الموضوع: كرونا!!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2020, 12:31 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كبار الشخصيات ب نادى النصر
Vip

إحصائية العضو






فتى الشرقيه is on a distinguished road

 

فتى الشرقيه غير متصل

 


المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي كرونا!!!

من علم من نفسه صالحًا فعله مخلصًا لله، أطعم به جائعًا، أو رد به حقًا أو هدى به ضالاً، أو نصر به مظلومًا، فقام ودعا الله به دون رياء ولا سمعة، ولا منّ على الله، فهو مما ينجي الله به من الكرب والنوازل..


(ما كان حديثًا يفترى) هكذا يؤكد التنزيل القصص والأحاديث التي تليت، أو قصها الرسول الأمين صلى الله عليه وآله، ومن تلك القصص، يستنبط العلماء أحكام الفقه وقوانين الحياة التعبدية، ويتفنن الوعاظ في صياغة مواعظهم لتحقيق "الهدف من المواعظ" وفي أيامنا هذه ابتليت البشرية جمعاء بفيروس كورونا الذي سارعت فيه الدول والشعوب والهيئات والمنظمات إلى اتخاذ تدابير وإجراءات الوقاية منه والحد من انتشاره، وكل تلك الأعمال شيء حث عليه العقل بالفطرة والمنطق، ولا يعارضها دين بل قد أمر بها، وقد بسطنا في ذلك القول في مواضع كثيرة ومتفرقة، ولكن يبقى شيء نريد الحديث عنه، قد لاحت فيه بعض التغريدات والمنشورات، وطرحت فيه الأسئلة وتعددت الإجابات، ولا شك أنه سؤال حري بالطرح سيما وقد دخل الناس في فراغ لم يكن إجازة تستجم بها النفس من عناء تعقيدات الحياة ولكنه بلاء أطبق على الأرض وحولها إلى سجنٍ يوشك فيه الإنسان أن لا يتحرك لقضاء حاجته إلا بخطوات مدروسة وآمنة، ويأتي هنا التفاتة النفوس إلى من بيده أمر كل شيء سبحانه، وأنه القادر على كشف الضر ورفع الكرب، فتتجه كل نفس بأسلوبها لباريها، إما بدعاء وتضرع، وإما بصدقة وفعل خير يقصد به رفع الكرب، وإما بفعل عبادة من العبادات.. و.. و.. إلخ، ولاجتماع الأسر والأهل في البيوت قد تكثر الاقتراحات لفعل كيت وكيت من العبادات بنية رفع الكرب، وقد حصل فعلًا أن بعض الأسر اجتمعت لقراءة القرآن لعل الله يرفع البلاء، وما ذلك إلا لضيق ترى النفوس أن فرجه بيد الله، وما أشبه هذا بالثلاثة الذين أووا إلى غار فأطبقت عليهم صخرة ببابه ولم يتمكنوا من الخروج منها ورأوا الهلاك، فكانت العبادة هي باب الفرج وطوق النجاة، "فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم" فقام أحدهم وتوسل ببره لوالديه وتجشمه ذلك، فانفرجت قليلاً، وقام الآخر وذكر نزوعه وتوقفه عن استغلال حاجة ابنة عمه للمال فأعطاها المال وترك ما أمرته به نفسه الأمّارة خوفا من الله، فانفرجت قليلاً، وقام الآخر وذكر أداءه الحق الذي عليه لعامله ولم تدعه طول السنين والغياب وحب المال إلى الاستحواذ عليه، بل أرجع له حقه دون مطالبة ولا علم لصاحب الحق به، فانفرجت الصخرة تماما وخرجوا يمشون.


تلك من القصص التي فيها العبرة وهي في الصحيح، وهي صريحة في جواز توسل الناس بأعمالهم الصالحة، فمن علم من نفسه صالحًا فعله مخلصًا لله، أطعم به جائعًا، أو رد به حقًا أو هدى به ضالاً، أو نصر به مظلومًا، فقام ودعا الله به دون رياء ولا سمعة، ولا منّ على الله، فهو مما ينجي الله به من الكرب والنوازل، وفي الحديث، "صنائع المعروف تقي مصارع السوء" ومن لم يجد من نفسه صالحًا تذكره فالمبادرة بفعل عمل صالح يرجى أن يكون لوجه الله بغية كشف الكرب، فله في قصة هؤلاء الثلاثة النفر وفي غيرها من الآثار والأحاديث شواهد تحثه على فعل الخيرات، لا سيما وأن الناس في منازلها قد يصعب عليهم كثير من الأعمال التي تتطلب مغادرة المنزل، فينبغى للمسلم أن يشغل نفسه بما ينفعه في الدنيا والآخرة، ولعل بعضهم اعترض على مثل هذا بأن العبادات لا يراد منها الدنيا، وهذا تعميم لا يقال على إطلاقه، فإن الدعاء من أعظم العبادات، وقد أمر الله به في كل شأن صغر أم كبر، ومن سيرة النبي صلى الله عليه وآله أنه إذا حزمه أمر فزع إلى الصلاة، وشرعت الصدقة بنية التداوي، كما يروى "داووا مرضاكم بالصدقة" وليس في ذلك انتقاص من إرادة الآخرة بالعمل، هذا، والله من وراء القصد.
---------------------------------
كل الشكر والتقديرلكم
ربي يحفظكم ويسعدكم
ألإحـــــــــــ1441/8/12هجري.ــــــــــد..
منصـــــــــــــــوووررر







رد مع اقتباس