بعد جولتين من منافسات خليجي 18

الأخضر واثق الخطوة رغم التحفظ على إسقاطات باكيتا العماني الشرس حصد أولى بطاقات التأهل بقيادة ماتشالا
الترشيحات أغرقت الإمارات والفرصة الأخيرة أمام الأزرق
العنابي سقط في أول اختبار والبحريني خرج عن النص



تقرير - علي العكاسي

دخلت البطولة الخليجية لكرة القدم في نسختها الثامنة عشرة والمقامة احداثها حاليا في دولة الامارات مساحة من الاثارة والندية ومعها تباينت المستويات الفنية والنتائجية واختلطت كذلك الاوراق والتطلعات المنتظرة في كلا المجموعتين خصوصا في معطيات المجموعة الاولى والتي يتصدرها الطاقم العماني بكل ثقة واقتدار حيث استطاع هذا الفريق المتطور ارباك التوقعات والحسابات والتي كانت ذاهبة لمصلحة المنتخب الاماراتي.


الأخضر يثير الجدل
وحين نتناول مشوار الصقور الخضر عبر مسيرة هذا الحدث الساخن فانه وبحق يظل وحيدا في مجموعته صاحب الجدل والترشيحات للوصول نحو الدور نصف النهائي. وهذا الطاقم الخبير الذي خرج من لقائه الاول امام المنتخب البحريني بفوز ثمين بواقع هدفين لهدف وفي مباراته الثانية امام نظيره القطري استطاع الخروج من احداثها بورقة التعادل بعد ان كاد ان يحسمها بالفوز ولكنه تمكن من احراز صدارة مجموعته بأربع من النقاط.. واستطاع صقورنا الخضر على الرغم من الاسقاطات التي ارتكبها البرازيلي باكيتا في ابدالاته الفنية والتي كان اخرها خروج الشلهوب من مباراة قطر واحلال عبدالرحمن القحطاني بديلا عنه وحذره غير المبرر في تعاطي الزحف الهجومي وسط توافر النجمين ياسر القحطاني ومالك معاذ في اوراقه الامامية والارتباك حيناً في خطوطه الخلفية وبالذات قلبي الدفاع وفي المجمل تمكن هذا الاخضر من ارباك خصومه وقلب النتائج الخاسرة لمصلحته وفي مباراته يوم الغد امام نظيره العراقي سيحمل ورقتا الفوز او التعادل للذهاب مرتاحاً نحو التأهل وهو جدير بكل تأكيد بمواصلة المشوار وسط توافر هذا العدد الكبير من النجوم والاسماء الباهية واولهم حسن معاذ ومالك معاذ وياسر القحطاني ونايف القاضي وعطيف والكريري والذين اثبتوا انسجامهم وجدارتهم بتمثيل الاخضر والذين سيتوجون هذا التكامل بحول الله عبر مباراتهم الاخيرة غدا امام العراق بالفوز..


العماني أول المتأهلين
هذا الطاقم العماني الشرس والقادم نحو الساحات الخليجية بكل قوة وجاهزية بقيادة مديرة الفني ماتشالا الذي اخضع فريقه لمرحلة متقدمة من التنظيم والتكتيك والبراعة تمكن من قلب التوقعات لمصلحته من خلال اصراره على هكذا حضور متألق. استطاع هذا الفيلق القفز على صدارة مجموعته عقب ان احرز فوزه الاول عبر لقاء الافتتاح على المنتخب الاماراتي بهدفين لهدف وكذلك فعل بالمنتخب الكويتي وبنفس النتيجة ليؤكد احقيته بأولى بطاقات التأهل لنصف النهائي. ويتمتع الطاقم العماني بتوافر العديد من النجوم المتألقة في كامل خطوطه والمثقلة بالتمرس والخبرات وهي تمارس احترافها خارج انديتها المحلية واولهم الحارس الدولي علي الحبسي وعماد الحوسني وهاشم صالح ومحمد ربيع وفوزي بشير وسعيد الشول وفي مباراته الاخيرة اليوم امام نظيره اليمني سيحرص بلاشك على تعزيز ادواته وحضوره لتأكيد احقيته في هكذا وصول..!


الترشيحات أغرقت الإمارات
جاء المنتخب الإماراتي الى معترك هذه البطولة وهو يحلم كثيرا باحراز المستويات المختلفة والوصول من بوابة مجموعته "الاولى" السهلة الى الدور نصف النهائي وهو اكثر اطمئنانا وجدارة.. وسط حالات كبرى من الترشيحات الاعلامية والجماهيرية والتي سبقت هذا الحدث لاعتبارات متراكمة لعل في طليعتها عوامل المكانية واصواته الجماهيرية زد على ذلك كثافته الاستعدادية المبكرة لهذه البطولة، غير ان قراءته غير المنطقية لفرق مجموعته واولها المنتخب العماني كانت السبب في الصدمة المبكرة امام الاخير الذي استطاع ان يقضي على تطلعاته وتفاؤلاته "هذه" بتلقينه اولى الخسارات بهدفين لهدف والتي انعكست سلبا على معنوياته المندفعة والعالية واعادة مراجعة حساباته من جديد خصوصا بعد ان سجل الشارع الرياضي الاماراتي غضبا عارما وصريحا على هكذا نتيجة وتمكن في مباراته الثانية من العودة من جديد لأجواء البطولة وتصحيح ما يمكن امام المنتخب اليمني بفوزه بهدفين لهدف ولعل مباراته اليوم امام غريمه المنتخب الكويتي ستمنحه في حالتي الفوز والتعادل احقية الذهاب للدور نصف النهائي.. وازعم بأن مباراته "اليوم" مع الكويت قد تحفل بالكثير من المفاجآت والانقلابات خصوصا وان الكويتيين حريصون على احراز الفوز لخطف ورقة التأهل. بقي ان نشير الى ان الكتيبة الاماراتية البيضاء تفتقد الى توفر النجم الهداف باستثناء اجتهادات اسماعيل مطر ومعه محمد عمر وبشير سعيد ويبد ان المدير الفني "ميتسو" لم يفلح في تحقيق طموحات الابيض واحداث نقلة نوعية في فريقه.


واقعية محسن صالح
في الاتجاه اليمني.. استطاع الفني محسن صالح التعامل مع مجريات الحدث بكل واقعية وانضباط وحاول بمجاميع نجومه غير الخبيرة الظهور بشكل متزن وثابت ولم يبالغ في امنياته وتصريحاته بل عزز مسيرة فريقه بخلق مجموعة متجانسة تدرك يقيناً متى ستهاجم ومتى ستعود للذود عن مرماها .. ولعل المهارات الفردية التي يمتلكها اسامة السيد كلاعب موهوب هي واحدة من الأوراق المهمة التي قدمها محسن صالح في هذه البطولة زد على ذلك البراعة التي اظهرها حارس المنتخب اليمني سالم عوض والذي ساهم كثيراً في الحدّ من اختراقات الخصوم لشباكه كما استعاد "صالح" من امكانات الخبراء في خط هجومه ووسطه والماثلة في الهداف علي العمقي وفكري الحبيشي.. ولعل مباراته اليوم امام المنتخب العماني هي فرصة سانحة لاثبات قدراته وجسارته وايصال رسالته بانه فريق جدير بالاحترام وليس محطة استراحة للمنتخبات التي تبحث عن النتائج على حسابه.


العراق الذي لا يستكين
استطاعت الأوراق العراقية والتي اقحمتها الأقدار في منظومة المجموعة الحديدية ان تسجل حضورها وايصال رسالتها بقدرتها على تكري التنافس لبلوغ نصف النهائي وهذه المؤشرات الايجابية للطاقم العراقي سبقتها خطفه للمركز الثاني في بطولة الأسياد الاخيرة في دولة قطر. وهذا الفريق الصعب لا يهدأ ولا يستكين امام الخصوم بالتسليم بالخسارة ولعل فوزه الاول على نظيره القطري بهدف مؤزر وثمين قد اتاح له فرصة الحضور في مجموعته بكل قوة ولا شك في ان تعادله في نزاله الثاني مع المنتخب البحريني سيدعم اوراقه من جديد في مباراته غداً امام الصقور من خلال محاولته الخروج بورقة التعادل على اقل تقدير من اجل ضمان وصوله للدور نصف النهائي. ولعل ما يميز هذا الطاقم الطموح هي لياقته العالية وروحه المتقامة وبنائه الجسماني المكتمل وهي مقومات تمنحه حتما الحق في مواصلة تطلعاته نحو التأهل وسط توافر نجومه البارعة وفي مقدمتهم هدافه هوار ملا طاهر واحترافية نشأت اكرم وعلي حسن وباسم عباس وحيدر حسن. البحرين.. خارج النص ظلّ الطاقم البحريني هارباً عن مستوياته المعروفة ولم يتمكن من اقناع الشارع الرياضي الخليجي اثر ظهوره في هذه البطولة بشكل هزيل خصوصاً وهو واحد من المنتخبات التي كانت مرشحة لخطف البطولة ولعل مباراته الاولى امام المنتخب السعودي والتي خسرها بهدفين لهدف قد بعثرت اوراقه وقراراته واولها اقالة مدربه الالماني برقل والذي كان اول ضحايا البطولة وفي مباراته الثانية امام العراقي لم يكن في جاهزيته المنتظرة وخرج متعادلاً بهدف لكل منهما. ويبدو بانه قد ابتعد كثيراً عن اوراق الترشيحات المتوقعة خصوصاً وانه سيلتقي غداً مع فريق صعب المراس وهو المنتخب القطري. وفي كل الاحوال يظل الطاقم البحريني هو الاقل حظوظاً في دورات الخليج والذي اكدها رئيس الاتحاد الشيخ عيسى بن راشد.


في قطر لم يفلح التجنيس
على الرغم من طوابير التجنيس التي يكرسها المنتخب القطري في صفوفه الا انه وحتى اللحظة لم يسجل الحضور النتائجي الذي يليق باستعداداته واحقيته ببطولة الآسياد الأخيرة ولم يظهر في صفوف العنابي النجم اللافت في اي من خطوطه وبالذات على الصعيد الهجومي والذي برز في معطياته وعلى خجل علي ناصر وحسن محمدي وفي المجمل يبدو بان استحقاقاته في التأهل قد تراجع كثيراً واصبح صعوده للدور نصف النهائي مرتبطاً بنتائج الاخرين وبالكثير من الحسابات المعقدة.