عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2007, 03:30 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


المنتدى : :: منتدى الحج والعمره ::
افتراضي رحلة الحج سفر إلى الله

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

فرضية الحج :

يقول تعالى : (و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )
و يقول : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )
و يقول : (وأتموا الحج والعمرة لله )
و يقول : (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق و لا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب )
و أخرج البخاري و مسلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من حج البيت فلم يرفث و لم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه )
و قال أيضا : ( حجة مبرورة خير من الدنيا و ما فيها ، و حجة مبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة ) متفق عليه .
و قال : ( استكثروا من الطواف بالبيت فإنه من أجلِّ شيء تجدونه في صحفكم يوم القيامة ، و أغبط عمل تجدونه )
و قال : ( استمتعوا من هذا البيت فإنه هدم مرتين و يرفع في الثالثة )
أخرجهما ابن حبان و الحاكم و قال : صحيح على شرط الشيخين .
و قال : ( إن الحجر الأسود ياقوتة من يواقيت الجنة ، و إنه يبعث يوم القيامة له عينان و لسان ينطق به ، يشهد لكل من استلمه بحق و صدق ) رواه ابن ماجة و ابن حبان و النسائي و الترمذي والحاكم .

الحج سفر إلى الله :

الحج و العمرة ليس انتقال مكاني لزيارة مكان ، و إنما جعل الله الانتقال المكاني تهيئة للإنسان لكي يتحرك روحيا من الداخل و يتفهم أنه ذاهب لملاقاة الله في المكان و الزمان اللذان حددهما الله لمقابلته، فيقول تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )
و يقول : (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق و لا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب )
و الإحساس أنه مسافر من بلده إلى بلد آخر لله يجب أن يقابله إحساس داخلي بالحركة " أنا ذاهب إلى الله بكياني كله ، قلبا و روحا و جسدا ، إني مهاجر إلى ربي" .
و ليس المقصود بالهجرة الانتقال من بلد إلى بلد ، و إنما المقصود هنا الهجرة الحقيقية بأن يترك ما هو عليه من غفلة و تهاجر روحه إلى الله و تنشغل به و تسعى إليه و تقصده . قد يكون العبد مهاجرا و هو في مكانه لم يبرح .
و أصل الهجرة كما في الحديث الصحيح ( المهاجر من هجر السوء ) من هجر كل شيء خلاف مرضاة الله فهو مهاجر .

فإذا كان السفر إلى الله أو الهجرة إليه أصلا بالروح ، فإن الله تعالى جعل السفر إليه بالحج انتقال مكاني أيضا لكي تحس الروح بالانتقال هي أيضا .
الجسد غير مكانه الذي تعود عليه في العالم المادي ، و الروح أيضا تنتقل من موقعها الذي اعتادته إلى مكان آخر و هو ملاقاة الله سبحانه و تعالى .
انتقال الروح هذا نعبر عنه حين نقول : لبيك اللهم لبيك ، ألبي أمرك ، أستجيب لك ، قادم إليك ، متوجه إليك ، استجابة لك و طاعة و محبة لك ، كلي لك ، جسدا و روحا و قلبا .

الحجيج صنفان ،
الصنف الأول : سافر إلى الكعبة جسدا فقط ، و عاد جسدا فقط و لم يقابل الله ربه . تحركوا بدون قلوبهم أو أرواحهم .
و هؤلاء حجهم او عمرتهم غير مقبولة إلا برحمة الله ، تفضلا وتكرما و تنازلا منه عز و علا .

الصنف الثاني : تسافر أرواحهم و قلوبهم إلى ربهم و تقابله فعلا ، فتعيش هائمة به سبحانه و تعالى ، غارقة في بحور فيوضاته و محيطات عطاءاته ، أفئدتهم مدركة ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) .
فلننظر لأنفسنا ، من أي الصنفين نحن ؟

مراحل الرحلة :
فلنحاول أن نعيش الرحلة ، مرحلة بمرحلة ، و خطوة بخطوة .

1-الانتباه من الغفلة التي نعيش فيها ، و الخروج من دوامة الحياة اليومية الدنيوية ، و الإحساس بأن الوقت و العمر قد يفوتان دون أداء الفريضة ، و معرفة و فهم موقع الحج من الدين ، و أنه أحد الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام ، و أن عدم أدائه مع الاستطاعة ذنب عظيم .

2-تحري الحلال في نفقة الحج ، فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا كما قال المصطفى صلى الله عليه و سلم ، و أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به . فالاستعداد لرحلة الحج كالاستعداد لرحلة الآخرة ، فكلاهما رحلة لملاقاة الله عز و جل .

3-إرتداء ملابس الإحرام البيضاء بالنسبة للرجال إستعدادا للخروج لمقابلة الله عز و جل . فكما سوف نخرج من الدنيا بكفن أبيض لملاقاته سبحانه و تعالى ، نذهب لمقابلته عند بيته المحرم في ملابس الآخرة و ليس بمظاهر الدنيا و زخرفها .

4-لكي نثبت علاقتنا بالله و للدخول في الإحرام و لكي نؤكد أننا لا نطيع و لا نحب و لا نقصد أحدا غير الله نصلي ركعتين و نقول هذا المعنى في قراءة ( قل يا أيها الكافرون ) في الركعة الأولى ، و سورة الإخلاص في الركعة الثانية .

5-أنا ذاهب إليك يا الله ، و تعبي و نصبي و نفقتي كلها لك ، و أن مشوار حياتي كله لك و خاصة هذه الرحلة كلها لك ، فأقول : أنا ذاهب إليك ، مهاجر إليك ، مستجيب لندائك ، فأنت الذي أمرت سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج لكي نقابلك عند المعلم ، عند النقطة التي حددتها على الأرض و هي الكعبة ، " لبيك اللهم لبيك "

6- الطواف حول الكعبة صلاة كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام ، و يبدأ الطواف من الحجر الأسود أو الأسعد سبعة أشواط و تقول الدعاء المأثور عند بداية الطواف و عند بداية كل شوط ( بسم الله و الله أكبر ، اللهم إيمانا بك ، و تصديقا بكتابك ، و وفاءا بعهدك ، و اتباعا لسنة نبيك صلى الله عليه و سلم )
الطواف بالكعبة كطواف الملائكة بالبيت المعمور في السماء السابعة ، و هو دوران من اليمين إلى اليسار مثل كل الموجودات في جميع الأكوان بدأ من الذرة إلى كواكب المجموعة الشمسية إلى المجرات ، كل لا بد أن يكون في حالة دوران حول نقطة مركزية من اليمين إلى اليسار . و أنت أيها الإنسان لك دوران حول نقطة مركزية في الأرض و هي الكعبة من اليمين إلى اليسار أيضا .
و الذي يصدق في الطواف و لا ينشغل بالناس و لا بأي شيء حوله إلا أن يكون مع الله فقط في طوافه، مستسلما لله متفكرا فيه عز و علا ، متوجها إليه ، طالبا منه بمحبة و بإقبال عليه بقلبه و روحه ، إذا فرغ من طوافه يشعر أنه مأخوذ لا يدري بنفسه ، أين كان و ماذا يفعل .
أما الذي ينتبه بعقله ، و يريد أن يفرغ من الطواف ، و ينشغل بالخلق و من حوله ، هذا الشخص لم يطف حول الكعبة إلا بجسمه فقط ، أما قلبه و روحه فلم يطوفا معه . " اللهم لا تجعلنا منهم " .

7- بعد الطواف نصلي ركعتين في حجر سيدنا إسماعيل ، و وجود سيدنا إسماعيل في هذا المكان بأمر من الله لأبيه سيدنا إبراهيم ، أحضره سبحانه و تعالى إلى هذا المكان و تولاه و رعاه .
يقول تعالى على لسان سيدنا إبراهيم (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )
كل منا يكون في موقف سيدنا إسماعيل من عجز و ضعف و افتقار إلى الله يأخذ من التولي و الرعاية مثلما أخذ هو . هذا مقام التوكل عليه سبحانه و التفويض له .

8-بعد ذلك ننتقل إلى الصلاة خلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ، و هو مؤسس منطق معرفة الله كله.
قال تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )
فبعد التوكل و التفويض في حجر إسماعيل ننتقل إلى مقام التسليم لله في كل الأمور عند مقام سيدنا إبراهيم ، يقول تعالى عن موقف سيدنا إبراهيم ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لله رب العالمين )
فهذا مقام التوحيد و التسليم لله .

9-بعد ذلك نشرب من ماء الحياة الحقيقي الذي هو الروح ، لأن الروح في تكثفها على الأرض هي الماء ، و هو سر الحياة كله .
يقول تعالى (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح و كان الله على كل شيء مقتدرا )
طالما الماء في النبات هو حي ، حينما يجف و يخرج منه الماء يصير حطبا و هشيما تذروه الرياح .
كذلك الإنسان ، حين يموت و تخرج منه الروح التي هي سر الحياة ، يدفن في الأرض و يجف و يتحلل مثل النبات .
و ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض ، لذلك من السنة الشرب منه حتى نتضلع ، و هو لما شرب له كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه و سلم .

10-ننتقل بعد ذلك للسعي بين الصفا و المروة استجابة لأمره تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم )
و هو كسعي أم العرب السيدة هاجر بينهما و هي متوجهة إلى الله عز و علا تطلب منه أن يسقي إبنها الرضيع و هو عطشان و يكاد يموت من العطش .
هذا موقف ضعف و فقر ، تريد الإنقاذ و قلبها متوجه إلى الله يطلب منه .
كن في هذا الموقف على الدوام ، و تذكر انك العبد الفقير المحتاج المضطر ، توجه إلى الله بالطلب و الدعاء و الإلحاح و هو سبحانه و تعالى يجيبك على الدوام فهو القائل ( أدعوني أستجب لكم ) و هو القائل أيضا (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )
و تردد السيدة هاجر بين الصفا و المروة تردد بين الخوف و الرجاء ، فكن دائما معك هذان الجناحان ، الخوف و الرجاء .

11-نذهب بعد ذلك للوقوف بعرفة ، قال صلى الله عليه و سلم ( الحج عرفة ) . و في هذا الموقف ترى الخلائق مجتمعة من كل لسان و لون كما يجتمعون في الموقف للحساب يوم القيامة . فقف ضارعا متذللا لله متذكرا ذنوبك و تقصيرك و تفريطك في حقه عليك سبحانه و تعالى . اطلب منه أن يتوب عليك و يعفو عنك لتتوب أنت فهو القائل
(ثم تاب عليهم ليتوبوا ) ، كن في موقف العبودية و الرق له سبحانه .

12-حين نرمي الجمار نتذكر موقف كل من سيدنا إبراهيم و سيدنا إسماعيل و السيدة هاجر من طردهم للشيطان و رجمه و تمسكهم بطاعة الأمر الإلهي .
فارجم شيطان نفسك و سائر شياطينك الذين يأمرونك بمعصية خالقك و يزينون لك ذلك .

13-حين تذبح هديك فأنت تذبح حرصك و تمسكك بالدنيا . فالهدي أنت بذلت فيه من المال ، و أنت حين تذبحه لله تخرج من حرصك على هذا المال إرضاء لله .

14-التحلل من الإحرام . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( رحم الله المحلقين ثلاث مرات و المقصرين مرة واحدة ) أخرجه الشيخان و ابن ماجه و الترمذي و أحمد و الطبراني في الكبير و الأوسط ؛ لابد أن هناك سر في أفضلية الحلق عن التقصير .
كل أفعال الإنسان عبارة عن إخراج لطاقة بمفهومنا العلمي المعاصر ، و الطاقة يصدر عنها ذبذبات تؤثر فيما حولها ، و أول ما يتأثر هو الجسم ، و يتجمع أثر ذلك في القلب ، ليس القلب المادي الذي يضخ الدم ، و إنما في القلب الموجود في الجسم الأثيري للإنسان ، و هو القلب الذي تحدث عنه الله في قوله تعالى ( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
فكل فعل من أفعال الخير يشعر الإنسان في قلبه و جسمه بنوع من الطمأنينة و السكينة و السعادة . و كل فعل من أفعال الشر يجد فاعله التوتر و الانزعاج و القلق في قلبه و ألم في جسده .
و الجسم الأثيري الذي يوجد فيه القلب المحاسب يوجد داخل جسمنا هذا و مطابق له و يسمى النفس .
و لقد تمكن العلم الحديث من تصويره و عرض هنا في مصر من سنوات عديدة في برنامج العلم و الإيمان للدكتور مصطفى محمود ، و ظهر اختلاف شكل الذبذبات الخارجة من هذا الجسم حسب نوع الفعل من عبادة أو غير ذلك .
و هذه النفس هي التي هي التي تغادر الجسد في حالتين ، الأولى النوم ثم تعود إلى الجسم المادي بالاستيقاظ ، و الثانية بالموت فتغادره بلا عودة إلى يوم القيامة .
فيقول تعالى ( و هو الذي يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها و يرسل الأخرى إلى اجل مسمى ) .
فآثار الأعمال في الجسم الأثيري تتجمع في القلب ، أما في الجسم المادي فآثار الأعمال فتتجمع في شعر الرأس ، لذلك أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بحلق الشعر للرجل للتحلل من الإحرام في الحج أو العمرة لكي ينمو شعر جديد ليس فيه آثار الذنوب






[/align]







رد مع اقتباس