عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2007, 03:38 AM رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
شخصيات مهمه
Vip

إحصائية العضو








EVANHO is an unknown quantity at this point

 

EVANHO غير متصل

 


كاتب الموضوع : EVANHO المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

غزوة ذي أَمر:

وهي أكبر حملة عسكرية قادها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل معركة أحد، قادها في المحرم سنة 2هـ.

وسببها أن استخبارات المدينة نقلت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا، يريدون الإغارة على أطراف المدينة، فندب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المسلمين، وخرج في أربعمائة وخمسين مقاتلاً ما بين راكب وراجل، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان.

وفي أثناء الطريق قبضوا على رجل يقال له جبار من بني ثعلبة، فأدخل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، فضمه إلى بلال، وصار دليلاً لجيش المسلمين إلى أرض العدو.

وتفرق الأعداء في رؤوس الجبال حين سمعوا بقدوم جيش المدينة. أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم، وهو الماء المسمى "بذي أمر" فأقام هناك صفراً كله - من سنة 53هـ - أو قريباً من ذلك، ليشعر الأعراب بقوة المسلمين، ويستولي عليهم الرعب والرهبة، ثم رجع إلى المدينة.

قتل كعب بن الأشرف:

كان كعب بن الأشرف من أشد اليهود حنقاً على الإسلام والمسلمين، وإيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتظاهرا بالدعوة إلى حربه.

كان من قبيلة طيء - من بني نبهان - وأمه من بني النضير، وكان غنياً مترفاً معروفاً بجماله في العرب، شاعراً من شعرائها، وكان حصنه في شرق جنوب المدينة في خلفيات ديار بني النضير.

ولما بلغه أول خبر عن انتصار المسلمين، وقتل صناديد قريش في بدر قال: أحق هذا؟ هؤلاء أشراف العرب، وملوك الناس، واللَّه إن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها.

ولما تأكد لديه الخبر، انبعث عدو اللَّه يهجو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ويمدح عدوهم، ويحرضهم عليهم، ولم يرض بهذا القدر حتى ركب إلى قريش فنزل على المطلب بن أبي وداعة السهمي، وجعل ينشد الأشعار يبكي فيها على أصحاب القليب من قتلى المشركين، يثير بذلك حفائظهم، ويذكي حقدهم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعوهم إلى حربه، وعندما كان بمكة سأله أبو سفيان والمشركون أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه؟ وأي الفريقين أهدى سبيلاً؟ فقال: أنتم أهدى منهم سبيلاً، وأفضل، وفي ذلك أنزل اللَّه تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا} [النساء: 51]

ثم رجع كعب إلى المدينة على تلك الحال، وأخذ يشبب في أشعاره بنساء الصحابة، ويؤذيهم بسلاطة لسانه أشد الإيذاء.

وحينئذ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الأشرف؟ فإنه آذى اللَّه ورسوله، فانتدب له محمد بن مسلمة، وعباد بن بشر، وأبو نائلة - واسمه سلكان بن سلامة، وهو أخو كعب من الرضاعة - والحارث بن أوس، وأبو عبس بن حبر، وكان قائد هذه المفرزة محمد بن مسلمة.

وتفيد الروايات في قتل كعب بن الأشرف أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما قال: من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى اللَّه ورسوله، فقام محمد بن مسلمة فقال: أنا يا رسول اللَّه، أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي أن أقول شيئاً. قال: قل.

فأتاه محمد بن مسلمة، فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا.

قال كعب واللَّه لتملنه.

قال محمد بن مسلمة فإنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه؟ وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين.

قال كعب نعم أرهنوني.

قال ابن مسلمة أي شيء تريد؟

قال: ارهنوني نساءكم.

قال: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟

قال: فترهنوني أبناءكم.

قال: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال: رهن بوسق أو وسقين. هذا عار علينا. ولكنا نرهنك اللأمة، يعني السلاح.

فواعده أن يأتيه.

وصنع أبو نائلة مثل ما صنع محمد بن مسلمة، فقد جاء كعباً فتناشد معه أطراف الأشعار سويعة، ثم قال له ويحك يا ابن الأشرف، إني قد جئت لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عني.

قال كعب أفعل.

قال أبو نائلة كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء، عادتنا العرب، ورمتنا عن قوس واحدة، وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال، وجهدت الأنفس، وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا، ودار الحوار على نحو ما دار مع ابن مسلمة، وقال أبو نائلة أثناء حديثه إن معي أصحاباً لي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك.

وقد نجح ابن مسلمة وأبو نائلة في هذا الحوار إلى ما قصدا، فإن كعباً لن ينكر معهما السلاح والأصحاب بعد هذا الحوار.

وفي ليلة مقمرة - ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 53هـ. اجتمعت هذه المفرزة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فشيعهم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم قائلاً انطلقوا على اسم اللَّه، اللهم أعنهم، ثم رجع إلى بيته، وطفق يصلي ويناجي ربه.

وانتهت المفرزة إلى حصن كعب بن الأشرف، فهتف به أبو نائلة، فقام لينزل إليهم، فقالت له امرأته - وكان حديث العهد بها أين تخرج هذه الساعة؟ أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم.

قال كعب إنما هو أخي محمد بن مسلمة، ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دعى إلى طعنة أجاب، ثم خرج إليهم وهو متطيب ينفخ رأسه.

وقد كان أبو نائلة قال لأصحابه إذا ما جاء فإني آخذ بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت منه من رأسه فدونكم فاضربوه، فلما نزل كعب إليهم تحدث معهم ساعة، ثم قال أبو نائلة هل لك يا ابن الأشرف أن نتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث بقية ليلتنا؟ قال: إن شئتم، فخرجوا يتماشون، فقال أبو نائلة وهو في الطريق ما رأيت كالليلة طيباً أعطر، وزهى كعب بما سمع فقال: عندي أعطر نساء العرب، قال أبو نائلة أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم، فأدخل يده في رأسه فشمه وأشم أصحابه.

ثم مشى ساعة ثم قال: أعود؟ قال كعب نعم، فعاد لمثلها، حتى اطمأن.

ثم مشى ساعة ثم قال: أعود؟قال: نعم، فأدخل يده في رأسه، فلما استمكن منه قال: دونكم عدو اللَّه، فاختلفت عليه أسيافهم، لكنها لم تغن شيئاً، فأخذ محمد بن مسلمة معولاً فوضعه في ثنته، ثم تحامل عليه حتى بلغ عانته، فوقع عدو اللَّه قتيلاً، وكان قد صاح صيحة شديدة أفزعت من حوله، فلم يبق حصن إلا أوقدت عليه النيران.

ورجعت المفرزة وقد أصيب الحارث بن أوس بذباب بعض سيوف أصحابه فجرج ونزف الدم، فلما بلغت المفرزة حرة العريض، رأت أن الحارث ليس معهم فوقفت ساعة حتى أتاهم يتبع آثارهم، فاحتملوه حتى إذا بلغو بقيع الغرقد كبروا وسمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تكبيرهم، فعرف أنهم قد قتلوه، فكبر فلما انتهوا إليه قال: أفلحت الوجوه، قالوا: ووجهك يا رسول اللَّه. ورموا برأس الطاغية بين أيديه، فحمد اللَّه على قتله، وتفل على جرح الحارث فبرأ، ولم يؤذ بعده.

ولما علمت اليهود بمصرع طاغيتها كعب بن الأشرف دب الرعب في قلوبهم العنيدة، وعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يتوانى في استخدام القوة حين يرى أن النصح لا يجدي نفعاً لمن يريد العبث بالأمن وإثارة الاضطرابات وعدم احترام المواثيق فلم يحركوا ساكناً لقتل طاغيتهم، بل لزموا الهدوء، وتظاهروا بإيفاء العهود، واستكانوا، وأسرعت الأفاعي إلى جحورها تختبىء فيها.

وهكذا تفرع الرسول صلى الله عليه وسلم - إلى حين - لمواجهة الأخطار التي كان يتوقع حدوثها خارج المدينة، وأصبح المسلمون وقد تخفف عنهم كثير من المتاعب الداخلية التي كانوا يتوجسونها، ويشمون رائحتها بين آونة وأخرى.







رد مع اقتباس