عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2006, 02:36 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


المنتدى : ركن عبدالله الفيصل العام)
افتراضي ماذا قالو رجال الفكر والادب عن سيدى

بقلم أ.د. محمد بن سعد بن حسين



* عندما يكون الحديث عن شاعر موهوب كالأمير عبدالله الفيصل، فإن مساحة الكلام عنه وعن شعره تتسع إلى حد لا يمكن أن تسعه مثل هذه الصفحات.لا لكون الأمير عبدالله عاش مع الابداع الشعري طويلا وحسب، وإنما ايضا لأن ابداعه الشعري ذو مذاق خاص لكون العاطفة الانسانية توشك أن تملك عليه امره فيه، بل إنها لكذلك فعلا.ولقد نقله الباحثون في مذاهب شتى. فتارة يأتي عندهم واقعياً، وأخرى رومنتيكياً، وثالثة رمزيا، وهكذا ينقلونه في كل مذهب يحلو لهم نسبته إليه.والواقع ان هناك حقيقة تغيب أحيانا عن بعض الباحثين وهي أن هذه المذاهب قد اختلطت في ابداعات العرب، لا لأنها وفدت عليهم دفعة واحدة بعد ما كانت عند الغربيين يقوم بعضها على أنقاض بعض وحسب..وإنما لأن تلك المذاهب كانت متعايشة في شعر شعراء العربية الأقدمين، وهذا ما لم ينظر اليه الباحثون الا ما كان من بعض الومضات التي كانت ترد في أحاديث الدكتور طه حسين المسجلة. وهي ومضات اراد فيها طه حسين القول بأن هذه المذاهب كانت موجودة في الشعر العربي القديم.وانها كانت تتعايش في ذلك الشعر من غير أن يحدث بينها تنافر.وهذا الواقع الذي اشار اليه طه حسين هو ما عليه شعر الأمير الشاعر الذي لم يلزم في ابداعه مذهبا معينا وانما يأتي الشعر عنده استجابة لتفاعل عاطفي شعوري تبعثه مناسبة قد تكون مدركة بالحس، وقد لا تكون كذلك.. وانما هي خاطرة نفسية تثير فيه الرغبة في الافصاح عنها فتكون القصيدة.ولقد قرأت دواوين الشاعر الأمير عند صدور كل واحد منها، وكتبت عنها وأقدمها كان في مجلة الفيصل قبل ما ينيف على عشرين عاما، ونسيت جل ما قلته عن كل واحد منها، وربما جميعه، ولست املك الآن من الوقت ما يتيح لي العودة الى ذلك.لكن الصورة العامة لذلك الشعر ماثلة في ذهني وبخاصة أنها تفرض نفسها على من قرأها لما فيها من تصوير جمالي تنطبع به النفس أو ينطبع فيها، وتلك سمة الابداع الجيد عند كل شاعر وفي اي زمان.والأمير لم يكن شاعرا عاطفيا وحسب كما يتصور كثيرون ممن تحدثوا عنه.ذلك أن في شعره كثيرا من الابداع الوطني والاجتماعي الأسري، وأشياء أخرى تجدها في شعره، حينا تكون مقصودة غرضا وتارة تأتي في شعره عرضا، وكذلك يكون شعر الموهوبين من الشعراء في كل زمان ومكان.ولما كانت المناسبة تكريم سموه فإن من المناسب ان اعود معه الى شيء مما قلته عنه وعن بعض شعره سلفا.حين تحدثت عن (وحي الحرمان) الديوان الأول للأمير عرّجت على شيء من أقوال الباحثين كمثل قول الأستاذ عبدالله عبدالجبار في كتابه (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) وكمثل قول طه حسين وصلاح لبكي، ومما قلته في ذلك:ولقد تحدثت عما قاله الباحثون وما أثنى به عليه رجال الفكر مثل الدكتور طه حسين وصلاح لبكي الذي قدم الديوان بمقدمة قال فيها: (هو ذا محروم الذي يطالعك أمله وحبه وفرحه وبؤسه في هذه الصفحات التي تملأ يديك وعينيك وقلبك ولماذا الحاحكلعل اعمق ما في مأساة محروم انه لا يستطيع الاطلال عليك الا من وراء أمير شاب، في مقتبل العمر.. هذا الشعر هتاف قلب من أول كلمة حتى آخر كلمة، هو هتاف صادق مخلص لا تعمّل ولا تصنع، الفن فيه كل الفن ابتعاد عن التعمل والزخرف.هي البساطة ولعل في البساطة كلمة الفن الأخيرة، وهذه البساطة يصل اليها محروم دفعة واحدة، فكأنه مطبوع عليها لم يقتبسها اقتباسا.. ولم يقلد فيها أحدا.. فمحروم بعيد جد البعد عن شعراء الصحراء الأقدمين والمحدثين معا. وهو اقرب ما يكون الى شعراء لبنان والى الشعراء الوجدانيين منهم.قد تبتهج العين هنا بلون ويستنشق الأنف هنالك طيبا. ولكن الضوء ليس مقصودا لذاته ولا الطيب مطلوبا لما يثير من لذة ان هو الا لون الذكرى وطيبها).وهذه أقوال حسنة الا ان القول بابتعاده عن شعراء الجزيرة وتقليده شعراء لبنان دعوى باطلة كبطلان دعوى طه حسين مصرية الشاعر. ولا أدل على ذلك من نظرة عجلى الى شعر مزامنيه في الحجاز مثل حسين سرحان وحمزة شحاته وطاهر زمخشري وأحمد قنديل وحسن قرشي وأمثالهم من الشعراء ولكنه عدم الاطلاع على شعر شعراء هذه البلاد. هذه الناحية.والناحية الأخرى ان هؤلاء يريدون أن ينسبوا الى أنفسهم ومجتمعهم كل فضيلة يعز عليهم ان يشاركهم فيها الآخرون.واذا كنت قد كتبت عن كل ما نشر للأمير من شعر فإن هناك مؤلفات أفردت للحديث عن الأمير وشعره منها ثلاث أطروحات علمية ومنها كتاب ضخم يقع في 926صفحة من القطع المتوسط عنوانه (عبدالله الفيصل عبقرية الشعر الخالدة) ألفه الأستاذ الأديب عبدالكريم نيازي رحمه الله فقدم فيه دراسات جيدة لقصائد الأمير من خلال ديوانيه (وحي الحرمان وحديث قلب).ومع ذلك فما يزال شعر الأمير مستمداً لدراسات متجددة لما اتسم به شعره من روعة في التصوير وبراعة في التعبير.. ولما عليه من حلاوة وطلاوة.. كل ذلك في قوالب شعرية محافظة على ضوابط الشعر وثوابته.والأمير مع احسانه في الشعر الفصيح يحسن ايضا الشعر العامي وإن لم يكثر منه.ولولا ما تقتضيه المناسبة من ايجاز لكثرة الكاتبين ووفرة الأحاديث في هذه المناسبة التكريمية لولا ذاك لكان في شعره مستراح لمد النفس لما تميز به من شفافية وجاذبية منشأها التفاعل الصادق مع التجربة.







رد مع اقتباس