.:: شبكة نعناع ::.

.:: شبكة نعناع ::. (http://www.n3na3.com/vb/index.php)
-   :: المنتدى الاسلامي :: (http://www.n3na3.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الحواجزالمتوارثه!!! (http://www.n3na3.com/vb/showthread.php?t=185358)

فتى الشرقيه 12-15-2019 08:37 PM

الحواجزالمتوارثه!!!
 
إن كثيرًا من مجتمعاتنا العربية قد أحاطت شبابها بكثير من الحواجز المتوارثة التي أصبح بسببها الشاب العربي لا يتصرف وفقًا لقناعاته وأفكاره وميوله المباحة واختزل حياته حذو من حوله, بينما الإسلام لا يقول ذلك ولا يأمر به لا في مظهر ولا في قول ولا في فعل, إنما وضع لنا خطوطًا حمراء هي التي يمنع تجاوزها ومخالفة المجتمع فيها ..


كل عمل عظيم؛ منشؤه فكرة خطرت في عقل سليم, ولا تعوزني العبارة إلى الاستدلال بكثير من الآيات التي يختمها الوحي إشارة لموضع مخاطبته (أفلا تعقلون) وبها ختم الله آيات كثيرة, وهو صريح في أن الإسلام أعظم «دين» ونظام وكتاب خوطب العقل بتفهمه وإبلاغه! بل وجعلت الشريعة العقل إحدى مناط التكليف, فلا غرابة بعد ذلك أن تجد دين الإسلام متوافقًا مع تطورات العقل البشري «العملية» من صناعات واكتشافات وأفكار تثبت تفرد الإنسان وتميزه عن سائر الخلق بهذا العقل المبدع.


وفي كلمتي هذه لا أناقش «عقليات الفقهاء» التي هي ميزة أخرى يظهر بها صلاحية الفقه لكل زمان ومكان إذا ما أحسن فقهاء العصر توظيف المفاهيم الفقهية التي لم تزل أبكاراً في سياقات الأدلة الشرعية, ولكني سأناقش تلك المكنونات المكتومة التي تختزلها عقول مبدعة آثرت أن تكون إبداعاتها مجرد طيفٍ عابر معزول عن التجسيد الفعلي, وربما في – قليل من الحالات – تتجرأ بعض تلك الإبداعات فتقتحم مساحات «محدودة» من مواقع التواصل لتجدها انتقلت من افتراض خيال إلى واقع افتراضي لا تجد منه في أخلاقيات المجتمع إلا حركة ذاك أو تلك حين يخرج هاتفه الجوال على استحياء وحذر من لمز الآخرين وغمزهم, ليلتقط لنفسه صورة «سيلفي» وهو يبتسم لثوانٍ ليظهر لمتابعيه ولمشاهديه بتلك الابتسامة, معلقًا بكلمات ينتقيها من أجمل الألفاظ, وفي الواقع يعود للتلبس بذلك الوجه العبوس, والتلفظ بالكلمات التي لا يبالي فيها أأغضبت أو أبكت أحدًا ما, وقد عجت مواقع التواصل الاجتماعي بكثير من الشخصيات التي تجدها في صفحاتها تتبع وتتجشم سمات المثالية؛ قولاً وشكلاً, ولم يفكّر أولئك الشباب بأساليب يسلكونها لتجسيد مثاليتهم في المجتمع بعيدًا عن التخوف من ردات الفعل السلبية التي ترى من المحافظة على النمط المعتاد دينًا لا يسمح فيه بالتغير ولو كان ذلك التغير في إطار المباح الذي لا مانع شرعي يحول بين المجتمع وبينه.


ومما يلحظه المتأمل أيضاً, تلك الإبداعات التي يتفنن في عرضها الشباب، ولو كانت يسيرة إلا أنها تعطي تنوعًا في أساليب الحياة, كمن يعرض طريقة ما مخترعة لإصلاح خللٍ في «سيارة» أو «هاتف» لم يكن الناس على دراية بها, وغير هذا كثير مما لا يجده إلا القلة في العالم الافتراضي, لكنه غير ملموس على الواقع وليس هناك مانع إلا تخطي حاجز «التخوف والخجل» من المجتمع في أمور ربما إذا روج لها لخدمت وتطورت ونفعت, وقد لا يجهل الكثير أن كثيراً من المكتشفات والاختراعات التي هي اليوم عملاقة كالكهرباء والإلكترونيات بدأت بخطوات ربما لو خجل أصحابها من ممارستها وتخوفوا أن يسألهم المجتمع عن ما لا يجدون له جواباً شافياً في الحال لكانت تلك الاختراعات فكرة عفا عليها الزمن.


إن كثيرًا من مجتمعاتنا العربية قد أحاطت شبابها بكثير من الحواجز المتوارثة التي أصبح بسببها الشاب العربي لا يتصرف وفقًا لقناعاته وأفكاره وميوله المباحة واختزل حياته حذو من حوله, بينما الإسلام لا يقول ذلك ولا يأمر به لا في مظهر ولا في قول ولا في فعل, إنما وضع لنا خطوطًا حمراء هي التي يمنع تجاوزها ومخالفة المجتمع فيها, وهي «المحرمات» والثوابت التي جاء الإسلام بتثبيتها وتوضيحها وجعلها شائعة بين المسلمين بارزة في الكتاب ثابتة في السنة, وما دون الحرام والممنوع في الدين فقد جعل الله للعقل المساحة الأوسع للنظر والتأمل والتفكر, وأعطى للمبدعين المجال الواسع لتجسيد أفكارهم إلى واقع نافع, وكم هو جميل من المجتمع أن يهتم كل امرىء بأمره ويصون خصوصيات وأفعال الآخرين عن الغمز واللمز والنقد لمجرد النقد وهذا عين ما قاله النبي صلى الله عليه وآله «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. هذا، والله من وراء القصد.
----------------------
تحياتي لكم
ألإحـــــد1441/4/18هــــــــــ،
منصـــــــورر



الساعة الآن 03:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir