المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيء للرياضة أزمة الخليج لكرة القدم


شذى
01-13-2009, 11:02 AM
نزار العلولا

لا يمكن أن نصف الجو المشحون والمتوتر بين أغلب الأشقاء الخليجيين في دورة مسقط إلا انها أزمة حقيقية، أزمة وعي وأزمة ثقة وأزمة في التعاطي الإعلامي مع الحديث، فالتراشق الإعلامي بين الأشقاء وصل في بعض الأحيان إلى مستوى متدن جدا فطغت لغة الشتائم وسطحية الطرح علنا عبر وسائل الإعلام الرسمية وخصوصاً الفضائيات لتقدم بذلك صورة سلبية عن المواطن الخليجي أمام الملأ، فهل نحن كذلك فعلاً؟ وما مدى الآثار السلبية التي ستعكسها خلافات الإعلام الرياضي في دول الخليج على شباب وشعوب المنطقة؟ أم أن ما يحدث في الإعلام هو انعكاس حقيقي لنبض الشارع الخليجي وعلاقات الأشقاء ببعض؟ فكل دورة تبدأ بشرارة وشحن والشرارة الأولى لهذه الدورة (عفواً) أقصد الأزمة كانت بين الشقيقتين قطر والإمارات بسبب المدرب ميتسو وتم تبادل الاتهامات بين الطرفين بطريقة متدنية ثم صب الزيت على النار من أجل الإثارة الإعلامية وامتد الخلاف لموضوع النقل التلفزيوني ومن ثم لمهاترات يومية في المركز الإعلامي للبطولة بين أطراف تمثل عدة دول خليجية.

وهذه السلوكيات وانعكاساتها السلبية هي نقيض للأهداف التي أقيمت من أجلها دورات الخليج ونقيض للأهداف السامية للرياضة، مما يحتم علينا جميعا إعادة النظر في التعاطي الإعلامي مع هذه المناسبة حيث ان بطولة الخليج ومنذ انطلاقتها الأولى كانت ومازالت تشهد توتراً جماهيرياً وشعبياً بين طرفين أو أكثر في كل دورة والأمثلة السيئة كثيرة وهذا الوضع مناقض تماماً للعمل الخليجي المشترك بصيغته الرسمية والذي تشرف عليه أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ولديَّ قناعة تامة بأن أمانة مجلس التعاون الخليجي مطالبة بدور رئيسي في مناقشة موضوع الآثار السلبية للإعلام الرياضي الخليجي على شعوب المنطقة، ومسؤولة عن طرح هذا الموضوع الحساس على جدول الأعمال القادم بحضور وزراء الإعلام والرياضة في دول الخليج، وقد أحسن قائد الرياضة السعودية الأمير سلطان بن فهد حين طالب الأشقاء بطي الخلافات الإعلامية لكي لا تنعكس سلباً على شباب دول الخليج وهذا الكلام يؤكد ان هناك أزمة حقيقية ويؤكد أيضاً ان هناك أطرافا لديها شعور بالمسؤولية ولديها رغبة جادة في إصلاح العلاقات بين الأشقاء ولكن ذلك لن يتم إلا من خلال عمل مشترك بين وزراء الرياضة والإعلام في دول الخليج، فيما دورة الخليج راكدة فنياً وهائجة إعلامياً ومشحونة نفسياً وضعها الحالي ينذر بالمزيد من الأزمات ما لم يأت الحل بمستوى القمة ومن خلال تضافر جهود أصحاب الرأي وصناع القرار.