عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2007, 06:31 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


المنتدى : منتدى السحر والعين
افتراضي ( إسعاف الملهوف بفساد علم الحروف )

[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم

-المقدمة -



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد : فهذا مبحث كُتب على سَنَنِ الاختصار حسبة ونصراً لعقيدة التوحيد الخالص ، ودفاعاً عن حمى الشريعة من دخلاء قومٍ خاضوا في أمور – زعموا – أنهم يحسنون صنعاً بذكرها وتقريرها .. وأن درايتهم لتلك العلوم جاعلةً لهم مجاوزين لقنطرة السبق على غيرهم ممن لا علم له بحقائق المعارف التي وصلوا إليها ...

وهذه الخرافة التي حصلوها وأصلوها ، وياليتهم ما عرفوها : تسمى

( بعلم الحروف ) الذي من عرفه فهو : حاوي الأسرار ، وكاشف الحجب والأستار ؟!! ولعمر الله ما هو إلا الضياع والضلال ، وهو من سعادة الشيطان في تحقيق مراده للغواية من بني آدم .. وإليكم البيان في مقيدات يأتي ذكرها :

أولاً : تعريف علم الحروف :

في كتب موضوعات العلوم كـ كشف الظنون (1/650 ) وعنه القنوجي في أبجد العلوم (2/236-237) يذكرون التعريف بقولهم : (قال الشيخ داود الأنطاكي : هو علم باحث عن خواص الحروف أفراداً وتركيباً . وموضوعه الحروف الهجائية. ومادته الأوفاق والتراكيب . وصورته تقسيمها كماً وكيفاً وتأليف الأقسام والعزائم وما ينتج منها، وفاعله المتصرف .وغايته التصرف على وجه يحصل به المطلوب إيقاعاً وانتزاعاً. ومرتبته بعد الروحانيات والفلك والنجامة .

قال ابن خلدون في المقدمة : علم أسرار الحروف وهو المسمى لهذا العهد السيميا نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة ؛فاستعمل استعمال العام في الخاص، وحدث هذا العلم في الملة بعد الصدر الأول عند ظهور الغلاة من المتصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر ، وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهره أرواح الأفلاك والكواكب، وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء، فهي سارية في الأكوان، وهو من تفاريع علوم السيميا لا يوقف على موضوعه، ولا تحاط بالعدد مسائله تعددت فيه تأليف البوني وابن العربي وغيرهما .

وحاصله عندهم وثمرته تصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان .

ثم اختلفوا في سر التصرف الذي في الحروف بم هو ، فمنهم من جعله للمزاج الذي فيه، وقسم الحروف بقسمة الطبائع إلى أربعة أصناف كما للعناصر، واختصت كل طبيعة بصنف من الحروف يقع التصرف في طبيعتها فعلاً وانفعالاً بذلك الصنف فتنوعت الحروف بقانون صناعي يسمونه التكسير.

ومنهم من جعل هذا السر للنسبة العددية فإن حروف أبجد دالة على أعدادها المتعارفة وضعاً وطبعاً، وللأسماء أوفاق كما للأعداد ،ويختص كل صنف من الحروف بصنف من الأوفاق الذي يناسبه من حيث عدد الشكل أو عدد الحروف، وامتزج التصرف من السر الحرفي والسر العددي لأجل التناسب الذي بينهما ،فأما سر هذا التناسب الذي بينهما يعني بين الحروف وأمزجة الطبائع، أو بين الحروف والأعداد ،فأمر عسر على الفهم، وليس من قبيل العلوم والقياسات وإنما مستندهم فيه الذوق والكشف .
قال البوني : ولا تظن أن سر الحروف مما يتوصل إليه بالقياس العقلي وإنما هو بطريق المشاهدة والتوفيق الإلهي .
ثم ذكر الفرق بينهما والكتب المصنفة في هذا العلم كثيرة جداً ) .

قلت: ولمعرفة كثير منها يُنظر كتاب معجم الموضوعات المطروقة لعبد الله الحبشي (1/419-422) .


ثانياً: تاريخ علم الحروف :

الاعتقاد بأنَّ الحروف له تأثير في واقع الوجود من السعود والنحوس على بني آدم والكون كله ؛ اعتقاد قديم من صناعة القدماء من أهل الفلسفة والطبائعين ، وذلك أنهم بحثوا وقرروا أن الحروف مؤثرة في العالم ، ويجعلون لكل حرف من حروف البناء خاصية وتأثيراً ، وأنَّ لكل حرف منها طبيعة تخصه ، ويجعلون - أيضاً- لكل حرف منها منـزلة من المنازل الثمانية والعشرين منزلاً على ترتيب حرف أبجد، فالألف للشرطين، والباء للبطين ،والجيم للثريا .. وهكذا إلى آخرها، ثم يضيفون لكل برج ما يخص منها ، ويركبون على ذلك تركيبات يزعمون أنَّ لها تأثيرات، ولهم بها بزعمهم استخراجات واستنباطات للضمائر والمغيبات، بطرق عندهم معلومات عند أهل الهيئة والفلسفة،يخرجون بها عن علم النبوة والرسالة المحمدية .

وممن اشتهر به من الطوائف ، ونشره في العالمين : طائفة الرافضة ، ومن أهم المؤلفات عندهم كتاب ( الجفر ) المنسوب كذباً وبهتناً إلى جعفر الصادق- رضي الله عنه - ، ونسبته إليه كذب عليه باتفاق أهل العلم به، إذ كان واضع هذا الكتاب هو: هارون بن سعيد العجلي ، وهو رأس الزيدية ، يزعم فيه أنه مشتمل على حوادث الأزمان على مر العصور ، عرفت عن طريق علم الحروف المتعلق بآثار النجوم .


وكذلك المتصوفة : لهم عناية بالغة بهذا العلم ،ويجعلونه من نهايات العلوم عند أهل التحقيق منهم ، ويقولون : إنَّ هذا العلم يصل إليه السالك بعد أربعين سنة من أول السلوك، بل أول الفتح، فهو من الأسرار المكتوبة، ولا بد لطالبه من الاجتهاد الكثير على يد إنسان كامل؟! .
وممن اختص به من أهل البلدان : المغاربة ، فلهم اهتمام بذلك ومصنفات مشهور في علم الحروف ، ومنها كتب الضال (البوني ) كشمس المعارف الكبرى (أو) شمس المعارف ولطائف العوارف في علم الحروف والخواص .. ومن مؤلفاته : لطائف الإشارت في أسرار الحروف العلويات ، وغيرها من المؤلفات لغيره من الناس تُنظرُ في كتب موضوعات العلوم .
وفي كتاب المواقف للإيجي (2/60) : (ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيه إلى أهل البيت .. ) .

وممن اعتنى بعلم الحروف : أبو الحسن الشاذلي ، وعبد الرحمن البسطامي،وأبو الحسن الحراني،وأبو العباس المرسي ، وشهاب الدين السهرودي، والإخميمي،وأبو بكر الشبلي، والحلاج .. وغيرهم من المتصوفة والفلاسفة ..



جاء في ميزان الاعتدال للإمام الذهبي- يرحمه الله – (3/114) :
(على بن أحمد الحرانى المغربي.
صنف تفسيراً وملاه بحقائقه ونتائج فكره.
وكان الرجل فلسفي التصوف، وزعم أنه يستخرج من علم الحروف وقت خروج الدجال ووقت طلوع الشمس من مغربها.
وهذه علومٌ وتحديدات ما علَّمتَها رُسلُ الله، بل كل منهم حتى نوح عليه الصلاة والسلام يتخوف من الدجال، وينذر أمته الدجال، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه، وهؤلاء الجهلة إخوته يدعون معرفة متى يخرج .
نسأل الله السلامة ) .
وقال في تاريخه (10/249) : (علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبي. الإمام، أبو الحسن، الحرالي الأندلسي.
ولد بمراكش. وأخذ العربية من أبي الحسن بن خروف، وأبي الحجاج بن نمرٍ.
وحج، ولقي العلماء، وجال في البلاد، وتغرب. وشارك في فنون عديدة. ومال إلى النظريات وعلم الكلام. وأقام بحماة، ومات بها.
وله " تفسيرٌ " فيه أشياء عجيبة الأسلوب. ولم أتحقق بعد ما كان ينطوي عليه من العقد. غير أنه تكلم في علم الحروف والأعداد وزعم أنه استخرج علم وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج. وتكلم ووعظ بحماة. وصنف في المنطق، وفي الأسماء الحسنى، وغير ذلك.
وكان شيخنا ابن تيمية، وغيره يحط على كلامه ويقول: تصوفه على طريقة الفلاسفة ) .

وفي لسان الميزان لابن حجر- رحمه الله – (2/110) :
(عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أبو الحكم اللخمي الإفريقي الصوفي المعروف بابن برجان روى عن محمد بن أحمد بن منظور روى عنه عبد الحق الإشبيلي ومحمد بن خليل القيسي وآخرون ، قال ابن الأبار: كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث والتحقيق بعلم الكلام والتصوف مع الزهد والعبادة وله تواليف منها تفسير القرآن لم يكمل وشرح الأسماء الحسنى مات سنة ست وثلاثين وخمسمائة . عابوا عليه الإمعان في علم الحرف حتى استعمله في تفسير القرآن ) .

وهكذا في سلسلة يطول ذكرها ممن دخل في أمور ظن بها النجاة وأنكشاف الحقائق ؛ وكان فيها الهلاك والضلال .. نسأل السلامة والعافية في ديننا ودنيانا .. وأن يعصمنا من مضلات الفتن ، ومكر الشيطان وكيده ، فإنه سبحانه وتعالى الهادي والموفق لكل خير .
[/align]







رد مع اقتباس