عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2013, 12:10 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نعناعي جديد

إحصائية العضو







طير الجنه is an unknown quantity at this point

 

طير الجنه غير متصل

 


المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
8 أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ

[gdwl]
بسم الله الرحمن الرحيم

{وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ]

تفسير الأيه

قوله تعالى: " وجاءه قومه يهرعون إليه " في موضع الحال. ( يهرعون) أي يسرعون. قال الكسائي و الفراء وغيرهما من أهل اللغة: لا يكون الإهراع إلا إسراعاً مع رعدة، يقال: أهرع الرجل إهراعاً أي أسرع في رعدة من برد أو غضب أن حمى، وهو مهرع، قال مهلهل:
فجاؤوا يهرعون وهم أسارى نقودهم على رغم الأنوف
وقال آخر:
بمعجلات نحوه مهارع
وهذا مثل: أولع فلان بالأمر، وأرعد زيد، وزهي فلان. وتجيء ولا تستعمل إلا على هذا الوجه. وقيل: أهرع أي أهرعه حرصه، وعل هذا ( يهرعون) أي يستحثون عليه. ومن قال بالأول قال: لم يسمع إلا أهرع الرجل أي أسرع، على لفظ ما لم يسم فاعله. قال ابن القوطية : هرع الإنسان هرعا، وأهرع: سيق واستعجل. وقال الهروي : يقال: هرع الرجل وأهرع أي استحث. قال ابن عباس وقتادة و السدي : ( يهرعون) يهرولون. الضحاك : يسعون. ابن عيينة: كأنهم يدفعون. وقال شمر بن عطية: هو مشي بين الهرولة والجمزى. وقال الحسن: مشي بين مشيين، والمعنى متقارب. وكان سبب إسراعهم ما روي أن امرأة لوط الكافرة، لما رأت الأضياف وجمالهم وهيئتهم، خرجت حتى أتت مجالس قومها، فقالت لهم: إن لوطاً قد أضاف الليلة فتية ما رؤي مثلهم جمالاً، وكذا وكذا، فحينئذ جاؤوا يهرعون إليه. ويذكر أن الرسل لما وصلوا إلى بلد لوط وجدوا لوطاً في حرث له. وقيل: وجدوا ابنته تستقي ماء من نهر سدوم، فسألوها الدلالة على من يضيفهم ورأت هيئتهم فخافت عليهم من قوم لوط، وقالت لهم: مكانكم! وذهبت إلى أبيها فأخبرته، فخرج إليهم، فقالوا: نريد أن تضيفنا الليلة، فقال لهم: أو ما سمعتم بعمل هؤلاء القوم؟ فقالوا: وما عملهم؟ فقال أشهد بالله إنهم لشر قوم في الأرض - وقد كان الله عز وجل قال لملائكته لا تعذبوهم حتى يشهد لوط عليهم أربع شهادات - فلما قال لوط هذه المقالة، قال جبريل لأصحابه: هذه واحدة، وتردد القول بينهم حتى كرر لوط الشهادة أربع مرات، ثم دخل بهم المدينة.
قوله تعالى: " ومن قبل " أي ومن قبل مجيء الرسل. وقيل: من قبل لوط. " كانوا يعملون السيئات " أي كانت عادتهم إتيان الرجال. فلما جاؤوا إلى لوط وقصدوا أضيافه قام إليهم لوط مدافعاً، وقال: " هؤلاء بناتي " ابتداء وخبر. وقد اختلف في قوله: ( هؤلاء بناتي) فقيل: كان له ثلاث بنات من صلبه. وقيل: بنتان، زيتا وزعوراء، فقيل: كان لهم سيدان مطاوعان فأراد أن يزوجهما ابنتيه. وقيل: ندبهم في هذه الحالة إلى النكاح، وكانت سنتهم جواز نكاح الكافر المؤمنة، وقد كان هذا في أول الإسلام جائزاً ثم نسخ، فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنتاً له من عتبة بن أبي لهب، والأخرى من أبي العاص بن الربيع قبل الوحي، وكانا كافرين. وقالت فرقة - منهم مجاهد وسعيد بن جبير - أشار بقوله: ( بناتي) إلى النساء جملة، إذ نبي القوم أب لهم، ويقوي هذا أن في قراءة ابن مسعود: ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم). وقالت طائفة: إنما كان الكلام مدافعة ولم يرد إمضاءه، روي هذا القول عن أبي عبيدة، كما يقال لمن ينهي عن أكل مال الغير: الخنزير أحل لك من هذا. وقال عكرمة: لم يعرض عليهم بناته ولا بنات أمته، وإنما قال لهم هذا لينصرفوا.
قوله تعالى: " هن أطهر لكم " ابتداء وخبر، أي أزوجكموهن، فهو أطهر لكم مما تريدون، أي أحل. والتطهر التنزه عما لا يحل. وقال ابن عباس: كان رؤساؤهم خطبوا بناته فلم يجبهم، وأراد ذلك اليوم أن يفدي أضيافه ببناته. وليس ألف ( أطهر) للتفضيل حتى يتوهم أن في نكاح الرجل طهارة، بل هو كقولك: الله أكبر وأعلى وأجل، وإن لم يكن تفضيلاً، وهذا جائز شائع في كلام العرب، ولم يكابر الله تعالى أحد حتى يكون الله تعالى أكبر منه. وقد قال أبو سفيان بن حرب يوم أحد: " اعل هبل اعل هبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: قل الله أعلى وأجل ". وهبل لم يكن قط عالياً ولا جليلاً. وقرأ العامة برفع الراء. وقرأ الحسن وعيسى بن عمرو ( هن أطهر) بالنصب على الحال. و ( هن) عماد. ولا يجيز الخليل و سيبويه و الأخفش أن يكون ( هن) ها هنا عماداً، وإنما يكون عماداً فيما لا يتم الكلام إلا بما بعدها، نحو كان زيد هو أخاك، لتدل بها على أن الأخ ليس بنعت. قال الزجاج: ويدل بها على أن كان تحتاج إلى خبر. وقال غيره: يدل بها على أن الخبر معرفة أو ما قارنها.
قوله تعالى:" فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي " أي لا تهينوني ولا تذلوني. ومنه قول حسان:
فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك ولقاك قبل الموت إحدى الصواعق
مددت يميناً للنبي تعمداً ودميت فاه قطعت بالبوارق
ويجوز أن يكون من الخزاية، وهو الحياء، والخجل، قال ذو الرمة:
خزاية أدركته بعد جولته من جانب الحبل مخلوطاً بها الغضب
وقال آخر:
من البيض لا تخزي إذا الريح ألصقت بها مرطها أو زايل الحلي جيدها
وضيف يقع للأثنين والجميع على لفظ الواحد، لأنه في الأصل مصدر، قال الشاعر:
لا تعدمي الدهر شفار الجازر للضيف والضيف أحق زائر
ويجوز فيه التثنية والجمع، والأول أكثر كقولك: رجال صوم وفطر وزور. وخزي الرجل خزايةً، أي استحيا مثل ذل وهان. وخزي خزياً إذا افتضح، يخزى فيهما جميعاً. ثم وبخهم بقوله: " أليس منكم رجل رشيد " أي شديد يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر. وقيل: ( رشيد) أي ذو رشد. أو بمعنى راشد أو مرشد، أي صالح أو مصلح. ابن عباس: مؤمن. أبو مالك: ناه عن المنكر. وقيل: الرشيد بمعنى الرشد، والرشد والرشاد الهدى والاستقامة. ويجوز أن يكون بمعنى المرشد، كالحكيم بمعنى المحكم]]

والله اعلم
[/gdwl]






رد مع اقتباس