إنها معادلة غريبة في وجود هذه الحاسة دون إعمال حقيقي لها، فيما يمكن التعبير عنه بالعطالة عن الاستماع، ولو سحبنا الأمر على حياتنا فإن أكبر مشاكلنا مناطة بسوء الاستماع والتواصل مع الآخر، أو الإفادة من جميل ما عنده. ولذلك يكثر الخصام ويشيع الصراخ ويذيع الجدال ويسود المراء في بيوتنا ومجالسنا، وكثيرا ما يشكوا الآباء من عقوق أبنائهم وعدم إصغائهم لهم، وينسون أنهم ابتداء لم يحسنوا الاستماع لأولادهم، فالصغير يُقمع دوما لأنه ما أوتي من العلم إلا قليلا.
حسن الاستماع والإنصات والإصغاء فضيلة كبرى نتعلّمها من الله الكبير المالك الذي لا معقّب لأمره ولا راد لقضائه حينما استمع لإبليس الرجيم في حججه المرذولة عندما رفض السجود لآدم، وقد ذُكر هذا الحوار في سبعة مواضع من القرآن الكريم.
|