وقال حماد بن أبي هاشم : جاء رجل إلى عمر بن عبدالعزيز فقال:

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأبوبكر عن يمينه

وعمر عن شماله , وأقبل رجلان يختصمان وأنت بين يديه جالس ,

فقال لك : ياعمر إذا عملت فاعمل بعمل هذين أبي بكر و عمر ,

فاستحلفه عمر بالله أرأيت هذه الرؤيا ؟ فحلف , فبكى عمر.

وإن هذا دل على شئ فإنما يدل على منزلة عمر بن عبدالعزيز

وأن المؤرخين لم يبالغوا عندما صنفوه بخامس الخلفاء الراشدين

رضوان الله عليهم أجمعين , ويرى المسلمون أن عمر بن عبدالعزيز

هو الذي بعث على رأس المائة الثانية ليجدد للأمة أمر دينها كما

جاء في الحديث (( إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد

لهذه الأمة أمر دينها ))

وكان عمر بن عبدالعزيز بعيدا عن كبرياء الملوك وجبروتهم فأعاد

للناس سيرة الخلفاء الراشدين اللذين كانوا ينظرون إلى أمتهم

نظر الأب البار ويعدلون بينهم في الحقوق ويعفون عن أموال

الرعية والدنيا عندهم أهون من أن يهتم بجمعها كذلك كان

عمر بن عبدالعزيز

من كــتــاب الروح لإبن قيم الجوزية