الأمير نايف: «شعبنا رفع رؤوسنا أمام العالم»

الاربعاء,20 يونيو , 2012 -00:00 00

لم يكن 'السبت' يوماً عادياً على شعب المملكة، حينما نعى الديوان الملكي الفقيد الكبير صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز..، الكبار والصغار، الرجال والنساء، جميعهم فجعوا بعد سماع خبر وفاته، فلا ترى إلاّ مشاعر يسودها الحزن، ووجوها تعكس لون السواد، متكلين على الله -عز وجل- ومرددين 'إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك'.



وصيته أن نبقى أمة واحدة متحابة متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه ومحافظين على مكتسبات الوطن

وصية قائد
مات فقيد الأمة والوطن وترك مسيرة طويلة من الأعمال ورحلة مليئة بالإنجازات الناجحة، بالرغم من أنّها كانت مصحوبة بالتحديات ومحاطة بالعقبات.. مات نايف بن عبدالعزيز وهو دائما يوصي شعبه بتقوى الله والتمسك بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، مات -رحمه الله- وهو يعتز ويفتخر دائماً برجاله، وشبابه، ونسائه، وفتياته، في جميع المحافل والمناسبات المحلية والدولية، وتتعدد مقولاته التي تسطر بماء الذهب وتخلد في قلب ينبض بحبه وهو يرفع من شأنهم ويؤكد على عظمهم ويصفهم بالوفاء المتخلق بأخلاق الإسلام، وأكثر مقولاته وقعاً ورسوخاً في نفوس الشعب السعودي عامة ذلك حينما ظهر خلال افتتاحه مؤتمر العمل البلدي الخليجي (2011 م) ليؤكد العلاقة المتينة التي تربط السعوديين بقيادتهم، مهنئا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشعبه الوفي، والشعب بقيادته الكريمة فقال -رحمه الله-: 'أتحدث بأمر يهمنا في وطننا المملكة العربية السعودية، نعم إنّه شعب كريم ووفي ومتخلق بأخلاق الإسلام بما أمر الله به وبما علم به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، نعم أهنئ قيادة هذا الوطن بشعبه رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، على وقفتهم الأبية الكريمة والوفية لرد بعض الأشرار الذين يريدون أن يجعلوا من المملكة العربية السعودية بالأمس مكاناً للفوضى والمسيرات الخالية من الأهداف السامية ولكنهم أثبتوا أنّهم لا يعرفون شعب المملكة العربية السعودية، فهناك شعب واع وشعب كريم وشعب وفيّ لا تنطلي عليه الافتراءات، إنّه يعرف نفسه'.






الراحل الكبير حاضراً في مناسبات التخريج لجنوده في الميدان





أمناء على الوطن
واستطرد -رحمه الله- قائلاً: 'لقد أثبت شعبنا للعالم كله أنّه في قمة تلاحمه مع قيادته وأنّه أمة واحدة متمسكون بدستورهم كتاب الله وسنة نبيه، الشكر مهما كان فهو قليل لهذا الإنسان السعودي الكريم، إنني على ثقة كاملة أن هذا كان له الوقع الكبير والأثر الفاعل في قلب وعقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومثلما نقول اليوم شكراً وهنيئا لمليكنا بشعبه سنقول غدا شكراً لخادم الحرمين وهنيئا للشعب بمليكه'، مردفاً القول: 'لا يفوتني في هذا المقام أن أضيف إلى شكري لجميع المواطنين، أن أشكر سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وعلماء المملكة وأئمة المساجد ولكل العقلاء من أبناء هذا الوطن، لقد ردّوا بكل قوة وثقة -بعد الله- على الأشرار الذين يريدون بنا شراً، ولكننا -ولله الحمد- أمناء على هذا الوطن وكل مصالحه، فهذا إيجاز لكل ما أقوله فالكثير في قلبي وعقلي ما يقال لهذا الشعب، ولكنني أؤكد على أنّ شعبنا رفع رؤوسنا أمام العالم كله فالحمد لله رب العالمين على فضله وله الحمد والشكر'.


الملك عبدالله وعن يساره الأمير نواف ثم الأمير نايف -رحمه الله-


بصمة خالدة
إنّ المتابع للفقيد العظيم والراحل الكبير يجد له في كل مناسبة بصمة، وكلمة ضافية تبقى خالدة ومليئة بالمعاني والدلالات، ويجد شخصية متحدثة وحكيمة يزن الأمور وينتقي الكلمات ويلم بكل الأمور والأحداث التي تعيشها أمته ووطنه، إنّ النجاح الذي حققه الأمير الراحل -أسكنه الله فسيح جناته- والمحبة التي زرعها في نفوس شعبه الوفي جعلته مثالاً يُحتذى به، ومنهجاً يتدارسه الآخرون، 'رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ، كلمة ترددت ملايين المرات، ووطننا الشامخ يطوي صفحة بارزة من صفحات رجاله الكبار الذين أثروا المشهد الأمني والسياسي والاجتماعي فيها وفي العالم أجمع، وعزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والأسرة المالكة، ولأبناء الفقيد، وللشعب السعودي المخلص كافة في فقيد الجميع والأمة العربية والإسلامية، والله نسأل أن يسكن الفقيد الراحل فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.