أمى
أكبر وأنا عند أمى صغير ** وأشيب وأنا لديها طفل ** هى الوحيدة التى نزفت من أجلى **
دموعها ولبنها ودمها ** نسينى الناس إلا أمى ** عقنى الكل إلا أمى ** تغير العالم إلا أمى ** الله ياأمى ** كم غسلت خدودك بالدموع حينما سافرت ** وكم عفت المنام يوم غبت ** وكم ودعت الرقاد يوم مرضت ** الله ياأمى ** إذا جئت من السفر وقفت بالباب تنظرين والعيون تدمع فرحا ** وإذا خرجت من البيت وقفتى تودعينى بقلب يقطر أسى ** الله ياأمى ** حملتنى بين الضلوع أيام الألام والأوجاع ** ووضعتنى مع أهاتك وزفراتك ** وضمتنى بقبلاتك وبسماتك ** الله ياأمى ** لاتنامين أبدآ حتى يزور النوم جفنى ** ولا ترتاحين أبدآ حتى يحل السرور على ** إذا أبتسمت ضحكت ** ولا تدرين ماالسبب ** وإذا تكدرت بكيت ولا تعلمين ماالخبر ** تعذريننى قبل أن أخطئ ** وتعفين عنى قبل ان أتوب ** وتسامحيننى قبل ماأعتذر ** الله ياأمى ** من مدحنى صدقته ولو جعلنى إمام الأنام وبدر التمام ** ومن ذمنى كذبته ولو شهد له العدول وزكاه الثقات ** أبدآ أنت الوحيدة المشغولة بأمرى ** وأنت الفريدة المهمومة بى ** الله ياأمى ** أنا قضيتك الكبرى ** وقصتك الجميلة ** وأمنيتك العذبة ** تحسنين إلى ** وتعتذرين من التقصير ** وتذوبين على شوقآ ** وتريدين المزيد ** ياأمى ** ليتنى أغسل بدموع الوفاء قدميك ** وأحمل فى مهرجان الحياة نعليك ** ياأمى ** ليت الموت يتخطاك إلى ** وليت البأس إذا قصدك يقع على** ياأمى ** كيف أرد الجميل لك ** بعد ماجعلت بطنك لى وعاء ** وثديك لى سقاء ** وحضنك لى غطاء؟؟ كيف أقابل إحسانك وقد شاب رأسك فى سبيل إسعادى ** ورق عظمك من أجل راحتى ** واحد ودب ظهرك لأنعم بحياتى ؟؟ كيف أكافئ دموعك الصادقه ** التى سالت سخية على خديك ** مرة حزنا على ** ومرة فرحآ بى ** لأنك تبكين فى سرائى وضرائى ؟؟ ياأمى ** انظر إلى وجهك ** وكأنه ورقة مصحف ** وقد كتب فيه الدهر ** قصة المعاناة من أجلى ** ورواية الجهد والمشقة بسببى ياأمى ** أنا كلى خجل وحياء ** !ذا نظرت إليك وأنت فى سلم الشيخوخة ** وأنا فى عفوان الشباب ** تديبين على الأرض دبيبا ** وأنا اثب وثبآ ** ياأمى ** أنت الوحيدة فى العالم ** التى وفت معى يوم خذلنى الأصدقاء ** وخاننى الأوفياء ** وغدر بى الأصفياء ** ووقفت معى بقلبك الحنون ** بدموعك الساخنة ** بأهاتك الحارة ** بزفراتك الملتهبة ** تضمين تقبلين ** تضمدين ** تواسين ** تعزين ** تشاركين ** تدعين ** ياأمى ** أنظر إليك وكلى رهبة ** وأنا أنظر السنوات قد أضعفت كيانك ** وهدت أركانك ** فأتذكر كم من ضمة لك ** وقبلة ** ودمعة ** وزفرة ** وخطوة ** جدت بها لى طائعه راضية ** لاتطلبين عليها أجرآ ** ولا شكرآ ** وإنما سخوت بها حبآ وكرمآ ** أنظر إليك الأن ** وأنت ** تودعين الحياة ** وأنا أستقبلها ** وتنهين العمر ** وأنا ابتدئه ** فأقف عاجزآ عن إعادة شبابك ** الذى سكبته فى شبابى ** وإرجاع قوتك التى صببتها فى قوتى ** أعضائى صنعت من لبنك ** ولحمى نسج من لحمك ** وخدى غسل بدموعك ** ورأسى نبت بقبلاتك ** ونجاحى تم بدعائك ** أرى جميلك يطوقنى ** فأجلس أمامك خادما صغيرآ ** لاأذكر انتصاراتى ** ولا تفوقى ** ولا إبداعى ** ولا موهبتى عندك ** لأنها من بعض عطاياك لى ** أشعر بمكانتى بين الناس ** وبمنزلتى عند الأصدقاء * وبيقمتى لدى الغير ** ولكن إذا جثوت عند أقدامك ** فأنا طفلك الصغير ** وابنك المدلل فأصبح صفرآ ** يملأنى الخجل ** ويعترنى الوجل ** فألغى الألقاب ** وأحذف الشهرة ** واشطب على المال ** وأنسى المدائح ** لأنك أم ** وأنا ابن ** ولأنك سيدة ** وأنا خادم ** ولأنك مدرسة ** وأنا تلميذ ** فى رحاب الله ياأغلى أم فى الدنيا رحمك الله *** وكل عيد أم وأنت طيبة بإذن الله تعالى ** ولدك المحبوب ** ماهر عمر |
الساعة الآن 08:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir