عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2006, 03:44 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : ركن عبدالله الفيصل العام)
افتراضي

جعل من الحرمان موضوعاً أساسياً في شعره
د. السيد ابراهيم
إذا كان الأمير عبدالله الفيصل قد جعل من الحرمان موضوعا أساسيا في شعره، فإنه كما قال الدكتور طه حسين «اتخذ التصوير الرمزي وسيلة الى الشكوى منه» من الحرمان والتبرم والتمرد عليه وقد عرف الأمير نفسه تعريفا خاصا بانه «شاعر عربي كل غايته ان يظفر العرب بالآمال» وذلك حين قال عن قصيدته التي سماها «صناجة العرب»:



من الجزيرة أهديها مغلغلة
إلى الكنانة في تاريخها الذهبي
من شاعر عربي كل غايته
ان يظفر العرب بالآمال والغلب


شاعر عربي حلمه الظفر ظفر العرب، حلم عربي خالص عربي حتى النخاع كما يقولون.
فما الذي تعنيه عبارة طه حسين اذا نحن قرأناها في ضوء هذا التعريف تعريف الشاعر لنفسه تعني انه اذا كان الظفر والحرمان هما القطبان اللذان يدور عليهما شعر عبدالله الفيصل فان الامة العربية تكون هي المحبوبة التي تيمت الشاعر واسهرت ليله، امة توافرت لها مقومات السعادة والظفر، لكن منيت بالحرمان، وهو عين ماقاله الشعر عن نفسه في مقدمة ديوانه «من وحي الحرمان» انا محروم والحرمان مرادف للشقاء، او هو دليل عليه، وهل السعادةفي المنصب والجاه او هي في الامارة والوزارة او في الشباب والجمال او الثروة والمال ان كانت كذلك فانا سعيد، ثم يعود فيقول:
لكنه لايجد الاحساس بالسعادة حتى وقد اجتمعت كل متمماتها واعتباراتها، لانه شغل عن السعادة بعوامل اخرى من الالم والاسى وتشغله وتستأثر به عن الشعور بها.
لقد صور الشاعر عجز القمر، وهو في تمامه، عن ملاحقة السحاب وكأنه يصور الحرمان الذي منيت به الأمة العربية في حقبة من تاريخها الحديث:



إن ضقت بالحرمان ي
والري من حولي فما ذنبي
حولي شباب ضاحك يانع
كالزهر في أحلى ليالي الربيع
والبدر من فوق الربى ساطع
يلاحق السحب ولا يستطيع


هذا بيت من أروع ما قرأت في الشعر العربي، وهو بيت يفيض بالمعاني حقا:



البدر من فوق الربى ساطع
يلاحق السحب ولا يستطيع


البدر الذي يكتمل ويعلو الربى ويسطع، رمز الى كل المعاني الايجابية التي ترجع الى مقومات ذاتية، فهو مكتمل وهو عال، بل هو يعلو الربى التي هي اصلا من رموز العلو، وهو ساطع، لكنه حين ينهض لملاحقة السحب وهي ادنى منه، لايستطيع أليست هذه هي المفارقة التي تطبع النفس بمشاعر الحرمان القاسية حقاً

* جامعة الملك سعود







رد مع اقتباس