المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقطع الأول من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة: التقوى


صدى العاصفه
04-18-2007, 01:15 PM
المقطع الأول من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة: التقوى

ترك النبي r منطقة قباء بعد أن أقام المسجد فيها ونزل في بني سليم بن عوف وكان الحدث الثالث الذي نتخذه أسوة حيث خطب النبي r أول خطبة في المدينة في مسجد ببطن الواد وصلّى بهم عندما وصل إليهم قبيل الزوال من صبيحة يوم الجمعة. أسوتنا في هذه النقلة هي الخطبة الأولى في المدينة المنورة ولا شك أن رجلاً بأهمية رسول الله r عند الله وعند الملأ الأعلى وعند الملائكة وعند الناس يخطب أول خطبة في مرحلة حاسمة من مراحل دعوته يقتضي أن نقف عندها في خطبة كانت باكورة سيرته في توجيه الناس إلى توحيد الله عز وجل. خطبة الجمعة الأولى في المدينة التي خطبها النبي r لأول مرة تتكون من مقدمة وثلاثة مقاطع. المقدمة هي التي يقولها الخطباء بعد رسول الله r إلى يومنا هذا. أما المقطع الأول فتحدث عن التقوى والمقطع الثاني عن الإخلاص والمقطع الثالث عن الإحسان والجهاد وسنتوقف عند كل مقطع من هذه المقاطع في محاضرة مستقلة.

بدأ النبي r الخطبة التاريخية على نحو ما نفعله بعض الأحيان في مساجدنا اليوم فقال:

إن الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه وأؤمن به ولا أكفره، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بعثه الله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وبدالة من الناس وانقطاع من الزمن ودنو من الساعة وقرب من الأجل من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالاً بعيداً.

هذه المقدمة التي استهل بها الرسول r خطبته التاريخية. والمقطع الأول بعد المقدمة يتحدث عن التقوى بالشكل التالي: يقول: أوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أو يأمره بتقوى الله واحذروا ما حذركم الله من نفسه ولا أفضل من ذلك نصيحة ولا أفضل من ذلك ذكر.

مقطع كامل ورد في خطبة النبي r الأولى في المدينة المنورة التي وصلها إليها وحيث أقيمت فيها أول جمعة ولم تقم جمعة واحدة في مكة وهذه أول خطبة في المدينة ساعة وصوله إليها من قباء بعد أن أقام مسجد قباء الذي امتدحه تعالى (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).

قضية الإسلام الأولى هي التقوى ولذلك ابتدأ بها النبي r خطبته التاريخية لأنها أهم ما في الدين وأهم ما يمكن أن يوصي به مسلم مسلماً لهذا قال تعالى (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131) النساء) وتأمل في القرآن كيف أن كل الأنبياء عندما أمروا قومهم بالتوحيد قالوا (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) عبارة تتكرر على لسان كل نبي. العلاقة بين الله تعالى وعباده هي التقوى. كيف نتقي الله عز وجل؟

كل حركة من حركاتك في اليوم والليلة داخلة تحت (واتقوا الله) ورب العالمين يذكر لنا التقوى في عدة مواضع ونتيجتها (فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، لعل في كتاب الله تعني التحقق وليس الرجاء كما في لغة المخلوقين، لعل مع الله تبارك وتعالى تعني قد حدث والكريم أكرم الأكرمين عندما يعدك فقد حدث. (اتقوا الله حق تقاته) (وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) كل حركاتك اليومية من ساعة ما تستيقظ إلى ساعة أن تنام مرتبطة بتقوى الله. تتقي الله أي أن تجعل بينك وبين محارمه وقاية كما قال r "إحذروا ما حذركم الله من نفسه"، (ويحذركم الله نفسه) من حيث أن الإقتراب من محارمه مُهلِ:. كل أحاديث وآيات الرغائب والمبشرات تنص على: ما اجتنبت الكبائر، " من قال في اليوم والليلة مائة مرة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم غفر له ما تقدم من ذنبه ما اجتنبت الكبائر". هناك ذنوب يترتب عليها عقوبة لكنها لا تغضب الله تعالى وهناك ذنوب يترتب عليها عقوبة قاسية لأنها تغضب الله تعالى. عندما تخالف المرور هذه عليها عقوبة وغرامة لكنها لا تغضب الملك أو الحاكم لكن إذا خنت الملك ولم تقم بواجبك الذي أوكله إليك الملك فهذا يغضبه وإذا غضب عاقبك عقاباً لا تتخيله وليس مطلوباً من الملك أن يعفو عنك لأن جريمتك عظيمة وهي ما تسمى اليوم بالإضرار بأمن بالدولة. يحذركم الله نفسه من الشِرك والكبائر والمقحمات التي تقحمك في النار "رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر" "الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينها ما اجتنبت الكبائر".

فاحذروا ما حذركم الله من نفسه: كأن النبي r يفسّر لهم ما هي تقوى الله عز وجل: أن تحذر الله مما حذركم منه حتى لو فعلت الكبائر فإن لها علاجاً بالتوبو والاستغفار فالله تعالى ربط الكبائر بالتوبة فإذا تبت تاب الله عليك والمعصية أن تبقى على الكبائر (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران) الإضرار هذا يكون منك.

المقطع الأول الذي بدأ به النبي r خطبته التاريخية للتوصية بتقوى الله وهي أن تجعل بينك وبينه وقاية. الله تعالى له صفات جمال وله صفات جلال قاهر منتقم جبار فإذا انتهكت حرماته فعليك أن تضع بينك وبين انتقام الله تعالى وقاية حتى لا يصيبك انتقامه. الخطوط الحمراء في هذا الدين هي الشِرك والكبائر. هناك كبائر وهناك ذنب عظيم. الكبائر ليس من بينها الظلم والغيبة والنميمة والبهتان وعليك أن تتجنب كل هذه المجموعة الكبائر والذنوب العظيمة ما عدا ذلك ذنوب لها عقوباتها تكفّرها الصلاة والدمعة والهمّ والمرض وغيرها. أما الكبائر فيجب أن تقلع عنها إقلاعاً تاماً وتبقى نادماً وكلما ذكرتها ندمت عليها وجِلأ قلبك. قال تعالى (وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) لأن هذه الجرائم لا تستحق عقوبة فقط وإنما تثير غضب الله تعالى. هذه هي التقوى التي ينبني عليها مستقبلك مع الله تعالى بعد أن توّحد الله توحيداً كاملاً. ورب العالمين يتكلم عن أنواع التقوى وعليك أن تتابعها في كتاب الله تعالى.

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) الأحزاب)

التقوى نوعان: تقوى النجاة الأساسية التي لا بدونها لا أمل لك وتقوى الدرجات. والنجاة أساسية بدونها لا أمل لك، معلوماتك ومعارفك نوعان: معلومات نجاة ومعلومات درجات. معلومات النجاة تنجيك من الجهل والتخلف وتضعك في مقام يمكنك أن تتقدم فيه كالشهادة الثانوية مثلاً بدونها لن تتقدم وهي الحد الأدنى الذي يضعك على أبواب التقدم وهذه تقوى نجاة وهي بإختصار الصفحة الأولى من سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)) وما من مسلم إلا وقد وصل به الحال إلى أن يتجاوز هذه التقوى إلا من أشقاه الله تعالى وعِماد ذلك الصلاة فإذا كنت من أهل الصلاة إجتمعت لك كل الشروط. كل من يصلي يحج ويزكي ويؤمن بالغيب. وكل من يصلي إلى القبلة تجتمع فيه جميع تقوى النجاة تلك التي سماها الرسول r دين الأعرابي لما سأله الأعرابي عن الإسلام؟ فقال رسول الله r:" خمس صلوات في اليوم والليلة" فقال: هل عليّ غيرهن؟ قال: لا، إلا أن تطوّع وصيام شهر رمضان. قال: هل عليّ غيره؟ فقال: لا إلا أن تطوّع وذكر له الرسول r الزكاة فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوّع. قال : فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أُنقص منه. فقال رسول الله r: أفلح الأعرابي إن صدق. فكل من يصلي للقبلة فهو متمتع بها وهي أقل المراحل لكنها تنجيك.

عندما تحقق هذه المرحلة كما نحقق الثانوية العامة تتقدم فتأخذ وراءها شهادة ماجستير أو دكتوراه وإذا كنت موظفاً تتقدم في الدوائر إلى أن تصير مديراً أو وزيراً وما دمت قد حصلت على الثانيوة العامة فالمجال أمامك مفتوح وإلا فأنت لا قيمة لك. هذه تقوى النجاة بما أنك حصلت عليها وبما أنك من أهل القبلة فالمجال أمامك مفتوح (إن اتقوا الله) تقوى النجاة بالتوحيد والقبلة نجوت وزُحزحت من النار. هما قضيتان: فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة. لم يقل زحزح عن النار فقط. الفوز في أُدخِل الجنة بعد أن زُحزح عن النار. قد يزحزح الإنسان عن النار لكنه يبقى على الأعراف شنين طويلة فها هذا فوز؟ كلا إنما دخول الجنة هو الفوز.

عرفنا تقوى النجاة التي تزحزحك عن النار. قال تعالى (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) أفلح بالنجاة فقط كالذي أفلح في السباق لكنه لم يفز به. تقوى النجاة أنك تفلح في النجاة من النار لا تُعذّب فيها لكن لكي تفوز بالدرجات عليك أن تتبع تقوى الدرجات (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) . كلنا نصلي لكن كم واحد فينا صلاته من النوع الذي يرفع الدرجات؟ أين حضورها وخشوعها وتمامها ونوافلها وأذكارها ونهيها عن الفحشاء والمنكر والمداومة عليها في أماكنها أي المساجد والمحافظة عليها؟ نوعية الصلاة هي التي ترفعك لأن نوعية النجاح هي التي ترفع وليس مجرد النجاح. ورُبّ نجاح لا يؤهلك إلا أنك لست راسباً. ولكي يكون نجاحك قادراً على أن يرقيك لا بد أن تحصل على درجات عالية فالذي ينجح بدرجة إمتياز غير الذي ينجح بدرجة مقبول. والدرجات في التقوى هي التي بعد مرحلة تقوى النجاة وهي التي تدفعك لما بعدها.

تقوى الدرجات متنوعة وكل واحد منا له تقوى تنفعه ولا تنفعه تقوى ثانية. رجل عالِم ليس من تقواه أن يبيع ويشتري فهو ليس تاجراً وليس من تقواه مقاتلة العدو فهو ليس عسكرياً لكن تقواه في أن يقول الحق لأنه يترجم عن الله تعالى وتقواه في مدى صدقه في ذلك ومدى قوله الحق ومدى نصيحته فلا يغش الناس، ومدى صموده فلا ينافق في الناس أميراً ولا حاكماً (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون). إعلم أن لك رباً يسألك عن كل كلمة تقولها إن كانت خيراً يرفعك إلى مرتبة النبيّن يوم القيامة. تجد في كل ألف واحداً من هؤلاء العلماء. هناك جيد وهناك مقبول عالي ولكن الإمتياز قِلّة تعددهم وبرهنوا على صدقهم منهم من عُذّب وشُرّد وأُعدِم وكما هو حاصل في تاريخنا.

رجل تاجر فقط تقواه في أن لا يغش ولا يحتكر ولا يكذب ولا يموّه. فما رأيك في من يبني كل يوم مسجداً ويُشبع جائعاً ويُغني فقيراً لكنه يأخذ الربا فكل عمله لا قيمة له. التاجر الصدوق تقواه في أن لا يغش ولا يكذب. فعليك أن تحققق تقواك أولاً كلٌ في مجاله. لا قيمة للتقوى الأخرى مثل صيام الإثنين والخميس أو قيام الليل إن لم تحقق تقواك الخاصة بك فالتاجر تقواه تقوى المال والعالِم تقواه تقوى العِلم وهناك الموظف تقواه أن يكون ناصحاً للمراجعين يحقق العدل بينهم ومخلصاً في قضاء حاجاتهم ولا يعبث بوقت الدولة أو يضيعه في قراءة الصحف وشرب القهوة والشاي والحديث مع زملائه بأحاديث لا علاقة لها بالعمل وعدم أخذه الرشوة لأنه إذا وقع في هذا كله يكون قد أخلّ بتقوى الوظيفة.

أداؤك لتقواك من حيث وظيفتك أنك موظف هي العدل والإخلاص والمعاملة بالحسنى والنصح للمراجعين وقضاء حاجاتهم وإذا كنت مديراً أو حاكماً فتقواك أن تغيث المحتاج وتقضي حاجات الناس وتعدل بينهم مهما كانت صلاتك لأن عدل ساعة خير من عبادة ستين عاماً. تقواك أنت العدل : عدل مع الماجعين إذا كنت موظفاً، مع المعليمن إذا كنت مديراً، عدل مع الجند إذا كنت ضابطاً. كل من كان تحت إمرته ثلاثة يأتي يوم القيامة وملِك آخذ بقفاه إلى جهنم فإذا قال تعالى للملِك ألقِه ألقاه فكّه العدل أو أسلمه الجور.

إذا كنت معلماً عندك ثلاثة طلاب أو موظف عندك ثلاثة موظفين هؤلاء هم جنتك ونارك كيف تتعامل معهم؟ تقواك هنا أن يكون عندك تقوى نجاة ثم تظلم الناس لا تنفعك. الغيبة تأكل الأعمال وكذلك الظلم الفعلي. هكذا لكل واحد منا تقوى. أنت رب العائلة هم تقواك، لك بنتان إذا أحسنت تربيتهما وتأديتهما كانتا لك وجاء من النار. جارك إذا شهد لك سبعة من جيرانك على خير شفّعهم الله تعالى فيك على ما كان منك من سوء. حتى العلاقة مع الحيوان (إمرأة بغيّ دخلت النار في كلب سقته) وإمرأة صالحة دخلت النار لأنها كانت تؤذي جيرانها. ما قيمة بنائك للمساجد وأنت تؤذي جيرانك؟ وما موقف أبنائك منك؟ هل ربيتهم تربية صالحة وهل إتقيت الله فيهم؟ إن من الذنوب ذنوباً لا يغفرها إلا الهمّ والعيال.

مدى اهتمامك بقضايا الأمة :إن العبد لتسيق له المنزلة عند الله فلا يبلغها بعمل فيسلّط الله عليه الهمّ يبلغها بذلك" "الحزين على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين".

هذه التقوى إياك أن تغترّ! التقوى ليست فقط تقوى نجاة وإنما تقوى درجات والدرجات هي علاقتك مع الآخر حتى لو كان الآخر حيواناً أو شارعاً حتى فتنظيف البيئة وحمايتها من التقوى. " رأيت رجلاً يتقلّب في ربض الجنة بشوكة نحّاها عن طريق المسلمين".

التقوى التي وصّانا به الله تعالى: تقوى نجاة التي بدونها لست مسلماً وهي الصفحة ألأولى من سورة البقرة (الإيمان بالغيب، إقامة الصلاة والإنفاق والإيمان بالله واليوم الآخر والكتاب كله) هذه القاعدة العريضة ثم تتقدم (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).