الموضوع: فن الإصغاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2011, 01:00 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
شخصيات مهمه
Vip

إحصائية العضو








shgawat Romanse is on a distinguished road

 

shgawat Romanse غير متصل

 


كاتب الموضوع : shgawat Romanse المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

الوقفة الثانية:
مما يؤخذ من ذلك الحوار،


أن عتبة كان يتحدث مع النبي عليه الصلاة والسلام باسم قريش،

وملخص كلامه كله هو أنهم كانوا يريدون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوقف عن الدعوة،

أنت اترك التأثير على الناس،

ونحن مستعدون أن نعطيك المال والملك والجاه،

لأن قريشا تعلم أنه لو صلح أمر الناس،

وتقبلوا الدين عرفوا حقيقة وضع حكومة قريش وأنها غير شرعية،

وتخالف الإسلام،


فتسقط تلقائياً،

لذا لا حيلة إلا بأن يتوقف محمد عن الدعوة،

وعن تبليغ هذا الدين للناس،

ألا ما أغربه من طلب.

يُطلب من صاحب الرسالة أن يترك رسالته،

ويتنازل عن دعوته.


إنهم يظنون بأن الدعوة تشترى بالمال،

أو بالنساء أو بالجاه،

أو حتى بالملك،


وجهلت قريش بأن الدين لا يساوم عليه،

ولو كلف صاحبه رقبته،

لأن أصحاب الرسالات،

يعلمون ما تصير إليه الحياة

لو منع ضوء الشمس عن الأرض،

ففي خلال أيام قليلة تتعفن الأرض،

وكذلك نور الوحي،

لو حُجب عن الناس،

لتعفن الناس بسبب قاذوراتهم وشهواتهم،

وذنوبهم ومعاصيهم،

إن الهواء يتعفن بسبب ذنوب الناس،

ولا مطهر ولا حيلة لتنقية المجتمع إلا بأن يترك بين الدعاة وبين الناس.

الوقفة الثالثة:
لما سمع عتبة شيئاً من القرآن،

وهزّت تلك الآيات قلبه،



تأكد لديه بأن محمداً رسول الله إلى الناس،

ورأى من واجبه أن ينصح قومه بالكف عن محمد وإفساح المجال له ليدعو من يشاء وكيف يشاء،


فإن ثار عليه العرب وقتلوه فقد كُفي قومه شره،

وإن علا شأنه وانتشرت دعوته فهو واحد منهم،

وعزه عزهم.


لقد أدرك هذا الرجل وهو على كفره أنه لا يمكن الوقوف في وجه هذه الدعوة،


وأدرك جيداً بأن الأسلم لقريش أن تفسح المجال للدعوة، وأن يتركوا محمداً يدعوا الناس وكيفما شاء،


لأنه لا حيلة للحيلولة دونه ودون الناس،


علم هذا الرجل وهو على كفره،


بأن محمداً مرسل من ربه، إذاً هو رسول،


لكن الدين هو دين الله،


ولا يمكن لقريش مهما أوتيت من قوة أن تمنع دين الله عز وجل من الانتشار والتمدد.


لذا قدم لهم هذه النصيحة،


لكن هل استجابت قريش للنصيحة؟


لم تستجب من جهة،

ومن جهة أخرى أخفق الإغراء في تفريق الدعوة،


وأدركت قريش بأن ما تصبوا إليه بعيد المنال،


فعادت سيرتها الأولى تصب جام غضبها على عباد الله المؤمنين،


وتبذل آخر ما في وسعها للتنكيل بهم،


ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وهذه سنة الدعوات،


الفتنة والابتلاء في سبيلها:

(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

يتبع بإذن الله







رد مع اقتباس