عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2006, 06:52 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مميز
نعناعي ذهبي

إحصائية العضو







عـــبـــادي is an unknown quantity at this point

 

عـــبـــادي غير متصل

 


كاتب الموضوع : عـــبـــادي المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

4_طفولته وصباه -صلى الله عليه وسلم:

عاد محمد -صلى الله عليه وسلم- من ديار حليمة إلى أحضان أمه، التى طال اشتياقها إليه، وحنت عليه آمنة حتى بلغ عندها ست سنين، ثم إن الأرملة الوفية لذكرى زوجها الشاب عبدالله، قد عزمت أن ترحل إليه بالمدينة، فترى قبره، وتُرى محمدًا أخواله من بنى النجار، خرجت آمنة فى رحلة تبلغ خمسمائة كيلو متر، تصحب ابنها وخادمتها أم أيمن، ويصحبها عبدالمطلب، يحدوهم جميعًا حنينهم إلى قبر عبدالله، ومكثت آمنة بالمدينة شهرًا، ثم عُقِدَ العزم على الرحيل، لكنْ محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- وقد طالعت عيناه قبر أبيه فتجسد لديه معنى اليتم جليًا، كانت الأقدار تخبئ له مفاجأة أليمة أخرى فقد ألح المرض على أمه ولاحقها، حتى قضت نحبها بالأبواء بين مكة والمدينة، وعاد يتيم الأبوين حزينًا مع جده العطوف إلى مكة، فيكرمه جده، ويحبه، ويحنو عليه، بل ويقدمه على أبنائه، ويروى أن فراشًا كان يبسط لعبد المطلب فى ظل الكعبة لا يقربه أحد إجلالاً له حتى يخرج إليه، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتى فيجلس عليه، فإن أراد أعمامه أن يؤخروه ولمحهم جده نهاهم عن ذلك، وأقره على ما يصنع، لكن أين يجد شيخ الثمانين متسعًا من الوقت ينشئ فيه حفيده؟. عاجلت المنية عبد المطلب فمات، وقد أوصى ابنه أبا طالب برعاية الحفيد اليتيم، وقام أبو طالب بمهمته خير قيام، وظل يساند ظهر محمد -صلى الله عليه وسلم- ويعضد جانبه ما يربو على الأربعين عامًا، ورحل محمد -صلى الله عليه وسلم- معه إلى الشام مرة وهو فى الثانية عشرة من عمره، فلقيا فى الطريق بحيرا الراهب، فعلم أنه نبى هذه الأمة ورده إلى مكة مخافة عليه، وشارك قريشًا حربها ضد قيس عيلان، وهو بعد فى الخامسة عشرة فى حرب الفجار، ثم شهد على أثره حلف الفضول بدار ابن جدعان إذ تحالفوا على نصرة المظلوم والغريب. وهكذا قضى النبى الكريم -صلى الله عليه وسلم-، طفولة امتزج فيها حنان الجد بألم اليتم والفراق، واللعب واللهو بالجد والحرب مع الكبار


أريد أن أقف بكم عند ديار حليمة وحادثة شق الصدر:
__فى ديار حليمة:
خرجت حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية مع من بنى سعد بن بكر يلتمسن الرضعاء، وما إن وصلت مكة حتى التقطت كل واحدة منهن رضيعًا ألقمته ثديها، ولم يبق بمكة إلا رضيع واحد ومرضعة واحدة، أما الرضيع فكان محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، ترك ليتمه، فكانت كل واحدة منهن تقول: يتيم! وما عسى أن تصنع أمه وجده؟!، وأما المرضعة فكانت حليمة السعدية، ويبدو مما نقل إلينا من الروايات أنها كانت على حال بالغة من الضعف والوهن، فأبت أمهات قريش أن يدعن لها بنيهن، ولم ترض حليمة أن تعود لديارها خالية الوفاض، فعادت ليتيم مكة، بعد أن زهدته، وشجعها على ذلك زوجها أبو كبشة الحارث بن عبدالعزى قائلاً: لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة. وما إن التقم فم محمد -صلى الله عليه وسلم- ثديها حتى امتلأ من بعد جفاف باللبن، فشرب، وشرب أخوه ونام، وما كان قبلها يصنع ذلك، وإذا دابتها العجفاء تسبق دواب صويحباتها، وإذا ضرع غنمها حافل باللبن، فباتت حليمة وزوجها وابنها فى خير ليلة، وأصبح زوجها يقول لها: تعلمى والله يا حليمة؟! لقد أخذت نسمة مباركة. وترددت أنفاس محمد -صلى الله عليه وسلم- الزكية فى دار حليمة، فامتدت إليها البركة، فسمنت غنمها، وزاد لبنها وبارك الله لها فى كل ما عندها، حتى كان بنو سعد يقولون لرعيانهم: ويلكم! اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبى ذؤيب. وأتم محمد -صلى الله عليه وسلم- سنتين، ففطمته حليمة، وذهبت به إلى آمنة تلح عليها -لما رأت معه من الخير- أن تتركه لها مزيدًا من الوقت، ولم تزل بها حتى ردته إليها، فمكث فى بنى سعد، حتى سن الرابعة أو الخامسة. وفى هذه السن وقعت له حادثة شق الصدر، فخشيت عليه حليمة أن يكون أصابه سوء، فردته إلى أمه بمكة.


__حادثة شق الصدر:
بينا محمد -صلى الله عليه وسلم- يلعب مع الغلمان، فى ديار حليمة السعدية، وقد ناهز سنه يومئذ الرابعة أو الخامسة، حدثت له حادثة عجيبة، إذ أتاه الملك، فأخذه فصرعه، ثم شق صدره، واستخرج قلبه، وأخرج منه علقة، ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم، ثم أعاده إلى مكانه، وغدا الغلمان إلى أمه حليمة ينبهونها قائلين إن محمدًا قد قتل، فأسرعت إليه حليمة، واستقبلته وهو منتقع اللون، وخشيت حليمة وزوجها أن يكون أصابه سوء فبادرا برده إلى أمه آمنة بمكة:


ستكون لي وقفة أأخرى مع :
_ أبا طالب.
_عبدالمطلب،
_آمنة .
_هاشم.
_ عبدالله،
_ حرب الفجار.
_ بحيرا الراهب.
_حلف الفضول
_آسفة حطول عليكم بس أنا مش عُيز أسيب أي جزئ.


شبابه :
ورث محمد -صلى الله عليه وسلم- عن آبائه المجد والمكانة، وحفظه الله أن تصيبه لوثات الجاهلية، كما طهره من أدرانها، فقد
امتاز محمد -صلى الله عليه وسلم- بعقل راجح، وحلم وافر، ومتع بصائب الفكر، وسديد النظر، وعقل المرء لا شك يوجهه إلى الخير والحق، خاصة إن صادف عزيمة وجدًا كعزيمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وجده، لكن يبقى المرء مع ذلك كله بحاجة إلى هداية تأتيه من السماء، فإن عدمها كان للعرف -صلح أو فسد- على سلوكه تأثير كبير. هفت نفسه -صلى الله عليه وسلم- أن يشارك شباب مكة سمرهم، فأوصى غلامـًا يرعى معه الغنم بأعلى مكة على غنمه، حتى إذا همّ بدخول مكة، ضرب الله على أذنيه فنام، حتى أيقظته الشمس بحرها، ورفع إزاره يتقى به الحجارة حين شارك أهل مكة بنيانهم الكعبة، فخر على الأرض وأفاق قائلاً إزارى إزارى، حتى شده عليه، وكأن الله يأبى أن يكون لنبيه الكريم ماضٍ يشينه ولو قبل البعثة وحمل الرسالة.
فكان خلقه قبل البعثة مثلاً بين قريش(قد يتزين المرء أمام الناس دهرًا، لكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك دومًا دون هنة أو هفوة، وقد يتصنع المرء ويتكلف خارج بيته، لكنه لا يستطيع أن يحافظ على تصنعه ذلك وتكلفه داخل بيته وبعد أن يوصد بابه، أما أن يوصف محمد -صلى الله عليه وسلم- بدوام الصدق والأمانة من أعدائه قبل أصدقائه، وأما أن تقول عنه زوجه خديجة -رضى الله عنها-: إنه يحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقرى الضيف، ويعين على نوائب الحق. فذلك ما يؤكد أصالة خلقه، وزكاة معدنه. عاش محمد مع قريش، وخالط رجالاتها، فما رؤى يومًا سابًا، أو مجادلاً، أو صخابًا فى الأسواق، عافت نفسه الخمر، وعزفت نفسه عما ذبح على النصب، ونأى بعيدًا عن الأوثان واحتفالاتها الباطلة، كان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأعزهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عريكة، وأعفهم نفسًا، وأكرمهم خيرًا، وأبرهم عملاً، وأوفاهم عهدًا، وآمنهم أمانة، حتى سمّاه قومه لذلك كله الصادق الأمين- صلى الله عليه وسلم-. )
، لكنه -صلى الله عليه وسلم- لم يرث عن آبائه متاعًا أو تجارة فكان على شرف نسبه، وسمو مكانته، يسعى فى الأرض، يفتش عن رزقه، ويكدح يومه مجابهًا شظف العيش، وخشونة الحياة، وهو فى ذاك يتنقل بين رعى الغنم( مثله فى ذلك مثل النبيين من قبله، كان محمد -صلى الله عليه وسلم- يرعى الغنم، يمضى نهاره مستظلاً بسماء ربه، ويقضى يومه حر الخطا يتجول بين المراعى، حر البصر يقلبه فى أرجاء الكون الواسع حوله، حر الفؤاد يتنقل به بين فكرة وفكرة! ثم هو مع ذلك لا يهيم بعيدًا فى الخيال، بل يحفظ يقظته لتحفظ له غنمه الشاردة عن أنياب الذئاب، تعلم ذلك حين رعى الغنم قديمًا فى بنى سعد، وثابر عليه وهو يرعاها الآن - على قراريط- لأهل مكة.)
والتجارة لخديجة التى تزوجها بعد أن رأت من كريم خلقه مالم تر فى أحد من قريش(بينا أبو طالب يمر فى أسواق مكة إذ علم أن خديجة تستأجر الرجال لتبعثهم فى تجارتها إلى الشام مقابل بكرين -أى جملين- فاستأذن أبو طالب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ثم عدا على خديجة فعرض عليها استئجار محمد على أربعة بكار، فأسرعت بالموافقة، وقيل بل هى التى أرسلت إليه تستأجره، على أن تعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، لما سمعت من كرم خلقه، وصدق حديثه، فأجابها وعمره حينئذ خمسة وعشرون عامـًا. وارتحل محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى الشام بتجارة خديجة، وفى صحبته غلامها ميسرة، فباع واشترى، ورأى ميسرة من عظيم أمانته وصدق حديثه، وفضل خلقه، ما جعله يسارع إلى خديجة عند عودته ليقص عليها ما رآه من هذا الرجل العظيم، وقد لمست هذه السيدة الكريمة فضل محمد -صلى الله عليه وسلم- حين وجدت تجارتها بخلقه وعذوبته قد تضاعفت -أى بلغت الضعف-، مما قوَّى فى صدرها رغبتها فى الزواج منه)، ويبقى بناء الكعبة والتحكيم بين المختلفين فيها أحد أهم الحوادث التى شارك فيه.ظلت الكعبة على حالها منذ أن أقامتها سواعد إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-، وما كان لها سقف يعلوها، فسرق اللصوص كنزها وأتت السنون على بنيانها، فتصدع ووهن، وبينا قريش فى ترددها: أتقيم بناءها المقدس؟ أم تتركه مهابة الابتداع والعبث؟ إذ انحدر سيل عرم إلى مكة، قبل بعثته -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنين، فأصاب الكعبة، وأوشكت منه على الانهيار فهمت قريش بتجديدها، وإعادة بنيانها، وشجعهم الوليد بن المغيرة بأن كان أول من بدأ فى هدمها، حتى إذا رأت قريش أنه قد قضى ليلته، وأصبح ناشطًا يريد أن يكمل عمله اطمأنت وأسرعت تمضى أمرها، واتفقت كلمة قريش على ألا يدخلوا فى بنائها إلا طيبًا، فلا يدخلون فى بنائها مهر بغى، ولا بيع ربًا، ولا مظلمة أحد من الناس. وقد جزأوا الكعبة، لكل قبيلة جزء مخصوص تقوم ببنائه، وتولى البناء بناء رومى اسمه "باقوم"، لكن يظهر أن نفقة قريش الطيبة قد نفدت، فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوًا من ست أذرع وهى التى تسمى بالحجر والحطيم. ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه فى مكانه، واستمر نزاعهم أربع ليال أو خمسًا، وكادت أن تقوم حرب فى ساحة الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومى قد عرض عليهم أن يحكموا بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد، فكان محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وهتف القوم عند رؤيته: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد، واحتال النبى بصائب فكره، فوضع الحجر فى وسط رداء، وطلب من رئيس كل قبيلة أن يمسك بطرف منه حتى إذا أوصلوه إلى موضعه، تسلَّمه بيده ثم وضعه فى مكانه.





يتبع: بنزول الوحى و الدعوة سرًا







رد مع اقتباس