.:: شبكة نعناع ::.

.:: شبكة نعناع ::. (http://www.n3na3.com/vb/index.php)
-   :: المنتدى الاسلامي :: (http://www.n3na3.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   مباحث في سورة الفاتحة (http://www.n3na3.com/vb/showthread.php?t=13664)

*دنيا المحبة* 09-29-2006 06:39 AM

مباحث في سورة الفاتحة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مباحث في سورة الفاتحة


هذه السورة العظيمة التي يقرؤها المسلم في صلاته بعدد ركعات الصلوات لقوله صلى الله عليه و سلم فيما رواه البخاري من حديث عباده :"لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب....." يدل هذا على عظيم شأن هذه السورة و جليل قدرها و أنه ينبغي للمسلم أن يتأمل معانيها فلحكمة بالغة شرع الله تكرارها في الصلوات من بين سور القران آيه.

أسماء سورة الفاتحة :

· سورة الفاتحة فقد سماها النبي صلى الله عليه و سلم "فاتحة الكتاب" و ذلك لانها أول ما يقرأ من القران الكريم



· أم القران وهكذا سماها النبي صلى الله عليه و سلم وأنا سميت أم القران والله أعلم لان معاني القران الكريم ترجع إلى هذه السورة فهي تشمل المعاني الكلية و المباني الاساسيه التي يتكلم عنها القران



· السبع المثاني : وذلك لأنها سبع آيات تقرأ مرة بعد مرة



· القران العظيم و قد سماها الرسول صلى الله علية و سلم ذلك فقال " هي السبع المثاني و القران العظيم الذي اوتيته"



· سورة الحمد : لانها بدأت بحمد اله عز و جل

· الصلاة : كما سماها الله عز و جل في الحديث القدسي " قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين" وذلك لانها ذكر و دعاء

المبحث الاول
في هذه السورة ذكر الله عز و جل خمسة من أسمائه الحسنى :

الله - الرب - الرحمن - الرحيم - المالك
أولا الله :
و هو الاسم الأعظم لله عز وجل (على قول طائفة من أهل العلم) الذي تلحق به الأسماء الأخرى و لا يشاركه فيه غيرة
من معاني أسم الله : أن القلوب تألهه (تحن اليه) و تشتاق الى لقائه و رؤيته و تأنس بذكره
من معاني لفظ الجلالة : أنه الذي تحتار فيه العقول فلا تحيط به علما و لا تدرك له من الكنه و الحقيقة إلا ما بين سبحانه في كتابه أو على لسان رسوله و اذا كانت العقول تحتار في بعض مخلوقاته في السماوات و الأرض فكيف بذاته جل و علا
و من معاني الله : أنه الإله المعبود المتفرد باستحقاق العبادة و لهذا جاء هذا الاسم في الشهادة فان المؤمن يقول : (أشهد ان لا اله الا الله) و لم يقل مثلا أشهد أن لا اله الا الرحمن
ثانيا : الرب
فهو رب العالمين رب كل شي و خالفه و القادر عليه كل من في السماوات و الأرض عبد له و في قبضته و تحت قهرة
ثالثا و رابعا : الرحمن الرحيم :
و أسم الرحمن كأسم الله لا يسمى به غير الله و لم يتسم به أحد . فالله و الرحمن من الأسماء الخاصة به جل وعلا لا يشاركه فيها غيرة أما الأسماء الأخرى فقد يسمى بها غير الله كما قال سبحانه عن نبيه "بالمؤمنين رؤوف رحيم"
و الرحمن و الرحيم مأخوذان من الرحمه , الرحمن : رحمة عامة بجميع الخلق
و الرحيم : رحمة خاصة بالمؤمنين
و في تكرار الإنسان "بسم الله الرحمن الرحيم " في جميع شؤونه و لم يقل أحد "بسم الله العزيز الحكيم " مع أنه حق إشارة إلى قول الله سبحانه في الحديث القدسي "إن رحمتي سبقت غضبي" و كثيرا ما كان الرسول صلى الله علية و سلم يعلم أصحابه الرجاء فيما عند الله و أن تكون ثقة الإنسان بالله و برحمته أعظم من ثقته بعمله , قال صلى الله عليه و سلم " لن يدخل أحدا الجنه عمله و لا أنا إلا أن يتغمد ني الله برحمته"

فهذه الأسماء الثلاثة : الله - الرب - الرحمن هي أصول الأسماء الحسنى , فأسم الله متضمن لصفات الالوهيه و أسم الرب متضمن لصفات الروبيه و أسم الرحمن متضمن لصفات الجود و البر و الاحسان
فالربوبيه : من الله لعباده
والتأليه : منهم اليه
و الرحمه سبب واصل بين الرب و عباده
خامسا : المالك :

وذلك قي قوله "ملك يوم الدين" أي يوم يدان الناس بعملهم وفيه ثناء على الله و تمجيد له و في تذكير للمسلم بيوم الجزاء و الحساب

*دنيا المحبة* 09-29-2006 06:40 AM

المبحث الثاني
قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين)

الحمد هو الثناء على المحمود بأفضاله وأنعامه

المدح : هو الثناء على الممدوح بصفات الجلال و لكمال

فالحمد ثناء على الله تعالى بما أنعم عليك و ما أعطاك فإذا قيل أن فلانا حمد فلانا فمعناه أنه شكره على إحسان قدمه إليه لكن إذا قيل مدحه فلا يلزم أن يكوم مدحه بشي قدمه بل بسبب مثلا بلاغته و فصاحته أو قوته الى غير ذلك
فالحمد فيه معنى الشكر و معنى الاعتراف بالجميل والسورة تبدأ بالاعتراف و الاعتراف فيه معنى عظيم لانه إقرار من العبد بتقصيره و فقره و حاجته و اعتراف لله جل و علا بالكمال و الفضل و الإحسان و هو من أعظم ألوان العبادة

وهذا قد يعبد العبد ربه عبادة المعجب بعمله فلا يقبل منه لانه داخله إعجاب لا يتفق مع الاعتراف و الذل فلا يدخل العبد على ربه من باب أوسع و أفضل من باب الذل له و الانكسار بين يديه فمن اعظم معاني العبادة : الذل له سبحانه

ولهذ ا كان النبي صلى الله عليه و سلم كثير الاعتراف لله تعالى على نفسه بالنقص و الظلم فكان يقول " اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و انه لا يغفر الذنوب الا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"
فبدء السور ة بـ (الحمد لله رب العالمين ) فيه معنى الاعتراف بالنعمة ولا شك أن عكس الاعتراف هو الإنكار و الجحود و هو الذنب الاول لابليس الذي أستكبر عن طاعة الله فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين ) تبرأ من هذا كله فيقول "أعترف بأني عبد محتاج فقير ذليل مقصر وأنك الله ربي المنعم المتفضل "

*دنيا المحبة* 09-29-2006 06:41 AM

المبحث الثالث

قوله تعالى "أياك نعبد وأياك نستعين "
إياك - تقديم للضمير أشارة للحصر و التخصيص و فيه معنى الاعتراف لله تعالى بالعبوديه و انه لا يعبد الا الله و هو أصل توحيد الالوهيه و ما بعث به الرسل لان قضية الربوبيه وهي الاعتراف بالله عز و جل أمر تفطر به النفوس والانحراف فيه لا يقاس بما حصل في موضوع الشرك في توحيد الالوهيه ولذا ينبغي أن نعتني كثيرا بدعوة الناس الى توحيد الالوهيه و إفراد الله بالعبادة لانه أصل الدين

و قوله (اياك نستعين) فيه إثبات الاستعانة بالله و نفيها عمن سواه - يعني لا نطلب الا عونك فلا نستعين بغيرك و لا نستغني عن فضلك
ولهذا قال تعالى في الحديث القدسي (هذا بيني و بين عبدي) فقول أياك نعبد هذا حق الله تعالى على العبد فيقر به وأما قوله (أياك نستعين) فهو أستعانه العبد بالله عز وجل على ذلك أذ لا قوام له - حتى على التوحيد- فضلا عن غيرة من أمور الدنيا والاخرة الا بعون الله . قال تعالى (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)

*دنيا المحبة* 09-29-2006 06:42 AM

المبحث الرابع
قوله تعالى (إهدنا الصراط المستقيم)
سؤال هداية يتضمن معاني متنوعة :
المعنى الاول : ثبتنا على الصراط المستقيم حتى لا ننحرف أو نزيغ عنه لانه من الممكن أن يكون الانسان اليوم مهتديا و غدا من الظالين.
المعنى الثاني : قو هدايتنا فالهداية درجات و المهتدون طبقات منهم من يبلغ درجة الصديقيه و من هم دون ذلك و بحسب هدايتهم يكون سيرهم على الصراط فان لله تعالى صراطين : صراط في الدنيا و صراط في الاخرة و سيرك على الصراط الاخروي (الذي هو الجسر المنصوب على متن جهنم يمشي الناس على قدر أعمالهم) بقدر سيرك على الصراط الدنيوي. فالصراط الدنيوي هو طريق الله بطاعته فيما أمر و أجتناب ما نهى عنه قال تعالى ( وانك لتهدي الى صراط مستقيم - صراط الله الذي له ما في السماوات و مافي الارض)
فقوله (إهدنا الصراط المستقيم) يعني : قو هدايتنا و زد أيماننا و علمنا فالعلم من الايمان و كلما ازداد العبد التزاما بالصراط المستقيم ازداد علمه قال تعالى (فأما الذين امنوا فزادهم ايمانا و هم يستبشرون) فزيادة الايمان هي زيادة ثبات على الصراط قال تعالى (والذين أهتدوا زادهم هدى)
فمن الممكن أن يكون الانسان مهتديا ثم يزداد من الهدايه بصير و علما و معرفة و صبرا فهذا من معاني قوله (اهدنا الصراط المستقيم)

المعنى الثالث : أن الصراط المستقيم هو أن يفعل العبد في كل وقت ما امر به في ذلك الوقت من علم و عمل و لا يفعل ما نهى عنه بان يجعل الله في قلبه من العلوم والارادات الجازمه لفعل المأمور والكراهات الجازمة لترك المحظور ما يهتدي به الى الخير و يترك الشر و هذا من معاني الهدايه الى الطراط المستقيم
حقيقة الهدايه :

قولك (أهدنا الصراط المستقيم) أي يارب دلني على ما تحب و ترضى في كل ما يواجهني من أمور هذه الحياة ثم قوني و أعني على العمل بهذا الذي دللتني عليه و سر الضلال يرجع الى فقد أحد هذين الامرين (العلم و العمل) و الوقوع في ضدهما

أولا : الجهل : فان الإنسان قد توجد عنده الرغبة في عمل الخير لكنه يجهل الطريقة الشرعيه لتحصيله فيسلك طرقا مبتدعه و يجهد نفسه فيها بلا طائل و هو يحسب أنه يحسن صنعا بسبب قلة العلم فعندما يقول العبد (أهدنا الصراط المستقيم) فهو يسأل ربه أن يعلمه و يدله فلا يبقى في ضلال الجهل متخبطا
الثاني : الهوى : فقد يكون الإنسان عالما لكن ليس لديه العزيمة التي تجعله ينبعث للعمل لهذا العلم ويغلبه الهوى فيترك الواجب أو يرتكب المحرم عامدا مع علمه بالحكم لضعف إيمانه و لغلبة الشهوة و تعجل المتعه الدنيويه.

المبحث الخامس
قولة تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين)
هذا تأكيد للمعنى السابق و تفصيل له فقوله (صراط الذين أنعمت عليهم ) يعني الذين حازوا الهداية التامه ممن أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا

ثم قال (غير المغضوب عليهم) هم الذين عرفوا الحق و تركوه كاليهود و نحوهم قال تعالى "قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله و غضب عليه و جعل منهم القردة و الخنازير و عبد الطاغوت أولئك شر مكانا و أضل عن سواء السبيل"
فالمغضوب عليهم من اليهود أو غيرهم : لم يهتدوا الى الصراط المستقيم و سبب عدم هدايتهم هو الهوى فاليهود معهم علم لكن لم يعملوا به

و قدم الله تعالى المغضوب عليهم على الضالين لان أمرهم أخطر و ذنبهم أكبر فأن الإنسان اذا كان ضلاله بسبب الجهل فانه يرتفع بالعلم و أما إذا كان هذا الضلال بسبب الهوى فانه لا يكاد ينزع عن ضلاله. و لهذا جاء الوعيد الشديد في شأن من لا يعمل بعلمه
و قوله تعالى (الضالين) هم الذين تركوا الحق عن جهل و ضلال كالنصارى و لا يمنع أن يكون طرأ عليهم بغد ذلك العناد و الإصرار


الطرق الثلاثة : أننا الان أمام ثلاث طرق :

الاول الصراط المستقيم : و طريقتهم مشتملة على العلم بالحق و العمل به يقول تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق) يعني العلم النافع و العمل الصالح

الثاني طريق المغضوب عليهم : من اليهود و نحوهم و هؤلاء يعرفون الحق و لا يعملون به

الثالث طريق الضالين : هؤلاء يعملون لكن على جهل و لهذا قال بعض السلف " من ضل من عباد هذه الامه ففيه شبه من النصارى" كبعض الطرق الصوفية التى تعبد الله على جهل و ضلاله
و في الختام أسال الله تعالى أن يجعلنا ممن هدوا الى الصراط المستقيم و رزقوا العلم النافع و العمل الصالح و جنبوا طريق المغضوب عليهم والضالين امين

منقول

زهرة الزيزفون 10-04-2006 03:08 AM

دنيا المحبة ،،،

موضوع مميز ،،، ومجهود رائع

جزاك الله خيرا ،،،

*دنيا المحبة* 10-17-2006 08:04 PM

تسلمون على الاهتمام والمتابعه دمتم سالمين


الساعة الآن 05:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir