عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2007, 03:29 AM رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
شخصيات مهمه
Vip

إحصائية العضو








EVANHO is an unknown quantity at this point

 

EVANHO غير متصل

 


كاتب الموضوع : EVANHO المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

النشاط العسكري بين بدر وأحد

إن معركة بدر كانت أول لقاء مسلح بين المسلمين والمشركين، وكانت معركة فاصلة أكسبت المسلمين نصراً حاسماً شهد له العرب قاطبة، والذين كانوا أشد استياءً لنتائج هذه المعركة هم أولئك الذين منوا بخسائر فادحة مباشرة؛ وهم المشركون أو الذين كانوا يرون عزة المسلمين وغلبتهم ضرباً قاصماً على كيانهم الديني والاقتصادي، وهم اليهود. فمنذ أن انتصر المسلمون في معركة بدر كان هذان الفريقان يحترقان غيظاً وحنقاً على المسلمين {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82] وكانت في المدينة بطانة للفريقين دخلوا في الإسلام حين لم يبق مجال لوقارهم، وهم عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول وأصحابه، ولم تكن هذه الفرقة الثالثة أقل غيظاً من الأوليين.

وكانت هناك فرقة رابعة، وهم البدو الضاربون حول المدينة، لم يكن يهمهم مسألة الكفر والإيمان، ولكنهم كانوا أصحاب سلب ونهب، فأخذهم القلق، واضطربوا لهذا الانتصار، وخافوا أن تقوم في المدينة دولة قوية تحول بينهم وبين اكتساب قوتهم عن طريق السلب والنهب، فجعلوا يحقدون على المسلمين وصاروا لهم أعداء.

وهكذا أحاطت الأخطار بالمسلمين من كل جانب، ولكن هذه الفرق تباينت في سلوكها إزاء المسلمين، وأخذ كل فريق الطريقة التي رآها كفيلة ببلوغ غايته. فبينما كانت المدينة وما حولها تظاهر بالإسلام وتأخذ في طريق المؤامرات والدسائس والتحرشات والاستفزازات كانت فرقة من اليهود تعلن بالعداوة وتكاشف عن الحقد والغيظ، وكانت مكة تهدد بالضرب القاصم وتعلن بأخذ الثأر والنقمة، وتهتم بالتعبئة العامة جهاراً، وترسل إلى المسلمين بلسان حالها، تقول بأنه:

ولا بد من يوم أَغر محجل يطول استماعي بعده للنوادب

وفعلاً فقد قادت غزوة قاصمة إلى أسوار المدينة عرفت في التاريخ بغزوة أحد، والتي كان لها أثر سيء على سمعة المسلمين وهيبتهم.

وقد لعب المسلمون دوراً هاماً للقضاء على هذه الأخطار، تظهر فيه عبقرية قيادة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه من غاية التيقظ حول هذه الأخطار، وما كان عليه من حسن التخطيط للقضاء عليها، ونذكر في السطور الآتية صورة مصغرة منها.

غزوة بني سليم بالكدر:

أول ما نقلت استخبارات المدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر أن بني سليم من قبائل غطفان تحشد قواتها للغزو على المدينة، فباغت النبي صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب هذه القبائل المحتشدة في عقر دارها، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له الكدر. ففر بنو سليم وتركوا في الوادي خمسمائة بعير استولى عليها جيش المدينة، وقسمها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد إخراج الخمس فأصاب كل رجل بعيرين، وأصاب غلاماً يقال له يسار فأعتقه.

وأقام النبي صلى الله عليه وسلم في ديارهم ثلاثة أيام، ثم رجع إلى المدينة.

وكانت هذه الغزوة في شوال سنة 2هـ بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام، واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سباع بن عرفطة. وقيل: ابن أم مكتوم.

مؤامرة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم :

كان من أثر هزيمة المشركين في وقعة بدر أن اشتاطوا غضباً، وجعلت مكة تغلي كالمرجل ضد النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى تآمر بطلان من أبطالها أن يقضوا على مبدأ هذا الخلاف والشقاق، ومثار هذا الذل والهوان في زعمهم وهو النبي صلى الله عليه وسلم .

جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية في الحجر بعد وقعة بدر بيسير - وكان عمير من شياطين قريش ممن كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة - وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر، فذكر أصحاب القليب ومصابهم، فقال صفوان واللَّه إن في العيش بعدهم خير.

قال له عمير صدقت واللَّه، أما واللَّه لولا دين عليّ ليس له عندي قضاء، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي قبلهم علة، ابني أسير في أيديهم.

فاغتنمها صفوان وقال: على دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أو أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شيء ويعجز عنهم.

فقال له عمير فاكتم عني شأني وشأنك. قال: أفعل.

ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له وسم، ثم انطلق حتى قدم به المدينة. فبينما هو على باب المسجد ينيخ راحلته رآه عمر بن الخطاب - وهو في نفر من المسلمين يتحدثون ما أكرمهم اللَّه به يوم بدر - فقال عمر هذا الكلب عدو اللَّه عمير ما جاء إلا لشر. ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي اللَّه هذا عدو اللَّه عمير قد جاء متوشحاً سيفه، قال: فأدخله علي، فأقبل عمير فلببه بحمالة سيفه، وقال لرجال من الأنصار ادخلوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون، ثم دخل به، فلما رآه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم - وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه - قال: أرسله يا عمر، ادن يا عمير، فدنا وقال: أنعموا صباحاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أكرمنا اللَّه بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام، تحية أهل الجنة.

ثم قال: ما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه.

قال: فما بال السيف في عنقك؟ قال: قبحها اللَّه من سيوف، وهل أغنت عنا شيئاً؟

قال: اصدقني ما الذي جئت له؟ قال: ما جئت إلا لذلك.

قال: بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً، فتحمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني واللَّه حائل بيني وبين ذلك.

قال عمير أشهد أنك رسول اللَّه، قد كنا يا رسول اللَّه نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فواللَّه إني لأعلم ما أتاك به إلا اللَّه، فالحمد للَّه الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم تشهد شهادة الحق فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره.

وأما صفوان فكان يقول أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر. وكان يسأل الركبان عن عمير، حتى أخبره راكب عن إسلامه، فحلفه صفوان أن لا يكلمه أبداً، ولا ينفعه بنفع أبداً.

ورجع عمير إلى مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام فأسلم على يديه ناس كثير.







رد مع اقتباس