المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرح في الحياة الزوجية!!


*دنيا المحبة*
07-15-2008, 11:23 PM
الكآبة والحزن والعُبوس ثلاثي يدمر حياة الزوجين.. فكيف يُواجه هذا الثلاثي الذي يغتال الراحة النفسية بين الزوجين ويحيل الحياة بينهما إلى منعطف خطير تنعكس آثاره على من حولهما خاصة الأبناء؟ وما هي الأسباب وراء ذلك؟ وكيف العلاج للخروج من هذا الحيز المظلم..؟!

هذا ما يجيب عنه التحقيق التالي:

يقول "أبو هداية": بعدما تزوجت لاحظت أن زوجتي دائماً تبكي على أتفه الأشياء، وبالتالي فالكآبة لا تغادر منزلنا! وبما أني من الأشخاص الذين لا يحبون تبادل النكت وغير ذلك؛ فوجدت أن خير مخرج لهذه الأزمة (وأنا أعتبرها حقيقة أزمة) أن أحول المواقف إلى دعابة وتعليقات طريفة، وبالتدريج بدأت زوجتي تتغير ونفسيتها تتحسن كثيراً عن ذي قبل، وبالطبع انعكس ذلك عليَ أولاً ثم على من حولنا.

وتقول "أم خالد": زوجي ذو شخصية معقدة، أو بمعنى أدق مكتئبة، وأنا على عكس ذلك تماماً فقد كنت قبل الزواج مرحة إلى حد كبير، ثم حدث بيننا تصادم، فكلما علقت على موقف بطرفة أو ضحكت وجدت منه عبوساً وعدم مشاركة؛ بل ضيقاً في أحيان كثيرة؛ فكنت ألوذ بالصمت أياماً ولا أضحك أو أبتسم إلا عندما أزور جارة لي أو مع زميلاتي في العمل، وكثيراً ما كان الشيطان يسول لي بأني لم أوفق في الزواج من هذا الرجل؛ لأن حياتي بالفعل امتلأت كآبة وعبوساً يصر زوجي على وجوده بيننا، ورغم أن أبنائي الآن في الجامعة إلا أن حياتنا ما زالت على هذا النهج! أنا أحب المرح والمزاح وزوجي ـ على الرغم من طيبة قلبه ـ يعشق الكآبة.. والحمدلله على كل حال!

وتدعو"أم عبدالله" إلى الوسطية في هذا الأمر فتقول: التوازن في كل شيء مطلوب وضروري؛ فالزوجة لابد أن تتسم بشيء من الدعابة والظرافة؛ لأنها هي من يجب أن يُسرِّي عن الزوج المثقل كاهله بهمومه الخارجية، كذلك على الزوج ألا يتخذ من انشغاله مدخلاً للعبوس والصرامة والقيام بدور "العسكري"؛ فالزوجة أيضاً لديها من هموم البيت وتربية الأولاد ـ حتى ولو كانت لا تعمل ـ ما يكون سبباً لعبوسها وكآبتها.

فلو استسلم كل طرف لهموم الحياة فلن تنفرج شفتا أحد عن ابتسامة! لذا يجب أن يتخلل الحياة شيء من الدعابة والمزاح وألا يكون المزاح ثقيلاً؛ فأحياناً بعض الأشخاص ـ تحت مظلة الترويح والمزاح ـ يحرج من أمامه؛ فلا يتخذ أحد الزوجين إخفاق الآخر في موقف ما مجالاً للمزاح ومادة للتنكيت! فهذا بالطبع تأثيره من أسوأ ما يكون على نفسية الطرف الآخر، وأحياناً يكون فيه إنقاص من شأنه؛ كأن يشتري الزوج مثلاً شيئاً أغلى مما هو متعارف عليه، أو تحرق الزوجة الطعام، فتجد الطرف الآخر يتخذ مما حدث مادة للدعابة؛ بل إن هناك من يعلق بشتى أنواع الطرائف على أخطاء زوجته أمام أهله ولا يشعر أنه بذلك يهدم من حيث يظن أن الدعابة والمرح هما سبيلا الخروج من هموم الحياة، فيبدأ الحزن والكآبة يتغلغلان إلى قلب الطرف الآخر (خاصة إذا كان شخصاً كما نسميه حساس) ثم نقول بعد ذلك إنه شخص مكتئب ولا يحب الترويح أو المزاح! ولكن لو تم المزاح والترويح بطريقة متوازنة وبدون أن يكون فيها جرح للمشاعر فستكون بإذن الله نتائجها إيجابية.

*دنيا المحبة*
07-15-2008, 11:24 PM
ضرورة كسر الروتين

ويرى"أبو هاجر": أن تغيير نمط الحياة الزوجية الروتينية ضروري؛ حتى نكسر الملل في حياتنا، وهذه مسؤولية الزوج، كأن يأخذ أسرته في رحلة بحرية أو برية أو إلى حديقة مع بعض الأسر الصديقة؛ ففي هذا ترويح عن النفس من ناحية، وتقوية للعلاقة العاطفية بينهما من ناحية أخرى، فعندما تشعر الزوجة بأن زوجها حريص على أن يروح عنها وعن الأولاد فسيكون لذلك بالتأكيد أثر إيجابي على نفسيتها.

ويتفق مع الرأي السابق أ. د "أمير صالح" فيقول: بعد مرور فترة من العشرة بين الزوجين قد يعتري حياتهما شيء من الرتابة، وإذا لم ينتبه الزوجان إلى ضرورة الترويح والمرح، خاصة بعد مجيء الأبناء فقد يخيم على الأسرة كلها جو من الكآبة.. كما أن للمرح والمزاح تأثيراً بالغاً على العلاقة العاطفية بين الزوجين، إذ يضفي عليهما الراحة النفسية ويتلاشى معهما الفتور وتذهب السآمة والملل ويزيدان من الألفة والود..

قال صلى الله عليه وسلم: "اللهو في ثلاث: تأديب فرسك، ورميك بقوسك، وملاعبتك أهلك" قال ابن معين رحمه الله: "أي ليس من اللهو المستحب إلا هذه الثلاث، وغير ذلك قد يكون من اللهو المباح، فإما إن يقاس عليها فيكون مستحباً، أو يبقى في درجة الإباحة"

وبغياب المباسطة والمضاحكة بين الزوجين تبدو الحياة مملة، خاصة إذا لبس الزوج لباس الجد الذي لا يفارقه ويتعامل مع أهل بيته كالرئيس مع مرؤوسيه، ففي هذا تعطيل لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في هديه مع زوجاته، فها هو بصحبة جيش المسلمين يلاعب زوجته، فقد روت لنا عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر.. قالت "فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال: "هذه بتلك"!.. وهذا يدل على حرصه على الترويح عن زوجته وممازحته لها في حياته الزوجية حتى ولو كان وقت المعركة ولم يكن هذا أمراً عابراً ولكنه كان قد سابقها قبل ذلك، وقد تجاوز صلى الله عليه وسلم الخمسين من عمره، مما يدل على أن الممازحة بين الزوجين لا تتوقف عند السنوات الأولى من الزواج فقط..!

وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالمباسطة وألا يكون الإنسان متجهماً، فيقول صلى الله عليه وسلم "تبسمك في وجه أخيك صدقة" وكان يعلمهم الهشاشة والبشاشة.

ويضيف د. "أمير صالح": من الضروري أن يستوعب كل من الزوجين الآخر في أفراحه وأتراحه، ولتتذكر كل زوجة وصية الأعرابية التي قالت لابنتها عند زواجها توصيها: "إياك والفرح بين يديه إذا كان مهموماً، والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً" فلا ينبغي على الزوجة إذا رأت زوجها غاضباً أن تمزح وتمرح وتضحك!!

وهنا يقول علماء النفس: عليها أن تظهر بعض التعب والضيق حتى ولو كان تكلفاً، كذلك إذا كان الذي يحزنه شيء هام فلا يجب عليها أن تقلل من شأن الأمر تحت مسمى أنها تهون عليه وتشعره بأن المسألة يسيرة (ولتنتبه الزوجة لذلك) بل عليها أن تتعايش مع الموقف، وفي نفس الوقت تحاول أن تسري عنه، والمرأة الذكية هي من تعرف مداخل نفس زوجها، وهذا يعد من المشاركة الوجدانية.

*دنيا المحبة*
07-15-2008, 11:25 PM
ملاطفته صلى الله عليه وسلم ومزاحه لأهل بيته

يقول د. "محمود فؤاد الطباخ" (أستاذ سابق بجامعة الملك عبدالعزيز فرع المدينة المنورة وصاحب العديد من المؤلفات الدعوية والتربوية): إذا أردنا أن نعرف سر عظمة النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نجد أنها تتمثل في شخصيته المتوازنة التي كانت تجمع بين أعلى درجات الاهتمام بالدعوة، إلى جانب روح المؤانسة والمداعبة اللطيفة التي كان يؤديها كحق عليه تجاه زوجاته الطاهرات ليملأ قلوبهن أنساً وسروراً، وليغمر بيوتهن بالطمأنينة والسكينة، فلقد قال صلى الله عليه وسلم "نصرت بالرعب مسيرة شهر"

ومع هذه العظمة كان يرفق بزوجاته ويداعبهن ويؤانسهن، وصدق ناعتوه من أهل السير فيما وصفوه به حين قالوا فيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه"..!

ومن هنا فقد بات لزاماً علينا أن نبصر الأمة بما كانت عليه حاله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته الطاهرات، فنميط اللثام عن هذا الجانب من شخصيته الحبيبة الأليفة المداعبة الممازحة، فندرك عندها أنه كان بحق يعطي كل ذي حق حقه.. وأي حق للزوجة أعظم من أن تجد إلى جانبها زوجاً حبيباً أليفاً يراعي مشاعرها ويرق لحالها ويلاطفها ويمازحها؛ ليدخل السرور إلى نفسها ويملأ بالأنس والسعادة بيتها؟!

تقول عائشة رضي الله عنها: "كنت ألعب بالبنات فيجيء صواحبي فينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج فيدخلن علي، وكان يسر بهن فيلعبن معي.." ثم ما أروع ما نقله إلينا هذا المشهد الذي دار في بيت النبوة، حيث إن الرسول الكريم تنزل إلى مستوى زوجاته وشاركهن مزاحهن سواء بسواء؛ ليطيب بذلك نفوسهن ويغمر بالسعادة بيوتهن، تقول عائشة رضي الله عنها: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخزيرة قد طبختها له، فقلت لسودة ـ والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها ـ: كلي، فأبت. فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع بيده لها وقال لها: الطخي وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم.."

فهل يعلم الأزواج ما كانت عليه حاله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته أمهات المؤمنين وذلك كي يكون هذا الحال هو حالهم مع زوجاتهم في حياتهم الزوجية، لتحلو بذلك الكلمة ويعذب الحديث وترق الحاشية ويطيب المعشر وتهنأ الأسرة ويسعد المجتمع؟!

بحر الشوق
08-05-2008, 03:34 PM
يسلموووووووووووووو

على ما نشرته لنا منو موضوع

ويسلموو
على ما بذلته من مجهود طيب
مع ودي وتقديري

*دنيا المحبة*
08-10-2008, 06:43 AM
وجزيتم الخير كله

وشكرا لكم على المتابعه

ودمتم بكل خير