وينزل المصطفى ﷺ السوق، فتستوقفه العجوز، فينصت لها مستمعا ولا يدعها حتى يقضي حاجاتها، وعادة النساء الاطناب في الكلام، ويروي عدي بن حاتم الطائي هذا المشهد المخالف لمأثور السادة والكبراء، فيقول ما يكون هذا بملك؟ أما في زماننا فإن بعض من يملك السلطة التي خول بها لخدمة الغير، فتراهم يحتجبون أو يغلقون أبوابهم أيام الاستقبال المُعلن عنها بحجة أنهم غائبون، أو مجتمعون، ولتذهب مصالح الناس إلى الجحيم.
وتأتي المرأة المهيضة الجناح المكسورة الخاطر للمصطفى ﷺ شاكية باكية، فيصغي لها كما في قصة المجادلة: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (المجادلة، 1).
ويأتيه الشاب مستأذنا في الفاحشة، ويكاد الصحابة يضربونه لانتهاكه الحرمة، ولكن النبي ﷺ يدنيه ويستمع إليه، ويقول مداويا هذه الرغبة في الانحراف: أترضى الزنا لأمك، لأختك، لعمتك؟، فيقول الفتى: لا أرضاه، يقول: كذلك الناس لا يرضون” (أحمد، 22211).
|