.:: شبكة نعناع ::.

.:: شبكة نعناع ::. (http://www.n3na3.com/vb/index.php)
-   :: المنتدى الاسلامي :: (http://www.n3na3.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   من يخدم الإسلام ومن يستخدمه؟! (http://www.n3na3.com/vb/showthread.php?t=161313)

فتى الشرقيه 11-08-2017 01:48 AM

من يخدم الإسلام ومن يستخدمه؟!
 
كم هم الآخذون من الإسلام اسمه ليستعطفوا به الأفئدة، ويغروا به الشباب زاعمين نصرته، فيستخدمون الإسلام لتشويهه، وهو أسوأ الاستخدامات، وقد يكون ذلك استخداماً منظماً وممنهجاً، فردياً كان أو جماعياً..
عبارة سألني عنها كثير من الأحبة، نبهت بها في واجهة حسابي في تويتر؛ لتكون عظة مختصرة، لمن أتشرف بمتابعته لي هناك.
"كثيرون يستخدمون الإسلام وقليل يخدمونه" هذه العبارة تختزل الواقع العملي لكثير من المنتسبين للإسلام، على تنوع توجهاتهم الفردية، وتشكلاتهم الجماعية، فمنذ بزوغ فجره، وبروز قلة من القلة التي تخدم الإسلام، اتسعت آفاق عقول تستخدم الإسلام، في مظهر المنسب إليه! وبدأت القبائل ترتب صفوفها، وتنظم شؤونها، وفقًا لاستراتيجية تستغل ظهور العدو الجديد، فكم نمقوا من أقوال، وكم جمعوا من أموال، وتجددت علاقاتهم، وتبددت خلافاتهم، ولم يكن ليتأتى لهم ذلك إلا باستخدامهم الإسلام كنقطة يجتمع عندها الخصوم!
ولنعد إلى الإسلام نفسه، فنجد أن أول الأمر غير آخره، فأوله لم يكن هناك متسع أفيح لتمرير المصالح والأهداف الشخصية أو العصبية، فلم يكن الإسلام قادرًا على كفاية نفسه فضلاً عن أن يستخدمه الآخرون، فقد بدأ الإسلام غريباً! وكانت تلك العصبة الأولى السباقة لخدمة الإسلام، قد نذرت أعمارها وبذلت جهودها، وأنفقت أموالها، في نصرته وخدمته، وما تلك الجيوش التي سطّر مآثرها القرآن، ودوّن انتصاراتها التاريخ إلا ثمرة من ثمار تلك القلة، وبالمجهود الفردي التقليدي، كما كان يفعله عثمان في تموين الجيش، ويفعله أبو بكر وعمر وغيرهم من البذل والتضحية، وكما فعل الأنصار في إيثارهم المهاجرين وعونهم حتى استقامت معيشتهم، رضي الله عنهم، وما زالت تلك القلة في زمن الغربة الأخير تتوارث الخيرات بصورها الفردية والجماعية، وتبذل أموالها، وتجند جهودها لخدمة الإسلام، ولا يسعفني الحيز للاستطراد في العد، وقد يكفي لترى أنموذجاً من تلك القلة أن تشاهد أثر نعمة الله على هذه البلاد وما أجراه على أيدي مؤسسيها، فتجمعت بعد شتات، وظهرت بعد خُفات، واستنار الحرمان بعلمائها، وأمن الحجيج بأمنائها، وعمت السكينة، وكل ذلك لا شك في خدمته للإسلام، ويبقى بريق القصد وهو ما اختص الله سبحانه بعلمه، غير أن أفعال الخير المجردة عن التذرع بها شاهدة على صلاح الظاهر والباطن.
وإذا ما التفتنا إلى الشق الآخر وجدنا أولئك الذين انقطعت بهم السبل عن الوصول إلى مآربهم، تجارية كانت، أو سياسية أو اجتماعية… إلخ ويرون أن الإسلام أقصر وسيلة للوصول إليها، وقد نبهنا إلى ذلك رسولنا صلى الله عليه وآله في أجزل قول، وأفصح لفظ، حين قال (إنما الأعمال بالنيات) ومثل على ذلك بأناس ثلاثة وهم أول من تسعر بهم النار، قارئ القرآن، ومجاهد، ومنفق، وإنما استخدموا تلك الفضائل، للوصول إلى أهداف دنيئة جلبت لهم الشقاء، وحرمتهم من أن يكونوا من السعداء!
وكم هم الآخذون من الإسلام اسمه ليستعطفوا به الأفئدة، ويغروا به الشباب زاعمين نصرته، فيستخدمون الإسلام لتشويهه، وهو أسوأ الاستخدامات، وقد يكون ذلك استخداماً منظماً وممنهجاً، فردياً كان أو جماعياً، فمهما تنمق، فهو لا يتجاوز عن كونه استخداماً مؤقتاً للإسلام، وأظهر عيباً من أولئك، هم من أعلن عن كونه مستخدماً لا غير، فتراه مع الإسلام مطمئناً به حين يجد ضمان رزقه، وكثرة خيره، وحين يتطلب منه البناء، أو ينقطع عنه خير ألفه، لا تجده إلا ساخطاً على الإسلام، متشبهاً بسلفه الماضين الموصوفين في قوله ( فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون )! وأحدهم لم يقدر على إخفاء استخدامه للإسلام، فيقف قائلاً (اعدل يا محمد) وما زال يتكاثر من صلبه من أمثاله حتى ظنوا أنهم من يخدم الإسلام، وما هم إلا مستخدمون لتشويهه، بقصد أو بغير قصد! وربما غفل الكثيرون عن تصحيح الإرادة، وتناسوا ما وجب عليهم من خدمة الدين، فهم السباقون في استخدام الدين الممسكون عن خدمته. وصدق الإمام أحمد حين قال: إذا ذكر الصالحون افتضحنا! هذا، والله من وراء القصد.
************************
ألإربعـــ1439/2/19هــــــ..

شاادن 11-09-2017 10:49 AM





اللهم أعز الاسلام والمسلمين
واحفظ شبابنا ونور قلوبهم وعقولهم
وابعد عنهم كل الفتن
اللهم امين



















*دنيا المحبة* 11-09-2017 09:25 PM

اللهم اعز الاسلام
و اعزنا بالاسلام ...


الساعة الآن 07:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir