في وصف الله تعالى لجماعات من الناس عبرة لمعتبر، من الذين عطلّوا مداركهم المختلفة، وخاصة معبر السمع الذي ورد في القرآن مقدّما على البصر دوما، لأنه الوسيلة الكبرى لمنفذ القلب العاقل، ولذلك جاءت الآية مندّدة بهؤلاء الذين لا يسمعون، أو يسمعون ولكنهم لا يجيدون حسن الاستماع والإصغاء : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } (الأنفال، 20-21).
فحالهم ما وُصف في الآية الأخرى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ } (يونس،42-43).
|