عرض مشاركة واحدة
قديم 07-26-2008, 02:58 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

✿ مديرة الموقع ✿

إحصائية العضو







*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice

 

*دنيا المحبة* غير متصل

 


كاتب الموضوع : *دنيا المحبة* المنتدى : منتدى الحياه الزوجيه
افتراضي


5. الصبر والتوكل على الله تعالى : فإذا كان الزوج فقيراً صبرت حتى يغير الله تعالى الحال إلى ما هو أفضل فهي موقنة بأن الله عز وجل لن يضيع عباده فالفقر أو الغنى ابتلاء واختبار من الله تعالى لعباده المؤمنين . وهي مؤمنة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ) صحيح الجامع الصغير .

فقد روى البخاري بما معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء إبراهيم عليه السلام بزوجته هاجر وابنها اسماعيل من فلسطين إلى مكة المكرمة تلك الصحراء القاحلة التي لا زرع فيها ولا شجر ولا بشر . و تركها وابنها وترك معهما جراباً من تمر وسقاء فيه ماء وعندما سألته عن سبب تركها وابنها وحيدين في هذا المكان الموحش لم يجبها فقالت له : آلله أمرك بهذا ؟ أجابها : نعم . قالت : إذن لا يضيعنا . فبهذه الثقة وهذا اليقين والمنطق الحكيم تقبلت هذا الأمر العظيم . وانطلق سيدنا إبراهيم عليه السلام راجعاً إلى فلسطين واستقبل البيت ورفع يديه متضرعاً إلى الله : ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ). (4)

وبقيت هاجر وابنها تأكل التمر وتشرب الماء وترضع طفلها حتى نفذ الماء ذات يوم فانطلقت تمشي طالبة الحصول على الماء تعتلي الصفا حيناً وتنزل إلى المروة حيناً وبقيت ذاهبة آيبة بين هذين الجبلين سبع مرات حتى بعث الله ملكاً على هيئة طير فحفر بجناحه الأرض حتى ظهر الماء فأخذت هاجر تزم الماء بيديها وتشرب وتسقي طفلها , وإكراماً للسيدة هاجر ولصبرها وحسن توكلها , فجر الله تعالى عين زمزم قرب البيت الحرام فهي شرب وشفاء للناس , وقد جعل الله تعالى من مناسك الحج والعمرة السعي بين الصفا والمروة ولقد قال تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) (5)


6. تشارك زوجها الحياة بحلوها ومرها : فهي معه في السراء والضراء تثبته وتواسيه فهذه خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها تقف إلى جانب رسول صلى الله عليه وسلم تخفف عنه عندما جاءها فزعاً مرعوباً حينما نزل عليه الوحي فقالت له : ( كلا والله ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكَل ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ) رواه البخاري . فرفعت معنوياته وبثت الأمل في قلبه حتى غدا قوياً متحمساً لدعوته .

وتبقى إلى جانب زوجها حتى يحقق أهدافه في الحياة وكلما حقق هدفاً بثت في قلبه النشاط والحماس لإنجاز هدف آخر ، فهناك الكثير من النساء كن خير معين لأزواجهن على تخطي صعوبات الحياة , فأعطته قبل أن تأخذ منه , وهيئت له ظروف الالتحاق بركب التحصيل العلمي حتى وصل إلى قمة المجد والعلياء وأصبح رمزاً يشار إليه بالبنان , فشاركته فرحة الإنجاز وأحاطته بالثقة العالية حتى حقق أحلامه , وبذلك تنطبق عليها مقولة " وراء كل رجل عظيم امرأة "وكما قال الرافعي رحمه الله :[ إن المرأة العظيمة هي المرأة التي تستطيع أن تجعل من الرجـل شخصية أعظم منها ] .


7. الوفاء للزوج : فالزوجة الوفية حلم كل رجل مسلم , فهو لا يحب أن يفتح عينيه ويجد زوجته وقد فارقته إلى غيره , بل يحب أن تظل وفية له تقاسمه تقلب الحياة في السراء والضراء , صابرة على البلاء , تذكر حسناته وتتغاضى عن هفواته . حتى بعد مماته تبقى وفية للعشرة الزوجية , ولنا في نائلة زوجة عثمان رضي الله عنهما قدوة حسنة , فعندما هجم الأعداء ليقتلوه في بيته وقفت مدافعة عنه حتى هوى السيف على يدها فقطع أصابعها , وبقيت صابرة متماسكة حتى جن الليل وجمعت المسلمين غير هيابة ولا واهمة ,حتى تم دفنه ، وبقيت وفية له حتى بعد موته حيث خطبها رجال كثيرون ومن بينهم معاوية ابن أبي سفيان فقالـت لمن جـاءها بالخبر ما الذي يعجب معاوية فيّ ؟ فقيل لها : أجمل ما فيك وكان أجمل ما فيها ثناياها فقلعتهـا وبعثت بهـا إلى معاويـة وقالت : حتى لا يطمع الرجال فيّ بعد عثمان(6)
وهذه آمنة بنت الشريد يلاحق معاوية زوجها فلم يجده فيقبض عليها حتى يصل إلى الزوج وعندما تمكن من الإمساك بزوجها فقتله ثم قطع رأسه ، وبعث به إلى آمنة وهي قابعة في السجن تصلي وتعبد الله ، يدخل عليها رسول معاوية ويلقي في حجرها رأس زوجها فارتاعت ونظرت إلى الرأس ولكنها تماسكت ومدت يدها نحو الرأس والدموع في عينيها ، وهي تقول : واحزناه نفيتموه عني طويلاً وأهديتموه إليّ قتيلا فأهلاً وسهلاً بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية ثم رفعت رأسها نحو رسول معاوية وقالت له : ارجع إليه وقل له يتم الله ولدك وأوحش منك أهلك , ولا غفر الله لـك ذنبك, فأرسل إليـها معاوية يؤنبـها ويقول : ءأنت صاحبة هذا الكلام ؟ فقالت : نعم . غير نازعة ولا معتذرة ولا منكرة له فلعمري لقد اجتهدت بالدعاء إن نفع الاجتهاد , وأن الحق لمن وراء العباد , وما بلغك شيء من جزاءك وأن الله بالنقمة من ورائك(7)


==================


(1) سـورة النساء الآية 34 .
(2) أحكام النساء / لابن الجوزي ص315 /316 .
(3)سورة الأحزاب الآيات 28-29 .
(4)سورة إبراهيم الآية 37 .
(5) سورة الطلاق الآيات 2-3 .
(6) الأعلام للزركلي 7/343 .
(7) النساء الداعيات ص187 .







رد مع اقتباس