعالى ليلَ نهارَ أنه كلما مات أحد من الأبرار فاقبِضْ روحنا أيضا يا رب؟ أهذا هو الدعاء الذي يعلمنا الله سبحانه وتعالى في كلامه المجيد يا ترى؟ كلا بل المعنى: توفنا يا ربنا ونحن من الأبرار في نظرك.

فثبت أن القرآن الكريم يؤكد أن الذين يطيعون الله والرسول صلى الله عليه وسلم حقًّا يكونون من النبيين وليس في معيتهم فقط، ومن الصديقين أيضا وليس في معيتهم فقط، ومن الشهداء أيضا وليس في رفقتهم فحسب، ومن الصالحين أيضا، وليس معهم فحسب.