عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2010, 12:44 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شخصيات مهمه
Vip

إحصائية العضو







شمس الوداع is an unknown quantity at this point

 

شمس الوداع غير متصل

 


المنتدى : منتدى الحياه الزوجيه
Exclamation آدم والحب إلى أين؟؟

في فترة المراهقة تعيش الفتاة خيالات سارحة مع ما يسمّى في دنيا الحبّ بـ (فارس الأحلام) مما ترسمه القصص العاطفية والأفلام الرومانسية لشخص يأتي راكباً فرسه الأبيض ليخطفها إلى جزيرة نائية يعيشان فيها على «خبز الأحلام» و «شراب الأحلام» وفي «بيت الأحلام» .
كما يعيش الشابّ المراهـق حالة مماثلة من أحـلام اليقظة مع ما يطلق عليه بـ (فتاة الأحلام) حيث يترك العنان لخياله في رسم صور جميلة لا تمتّ ـ في كثير من الأحيان ـ إلى الواقع ، لتلك الفتاة التي ستشاطره أحلامه وتقنع بالقليل اليسير ، وغالباً ما تكون الخواطر والخيالات عند المراهقين مستوحاة من القصص والقصائد والروايات والأغاني والمسلسلات ، فهي تحلِّق في أعالي الفضاء ولا تلامس أقدامها أرض الواقع ، إذ كثيراً ما تكون صورة فارس الأحلام أو فتاة الأحلام شبحية ، وكأنّ الحياة ليس فيها سوى الحبّ والغرام والهيام والتحليق بأجنحة الأحلام .
إنّ مرحلة المراهقة ـ بما هي انتقالة تدريجية من طفولة حالمة ـ لا تترك ـ كما ذكرنا ـ رواسب الطفولة تماماً ، ولذا فليس من المستغرب أن تكون مرحلة المشاعر الملتهبة والعواطف المتأججة والأحلام المجنّحة غير المستقرة على حال ، فهي مرحلة التقلّب العاطفي ، وما يراه المراهق على أ نّه حب لا يمكن أن يتغيّر أو يزول ، ستأتي عليه الأيام فإذا هو مجرد ذكرى أو أطلال تجربة عابرة ، ربّما يحمد الله على أ نّها لم تتحوّل إلى حقيقة ، لأ نّها لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية ، وقد يصفها بعض الراشدين على أ نّها حبّ أطفال أو نزق مراهقين ، وهو يشير بذلك إلى أ نّه حب غير ناضج .

أمّا الحبّ الذي هو مجرد لهو وعبث وتلاعب بالمشاعر وممارسات شهوية محرّمة ، مما هو شائع هذه الأيام ، فهو ليس الحبّ الذي يحترمه الإسلام ويقدّره ، إنّما هو انقلاب غريزي لم يؤطر بإطار شرعي ، وكثيراً ما قاد إلى مصائب ومتاعب شتى .
ومثله الحبّ بالمراسلة أو عبر الهاتف والانترنيت وما تصوره الأفلام التجارية ، فهو وإن أوحى للمراهقين والشباب أنّ ثمة علاقة عاطفية راسخة ، إلاّ أ نّه حب يغلب عليه الخيال الجموح ، ولا ينظر للعلاقة إلاّ من زاوية الغريزة فقط ، وإلاّ فكيف يطمئنّ الشاب العاقل والفتاة الرزينة إلى أخلاق وصفات وطباع الشخص الآخر عبر سطور رسالة ملتهبة تأتي بالبريد العادي أو الالكتروني ، أو كلمات ساخنة في أسلاك الهاتف ، فالأصل في هذه الحالات الإخفاق والندم والكثير من التوجس والريبة والقلق النفسي ، وإذا نجحت تجربة أو تجربتان فلايعني ذلك أنّ النجاح حيف كلّ التجارب العاطفية البريدية .
إنّ الحبّ الذي يعمر به قلب فتاة مراهقة ، والحبّ الذي يجشي في صدر فتى مراهق لا يخشى عليه من الكساد والفسـاد ، فالحـب ليس بضاعة قابلة للتلف ، فثمة متسع من وقت يمكن أن تزرع فيه هذا الحب في الأرض الطيِّبة ، ولا يخدعنّ المراهقين والشباب ما يقوله الغرب من أنّ جسـدك ملكك وأنت حرّ في التصرّف فيه كما تشاء







رد مع اقتباس