الموضوع: أي الغادين أنت
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2006, 09:40 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شخصيات مهمه
Vip

إحصائية العضو








زهرة الزيزفون is an unknown quantity at this point

 

زهرة الزيزفون غير متصل

 


المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
Lightbulb أي الغادين أنت

أي الغادين أنت

لله در الشمس حين تظــــــعن
وعن صفحات الكون تعــــــــزب
دهماء يخالجها اللون الأحمــــر
كلوحة البؤساء بالقلب تحـــــــزب
تسير وتعتلي سفن الغارقيـــــن
وخلف قهب من الأمواج تســــــرب
والليل يفترش الوجود بظلامــــه
ويطلق عواليه لكل شدق من النهار يضرب
متوشح بالصمت كل ذي لب يعقــل
وكل صعلوك فقير والأتــــــــرب
وأنا وحيد بين أكناف غرفــــتي
أصارع الأيام ومن قهرها لا أهــــرب
تناءت عني العزائم كلهـــــــا
وخارت أطرافي ومن إيلامها مقلتي تسكب
أتاني رسول المنية يرعــــــد
ويقتلع روحي من بين جنبي ويسلـــب
لم يرحم ويشفق بي ولم يلطـــف
بل اشتد زجرا وغيظا يزغـــــــب
فتاهت معالم بسمتـــــــــي
بأغوار من الأحزان الملهــــــــب
وأصبحت صريع خشب أربـــــع
ليريق عليا المغسل الماء العــــــذب
ويلبسني ثياب بلا كمــــــــم
ويجهزني لوداع كل ذي عرق ونســـب
فساحوا بي علي رؤوس العباد مرتفع
و أوصلوني لحفرة القبر الأدهـــــب
فطرحوني به وحيدا منفـــــردا
وأحثوا عليا التراب وبعدها ذهـــــب
كأني بالأمس لم أكن بينهــــــم
ولم أكن لهم صديق ولا محـــــــب
وبدأت غدوتي بذات رمــــــس
بظلام دامس كالليل الغيهــــــــب
وجاءني ما لم أتوقــــــــع
أو في حياة كنت اعد لهم أو أحســــب
ما للجذل برؤيتهم سبيل يعـــرف
فالمرء من هول مطلعهم يعــــــذب
فرأيت مقعدي والنيران تسعــــر
والحيات السود العظام والعقــــــرب
فتمنيت الرجوع للدنيا لكي أتعبـــد
و أستغفر الله لكل ذنب أذنـــــــب
و لكن واحسرتاه لمن أضاع عمـره
بدنيا خسيسة ولنفسه لا يأنـــــــب
ما للتمني هناك منفـــــــــذ
أو للترجي هناك مذهــــــــــب
وعلي أصوات المؤذن يكبـــــر
أفقت من سباتي العميق المتقلـــــب
فحمدت ربي أني لم أزل هنـــــا
لكي أسعف نفسي بالاستغفار الـــدؤوب
فنهضت من مرقدي مسرعـــــا
ملبي نداء ربي الغفور التـــــــواب
إلهي وربي وملجئـــــــــي
لا تأخذني بذنوبي ولا عليا لا تغضـــب
هجرت صغير الخطايا وكبيــــرها
وكل حقير ذنب أو أخطـــــــــب
وفنيت عمري لله متعبـــــــد
ولم تزغ عيني عن القرآن ولم تعـــزب
ونفسي تتوق للجنان وتعشــــق
لمعانقة الحور ولصوتها تطــــــرب
لوصفها العقل لا يتخيـــــــل
ولا لقصرها وطولها المهـــــــذب
هذه قصتي بعجالة سردتهــــــا
عبرة لكل ذي رجاحة عقل أو لـــــب
فاختر لنفسك يا أخي غـــــدوة
إما الجنان أو نيران بها تعـــــــذب







رد مع اقتباس