إحصائية العضو
من رثاء أحد المحدثين في الهند .. سلامٌ على حفظ الكتـاب و سنـةوحفظٍ و ضبطٍ بعد شيـخ مبجـلِ أَريـد بـه نـور الهدايـة أنــوراكبدر مبين في دجـى الليـل أليـلِ فقـد كـان إعجـازاَ لديـن نبينـاكمثل البخاري أو كنحو ابن حنبـل و كـان إمامـا حافظـا و محـدثـاإليه انتهى شد المطايـا مـع الرحـل و قد كان فردا حافظا العصر جامعـامعارف أعـلام الهـدى و التفضـل بكى عالَمُ الإسلام طـرا و أعـولالخطب جليـل قـد أنـاخ بمنـزل بكاه مقام الدرس و الوعظ حاسـرابمكـة بيـت الله و الفلـك العلـي فقـد كـان رمحـا سمهريـا مثقفـالفتن التكفير و التشريـك المضلـل توفيـت يـا راس التقـى و تركتنـالفقـدك أرويـة بدمـع مسلسـل شرحت لنا الآثار إذا هـي أشكلـتو فسرت آيـات الكتـاب المنـزل و عطّر أُفق الأرض من عطرك الشذييباري شذاه روح مسـك و منـدل عليـك سـلام الله ياقبـر سيـديو رحمتـه تتـرى كـودق مجلجـل بقضلك يا مولى الورى قل لروحـه :أيا روح عبدب هذه الجنةُ أدخلـي.. شعر : عبد المحسن حليت مسلم لـــم يـبــقَ يـــومٌ فـــي الـحـجـازِ ولا غــــدُ • لــــم يــبــقَ بــعــدكَ ســيــدٌ يـــــا ســيـــدُ لـــم يــبــقَ بــعــدك مــــن نـهـيــمُ بـحـبــه • ِفـالـحـبُّ بــعــدكَ فــــي الــعــروقِ مـجـمــد الــيــوم ودَّعــــكَ الـحـجــازُ ومــــن بـــــه • ِيـــا مـــن لـــهُ فـــي كــــلِّ قــلــبٍ مــرقــد والـشــعــرُ بــعـــدك مــيـــتٌ .. فـقـصـائــد • ٌمــدفـــونـــةٌ .. وقــصـــائـــدٌ تــتــشــهـــد وتــوحـــدتْ حـــزنـــاً عــلــيــكَ قـلـوبُــنــا* لـــــولاكَ مـــــا كــانـــتْ هــنـــا تـتــوحــد حَـمَــلَــتْــكَ آلافُ الـــرقــــابِ ورَحـــبــــتْ * بـقـدومـكَ " الـمَـعْـلاةُ " وهـــي تــزغــرد وإلـــيــــكَ آلافُ الــقــبـــورِ تــســابــقــتْ • كــــلٌّ يــقــولُ: أنــــا هُــنـــا يـــــا ســيـــد كُـــــــلٌ يُـــريــــدكَ أن تَـــمــــرَّ بــبــابـــه • ِفـهــنــا يـــــدٌ مـــمـــدودةٌ وهـــنـــا يــــــد حــرَّكْــتَ حــتــى فــــي الـجـمــادِ دمــــاءهُ • يـــا مـــنْ تــقــومُ لــــهُ الـقـبــورُ وتـقـعــد يـــا أيـهــا الـحــيُ الـــذي تـحــتَ الـثــرى • مــــــازالَ صـــوتُـــكَ بـيــنــنــا يـــتــــردد مـــازلـــتَ تـأتـيــنــا وتــجــلــسُ بـيـنــنــا • وتـــقـــول: قــــــال اللهُ قــــــالَ مــحــمـــد وكـــــــأنَّ وجـــهــــكَ لــيــلـــةٌ قــمــريـــةٌ • الـــنـــورُ مـــــــن أنـــوارهــــا يـــتــــزود وكـــــأنَّ قــبـــركَ روضــــــةٌ مــخــضــرةٌ • فــالــطــيــنُ درٌ والــــتــــرابُ زُمـــــــــرد وثــيــابـــكَ الـبــيــضــاءُ زادَ بــيــاضُــهــا • فـكـأنــهــا تـــحـــتَ الـــثــــرى تــتــجـــدد لـــم تـــأتِ مـــن قـبــرٍ ولا مــــن حُــفــرةٍ • مــــازالَ فــــي عـيـنـيـكَ كــحـــلٌ أســـــود هــــل أنــــتَ حــــيٌ لا تــــراهُ عـيـونُـنــا؟ أم مــيـــتٌ فـــــي كــــــلِّ يــــــومٍ يـــولـــد يــافــارســاً مـــابـــاعَ يـــومـــاً ســيــفـــه • ُالــيــومَ سـيـفُــكَ عــنــدَ رأســــكَ يــرقـــد وســيــوفُ بــعــضِ الــقــومِ إمــــا رُكَّــــعٌ • فـــــي طــاعـــةِ الـدنــيــا وإمـــــا سُــجَّـــد الخـائـفـونَ عـلــى " غـنـائــم " عِـلـمـهـمْ • والـنـرجـســيــونَ الــــذيــــنَ تــجـــمـــدوا الــعــابـــدونَ نــفــوســهــمْ وجــيــوبــهــم ْ * مـــن فـــي عــبــاءاتِ الـفـســادِ تـجـعــدوا والـجـاثــمــونَ أمــــــامَ كــــــلِّ غـنـيــمــةٍ * والـســاجــدونَ لــمـــن يـــحـــلُّ ويــعــقــد جُـــــل الـعـقـيــدةِ والـفـضـيـلـةِ عــنــدهــمْ • " قِــرشٌ " يُـوَحَّــدُ أو " ريـــالٌ " يُـعـبـد يــجــرونَ خــلــف بـطـونـهـمْ ووراءهـــــمْ • لــلــحــقِّ أبــــــوابٌ تُـــهـــانُ وتـــوصـــد فــهــمُ الأســــودُ عــلــى بـقــايــا أرنـــــبٍ • وهــــمُ الـنـعــاجُ أمــــامَ مــــن يـسـتـأســد والــديـــنُ والـدنــيــا ســــــواءٌ عــنــدهــم • ذا مــصـــلـــحٌ فــيـــهـــا وذاكَ مــــوحــــد مـــا أعـجــبَ الـدنـيـا الـتــي فـــي حُـبـهــا • بـعــضُ الـلـحـى تـبـكـي وبـعــضٌ تـسـجــد مـازلــتَ تـشـكـو يـاحِـجــازُ فــهــل تُــــرى • ســيــردُّ عــنــكَ الـظـلــمَ يـــــومٌ أو غـــــد أوَ تـشـتـكــي والــوحـــيُ فــيـــك مــنـــزلٌ • و"البـيـتُ" فـيـكَ ومـنـكَ جــاءَ "مـحـمـد" أوَ لــســـتَ أرضـــــاً الـســمــاءُ تُـحـبُــهــا • ويـحـبُـهــا ربُّ الـســمــاءِ و " أحــمـــد " أوَ لــيــسَ مــنــكَ الـمـؤمـنـونَ الأولــــونَ • ومـنــكَ أولُ مـــن هَـــدَوا ومـــن اهــتــدوا وعـلــى ثَــــراكَ تـقـهـقـرَ الـكـفــرُ الــــذي • الــيـــومَ أنـــــتَ بـــــهِ تُـــحَـــدُّ وتُــجْــلَــد مازلـتَ تشكـو بعـضَ مــن ركـبـوا الـهـوى • وتــــعــــددتْ أهــــواؤهــــمْ وتــــعـــــددوا فـــهـــمُ الـــظـــلامُ الـمـسـتــبــدُّ بــلــونـــه ِ * وهــمُ " الـخـوارجُ " والضـبـابُ الأســـود مـــــاذا إذا كـتــبــوا وقــالـــوا وادعــــــوا • لا أنــتَ " بلقـيـسٌ " ولا هــم " هـدهــد" فاللهُ أعــــلــــمُ بــالــحــجـــازِ وأهــــلـــــهِ • إن آمـــنـــوا أو أشـــركـــوا أو ألـــحـــدوا وغــــداً ستـنـتـصـرُ الـقـلــوبُ ويـنـتـشــى • وطــــنٌ هــــو الــحــبُ الـكـبـيـرُ الأوحــــد وتـسـيــرُ مــــن نَــجـــدٍ قــوافـــلُ حـبــهــا • فـيـزيــدُ مــــن يــهــوى ومــــن يـتـبـغــدد وتــبـــوحُ بـالــحــبِ الــدفــيــنِ قــصــائــدٌ • فيـحـنُّ " زريـــاب " ويـنـشـدُ " مـعـبـد" ويـعــيــش ذاكَ الــحـــبُ شـيــخــاً بـيـنـنــا • هو " مالكٌ " و " الشافعيُّ " و " أحمد " يرحَمِ اللهُ السيدَ محمد علوي مالكي بقلم : السيد عبدالله بن محمد فدعق نشرت بالصفحة الإسلامية بجريدة الندوة ، و جريدة البلاد في 28 / 8 / 1426 هـ أستقبل هذه الأيام الرمضانية الجليلة و أنا أصبر نفسي و أمسح دمعي و معي غيري ، و نحن نمر بالذكرى الأولى لوفاة الوالد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور السيد محمد علوي مالكي رحمه الله تعالى ، فسبحانك يا رب قد رضينا بما كتبت وقضيت ، لك ما أخذت ، و لك ما أعطيت . و إني لأحتار أي الكلمات أختار حتى أسطر بها مقالة أتذكر بها شيخنا و سيدنا المالكي - رحمه الله رحمة واسعة وأخلف الأمة فيه خيرا ً- سليل أسرة العلم والفضل ، أحد أشهر علماء مكة و المملكة و الأمة ، و أشهر رجالاتها ، و عن أي شيء سأكتب ؟ و ما عساني أقول ؟ ، و أنا الذي قربت منه و التصقت به طيلة ربع قرن من الزمن ، بعد أن انتقل جدي السيد حسن فدعق إلى جوار ربه - رحمه الله تعالى- . في البداية أقول : إن انتقال السيد محمد إلى جوار ربه كان فاجعة بالنسبة للعالم الإسلامي كله إذ رحل عنا والجميع في أمسّ ِ الحاجة لوجوده . إذ كانت له في مكة المكرمة والمدينة المنورة بل و في المملكة الغالية و العالم الإسلامي كله قصص وحكم ونصائح و إرشادات و آثار طيبة ،و لا غرابة في ذلك فقد كان عموداً من أعمدة العلم والخير والذكر . السيد- رحمة الله عليه- تميز بسعة العلم خاصة في علم الحديث وبالأخص في علم الرجال ، و في علم الفقه كان يقول بنفسه : (( أنا ابن المذاهب الأربعة )) ، و هكذا في بقية العلوم الإسلامية . صلاته واسعة ، و لم يكن منحصرا ً، كان مقدراً بين علماء الأمة كلها ، الذين كنا نراهم في مجلس درسه في الحج و غيره ، رسميين و غيرهم ، يفدون إليه ويستضيفهم، و ما من عالم كنا نتمنى أن نراه إلا َّ وجدناه عنده . كان السيد- رحمة الله عليه- صاحب نشاط دعوي عجيب وقدرة فائقة على التنقل وتحمل المشاق والتعب في سبيل الدعوة ، و تميز في سبيل ذلك بالصبر و طول النَفـَس ، رأيته كذلك في عدة مرافقات له أثناء زياراته الإشرافية للمعاهد الشرعية العالمية . اهتم السيد بتعليم طلابه ومحبيه وحماية أفكارهم و دعوتهم إلى التمسك بالكتاب والسنة ، و أعطاهم وأعطى هذه الأمة الكثير ، وعرَّضهم في ذلك لتجارب وخبرات بعضها قاس ٍ ، و لو أخطئوا تجاوز عنهم ،جزاه الله خيرا ً. السيد استمع لكل خصومه ولكلماتهم و لما أقبلوا أقبل عليهم ، و كان يقول بشموخ وعز : (( الفكر لا يمكن الحجر عليه )) ، و طالما كان يردد- رحمة الله عليه- : (( أنا لا أ ُقدم إلا بعد إلحاح ، لأني إذا أقدمت لا أتراجع )) . تميز باستشراف صحيح للمستقبل ،إذ قد حذر من قرابة ثلاثين عاما من المجازفة بالتكفير وعواقب هذا الأمر لئلا يحصل ما حصل ، و استمر موجها من حوله في مسائل الخلاف و يقول خذوا و أحفظوا : "الخلاف دليل على إعمال الفكر ، ولابد من وجود الخلاف فبدونه لا تستقيم الأمور" ، ويضيف قائلاً : "الأمة الآن محتاجة إلى التكاتف .. و أوجدوا يا أولادي الأعذار لغيركم" . و هذه الأمور هي التي سلكت بنا في هذا الخلاف ، و تجعلني أردد : نحن نتمنى الخلاف لا الاختلاف ، و أن باب الحوار لا بد أن يبقى مفتوحا ، لكن مع آدابه و أهمها احترام حرمة من لقي وجه ربه من أسلافنا رحمهم الله . عشت في بداية سني حياتي مع السيد محمد- رحمة الله عليه- بحلوها وصفوها ويسرها وغيره ، و أقمت ثلاثة سنين من حياتي في بيته ، و للواحد أن يتصور كم في هذه الثلاث سنوات من تربية و تعليم وما فيها من تغاضي ومسامحة وما فيها من أمور تطور في الشخصية ، بيته كما قال عنه فضيلة العالم الجليل الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان - عضو هيئة كبار العلماء- حفظه الله تعالى : (( رواق من أروقة البيت الحرام )) ، خلية نحل لا تهدأ من التعلم و التعليم ، لقد قدم لي و لغيري كل ما في وسعه ، و ناتج ذلك أننا بحمد الله بدأنا نتلمس هذه الإيجابيات . إن المتأمل في جوانب من تربية السيد المالكي- رحمه الله- سيجد الروعة و الدقة ، كان يهتم بتدوين كل ما يدور في يومه من الصباح إلى المساء في مذكرات خاصة و يحتفظ بها ، و لا أخال أن ابنه الذي قام مقامه و ارتضاه عمه و المحبون الأخ السيد أحمد مالكي هو و إخوانه وفقهم الله بالمقصرين في إتحاف المحبين بها و بغيرها . إن موتة السيد محمد - رحمة الله عليه- شكلت خسارة كبيرة لنا جميعا ً، والذي طمأن قلوبنا وشرح صدورنا أنها كانت موتة حسنة وبشارات القبول فيها واضحة زماناً و مكاناً ، كانت جنازته مشهودة ، اجتمع لها المحبون للعلم و أهله . و جبر مصابنا زيارات عزاء أولياء أمورنا الملك عبدالله و الأمراء سلطان و عبد المجيد و غيرهم حفظهم الله ، و ما زلت أتذكر بالعز ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لعميد أسرة آل المالكي فضيلة العم السيد عباس مالكي ـ شقيق السيد ـ عند تقديمه العزاء : (( الفقيد كل أعماله خير و بركة ، و من الأوفياء لدينه و دولته . تكاتفوا و تعاونوا ، و كونوا جميعاً و اجتمعوا على كلمة واحدة ، و احرصوا على مواصلة العلم ، و أن تستمروا لما فيه الخير و الصلاح )) . و لا غرابة في ذلك ، فالسيد محمد عاش طوال حياته محبا لولاة أمر البلاد ، و عوَّدنا كره التنازع أو المداهنة ، و لذا نال تقديرهم و حبهم . لقد مات عزيزا ً في كل شيء ، في عقيدته و في صحته وفي سلطانه ، و بين قومه و أهله . و عوداً على ما ذكرته قبل عام من الآن ، أؤكد على أن السيد رحمه الله كان جبلاً ، و تحت الجبل كنوز ، و سيظهرها الله في الصادقين والمخلصين من أصحاب القلوب الرطبة المطمئنة . و ختاما أقول : السيد لا و لن ينسى ...