عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2011, 05:11 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كاتبه سابقه

إحصائية العضو






هيا نجد is on a distinguished road

 

هيا نجد غير متصل

 


المنتدى : منتدى الملك سلمان حفظه الله
Weepingb سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله

صاحب الأيادي البيضاء.. باب مفتوح وكف مبسوطة

سلطان بن عبد العزيز .. نهر الخير المتدفق






سالم اليامي من الرياض
طوال سنين عمره، كان سلطان بن عبد العزيز جمعية خيرية متنقلة، يسكنه الخير أينما حل أو ارتحل، ينفق بسخاء ويعطي بكرم، ويعامل بإنسانية. طوال سنوات عمره، كان نهرا متدفقا على أبناء شعبه والمسلمين والعرب والعالم. له سجل حافل لا يمكن أن يتجاوزه حديث، أو يتجاهله منصف من شرق المملكة إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، له بصمة خير واضحة للعيان..هناك عالج مريضا، وهناك داوى مصابا، وهنا ساعد معوقا.. وخفف عن مسنة، وأسكن فقيرا، وقبل طفلا.
ومن النادر جدا أن يجود الزمان برجل مثله، على المروءة نشأ ومن معين الأصالة ارتوى فروى ساحة وطنه وأمته وعالمه حبا ووفاء وإخلاصا ونبلا، ذلك هو الأمير سلطان بن عبد العزيز، سلطان الخير والمواقف العظيمة، صاحب الأيادي البيضاء الممتدة بالفضل لكل إنسان.
جسدتها عبارته المشهورة ''كل ما أملكه في المملكة من مبان وأراض وكل شيء عدا سكني الخاص هو ملك لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية''. ولم تكن تلك العبارة هي الأولى أبدا.. فقد سبقها الكثير من الأعمال الخيرية والعطاءات المتواصلة في البر والصلاح، سبقتها أعمال عرف عنها التميز، وأعمال لم يعلمها سوى الخالق. لقد كانت مبادرة لن ينساها السعوديون أبدا، وخصوصا أنهم يعلمون جيدا أنه رغم انشغاله بعظام المهمات والمسؤوليات التي يحملها على عاتقه تجاه هذا البلد الكريم وتجاه الأمة الإسلامية والعالم العربي والإنساني، فإن محافل الخير في داخل البلاد وخارجها تذكره وتشهد بحضوره ومشاركته التي كانت محفزا للكثير من المشاريع الخيرية والتنموية.

هبات ومساعدات كثيرة قدمها الأمير سلطان - رحمه الله - للمحتاجين، فكان خير معين لهم على تجاوز أزماتهم، وقضاء حوائجهم، بدءا بتسديد ديونهم مرورا بتكفله بعلاجهم على حسابه الخاص، وانتهاء بنقلهم عبر طائرات الإخلاء الطبي إلى المستشفيات الكبيرة من مناطقهم وهم في أصعب حالاتهم، إيمانا منه - رحمه الله - بقيمة الإنسان ومدى حاجته للحياة الكريمة باعتباره ثروة عظيمة لعالمه.
كما امتدت يد سلطان الخير - رحمه الله - لتطول المحتاجين للمأوى فأمن لهم الوحدات السكنية بطيبه وخيره وحسن شمائله، وإن كان مسكنهم الحقيقي هو في قلبه، يحبهم ويرعاهم ويسهر على راحتهم. وعند الحديث عن الأمير سلطان - رحمه الله - مع أنه قد شاع بين الناس حتى عرف عنه أنه لا يرد من طرق بابه، وحتى أصبح قاصد بابه يخبر الناس أنه متوجه إلى ''سلطان الخير'' وما ذلك إلا بفضل الله تعالى وما من به عليه من قدرة على العطاء المعنوي والمادي.

ونسلط الضوء على المبادرات المؤسسية الحضارية والخيرية الرائدة التي أطلقها الأمير سلطان - رحمه الله - فكانت سببا بتوفيق الله تعالى في تنمية القطاع الثالث ''الخيري التطوعي'' على مستوى بلادنا الواسعة، ورافدا من روافد التنمية الاقتصادية، ومرآة واقعية مشرقة للدور المأمول من مؤسسات المجتمع المدني الداعمة التي تحمل مسؤوليةً واعية تجاه المجتمع وتقوم بدورٍ فعّال ومؤثر. ولخص الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، الحديث عن شخصية الأمير سلطان - رحمه الله - وحضوره في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية بقوله: ''إن الأمير سلطان بطبعه منذ خلق، وهو مؤسسة خيرية بذاته، وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لا بد أن يكون له فيه عمل خير، فسلطان بحق هو مؤسسة خيرية قائمة بذاتها''.
والمتتبع لأعمال الأمير سلطان - رحمه الله - ومبادراته سيجد صعوبة في حصرها أو الإلمام بها لكثرتها. وقد كان الأمير سلطان - رحمه الله - حاضرا في المناسبات الإنسانية والخيرية يرعاها بنفسه ولا يتردد في دعم المشاريع التي تنطلق في هذه المناسبات بمبالغ كبيرة تهدف إلى تنفيذها والإشراف عليها وضمان استمرارها وتوسيع نشاطاتها. ولذا فلم يكن مستغربا أن يتم تقدير جهوده على المستوى المحلي والدولي في عدد من المرات. وهناك الكثير من الجوائز والأوسمة التي قُدمت للأمير الإنسان من جهات ومؤسسات عديدة تدفق عليها عطاؤه دون انتظار لشكر أو تقدير.
وكان مِن أبرزها حين تم تقدير دوره الرائد في المشاريع الخيرية والإنسانية على المستويين الإقليمي والعربي. وتم اختياره لجائزة الشخصية الإنسانية لعام 2002م وهي الجائزة التي منحت له من قبل مركز الشيخ راشد آل مكتوم في الإمارات، حيث حصل على أكثر من خمسة آلاف ترشيح محايد ضمن ترشيحات بلغت عشرة آلاف ترشيح وصلت إلى اللجنة المعنية بالترشيح بعد أن قدم كل بلد مرشحيه حيث نال الأمير سلطان ثقة 53 من المشاركين في التصويت على الرغم من أن كل واحد له مرشح من أبناء بلده، بينما توزع باقي الأصوات على عشرات المرشحين من أكثر من 20 دولة. وكان انطلاق مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية في في 20 شعبان عام 1415هـ، تتويجا لأعمال الأمير سلطان - رحمه الله - ورؤيته في إنشاء كيان مؤسسي كبير يضمن الاستمرارية والنمو بتوفيق الله تعالى لمسيرة الخير، ويهدف إلى تقديم خدمات إنسانية واجتماعية وتربوية وثقافية وطبية وتعليمية في شتى أرجاء بلادنا الكريمة وخارج حدودها أيضا.

وهذه المبادرة النوعية التي وضعت رؤيتها في أن تكون صرحا رائدا في تقديم خدمات إنسانية متميزة للمجتمع، ورسالتها مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم. وقد حظيت المؤسسة التي تعد معلما من معالم الخير للبشرية بدعم كامل من الأمير سلطان - رحمه الله - وهو الرئيس الأعلى لها حيث قرر في إحدى جلسات مجلس الأمناء وضع جميع ممتلكاته في مشروع ''باذل الخير'' لدعم مشاريع المؤسسة.
وقامت مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية بتطوير برامج التأهيل متعددة الاختصاصات، مع الأخذ في الحسبان الحاجات الخاصة للمرضى، مثل برنامج تأهيل مبتوري الأطراف وخدمات الأطراف الصناعية وتقويم اعوجاج الأطراف، وبرنامج إصابات الدماغ، وبرنامج تأهيل إعاقة المشي. ومنها برامج صحة الأطفال فإن فلسفة تأهيل الأطفال تقوم على زيادة قدرة الطفل على العيش في بيئته الطبيعية، كما تقوم بتزويد الآباء والقائمين برعاية الطفولة بالمهارات اللازمة لزيادة قدرات الطفل بعد خروجه من المستشفى.
ومنها برنامج التأهيل ''العلاجي'' الدوائي وممارسة رياضة الكراسي الطبية. ومنها برنامج الإحالة لاستكمال العلاج المنزلي الذي يتغلب على الفجوة بين البنية المتقدمة والخدمات المتكاملة التي تُقدم لمرضى التنويم الداخلي في حال خروج المريض لإتمام العلاج في المنزل على أساس الخدمات التي تقدم لمرضى العيادات الخارجية، بعد الانتهاء من العلاج والتمارين اليومية، يعود المريض إلى المنزل الموجود في المدينة والذي أعد خصيصا كي يستطيع المريض أن يطبق جميع ما تعلمه في بيئة تشبه بيئته الطبيعية وذلك كيْ يتمكن من متابعة حياته دون الحاجة إلى أي مساعدة.
ومنها برنامج التأهيل المهني الذي يوفّر خدمات تقويم وتقييم الإعاقة للمريض على مستوى المدرسة أو الوظيفة، ومعاونة المريض ليعود إلى نشاطه الإنتاجي في المنزل أو العمل أو المدرسة. ولن يمكننا حقيقة قياس وإدراك الأثر العظيم لهذا الصرح وهذه المبادرة الريادية في اقتصادنا ومجتمعنا وصورتنا أمام الغير إلا إذا عرفنا الأرقام والمنجزات التي حققتها. وقدم هذا الصرح لأبناء الوطن من المتخرجين فرصاً رائعة للعمل والتعلم، وللمرضى فرصة العلاج واستعادة القدرة على العطاء والإنتاجية رغم الظروف الصعبة التي تمر بهم.
ومن مبادرات الأمير سلطان - رحمه الله - لرعاية الأيتام والمعوقين إنشاء ''مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز في المدينة المنورة'' الذي حقق إنجازات كبيرة في عدد المستفيدين وتقديم خدمات منها التعاون مع مستشفى الملك فهد لإجراء جراحات وجلسات علاج للأطفال، ومنها تنفيذ برامج دمج الأطفال في مدارس التعليم العام والتعليم الخاص بعد أن أكملوا برامج تأهيلهم في المركز، ومنها توفير الأنشطة المساندة كالحاسب الآلي، والمكتبة، وغرف المصادر والاستشارات وخدمات الأسر، إلى جانب مبادرته - رحمه الله - في إطلاق ''مركز الأمير سلطان لرعاية الأيتام في المنطقة الشرقية''.
كما أن مؤسسة الأمير سلطان على اتصال دائم مع المراكز والجمعيات الخيرية ومنها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ودعم مشروع النظام الوطني للمعوقين الذي أقره مجلس الشورى. كما هدفت لجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة حيث بدأت في دولة النيجر عام 1998م بتوجيه منه - رحمه الله - باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها مالي عام 1419هـ الموافق 1999م وفي عام 1421هـ 2000م امتد عملها إلى تشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى.
وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، مثل الملاريا والعمى، كما أقامت العديد من المشاريع التنموية والاجتماعية والصحية؛ منها حفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى.







رد مع اقتباس