الشجار والغضب والكذب.. يقرب بين الأزواج


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بدلا من ان تنتظري حتى يمنحك الزوج ما تحتاجين إليه في كل مرة، كوني البادئة من حين إلى آخر، ومارسي الأخذ كما تمارسين العطاء، وبهذا تحافظين على التوازن في حياتك الزوجية.
ونحن لا نقصد هنا الأمور المهمة كانفاق الأموال المخصصة لتعليم الأبناء على السفر والتنزه، بل تلك المواقف البسيطة التي تحدث أثرا كبيرا، فاذا تأخر الزوج في العمل في حين انك تريدين الذهاب الى الوليمة التي تقيمها اختك، فلا تنتظريه، بل اذهبي وحدك، واذا لم يصلح الحوض اطلبي السباك لكي يقوم بالمهمة. ولا تشعري بالذنب اذا قررت اخذ زمام الأمور في يدك في مثل هذه المواقف، لأنك ستشعرين بالرضا والارتياح بما حققت بدلا من ان تبقي في حالة من الغليان والضيق بسبب ما لم يحققه زوجك لك، وكل هذا سيعود عليك بالسعادة ومزيد من الحب من زوجك على المدى البعيد.
فؤائد الشجار والجدل
من المؤكد ان الحرب المستمرة بين الزوجين قد تقضي في النهاية على حالة الحب بينهما. وقد يقلق بعض الأزواج من الآثار السلبية المحتملة للجدل والشجار: هل ستنقطع الروابط بيننا؟
هل يعني هذا اننا لا نصلح بعضنا لبعض؟
لذا فهم يسمون بأنفسهم عن الشجار والجدل، ويتفقون اتفاقا غير معلن على عدم الخوض في الموضوع الذي يختلفان عليه. ولكن المدهش ان عدم الجدل مؤذ للعلاقة الزوجية مثله مثل الشجار والجدل المستمرين، بل ان الجدل من أفيد الأمور التي تستطيعين القيام بها انت وزوجك.
اعتبري الشجار دينامو العلاقة الزوجية: فمن حين الى آخر عليك ان تنظفي المواسير (البايبات)، طبعا هي عملية مقرفة ولكن بعد فترة ستسير الأمور اكثر سلاسة. ولكن اذا سارت الأمور عكس ذلك فسيتم كتمان الغضب بحيث يسد مسار التفاهم، وتتراكم عليه أمور أخرى مما يفسر العلاقة ككل.
ولكن هذا لا يعني التحرش بعضكما ببعض فلابد انكما ستختلفان في الرأي من حين الى آخر، فاما ان تعبرا لفظيا عن اختلافكما، واما ان تكتبا هذه المشاعر بداخلكما، وفي النهاية ستنفصم عرى العلاقة بينكما.
والتعامل مع هذه الخلافات بالشكل الصحيح قد يصبح وسيلة لتقوية علاقتكما كزوجين. ومن المؤكد ان الشجار والخلاف لن يؤديا في النهاية الى اتفاق تام في الرأي، ومع ذلك فهما مفيدان لعلاقتكما لأنهما يؤديان الى توضيح اختلافكما ووضع حلول لكيفية تخطيه معا.
تذكري الطريقة 'السليمة' للشجار، فمفتاح الجدل الناجح هو انك تستطيعين الاختلاف كما يحلو لك، ولكن مع اظهار كل الاحترام لشريك الحياة.
وقد اجمعت عدة أبحاث على ان الأزواج الذين يستغلون فرصة الشجار لانتقاد بعضهما لبعض أو لاظهار عدم الاحترام (قولا أو بالإشارة)، هم الأكثر ميلا إلى الانفصال بالطلاق في النهاية.
واليك القاعدة الذهبية في هذا الخصوص: عليكما الحديث في المشكلة القائمة فقط، وان تأخذا وقتا كافيا يمكنكما من فهم ماهية المشكلة ومن ثم العمل على حلها.
الابتعاد غضبا
حسنا دخلت في شجار 'صحي' مع الزوج ثم ازداد الموقف سخونة، فاستشطت غضبا، وعلا صوتك، وصرت تكررين العبارات نفسها مرات ومرات في محاولة لتأكيد كلامك واثبات انك على صواب.
اذن توقفي وابتعدي فورا، فحين تصل المعركة الى هذه المرحلة من السخونة، ستعانين ازدياد معدل ضربات القلب وتدفق هرمون التوتر بشكل اطلق عليه الخبراء اسم 'الطوفان' وهو رد فعل وظيفي للتوتر الذي يحدثه الشجار، الذي يدخل جسمك أيضا الى حالة 'الكر والفر' فيستثار الجانب العاطفي في ذهنك الى درجة انه يستولي على دور الجانب المنطقي، فلا تستطيعين بعد ذلك ادارة المعركة بشكل مفيد ومثمر.
وحين يبلغ احدكما مرحلة الطوفان ستتحول دفة الشجار عن المشكلة الأساسية، بل سيتدمر كل شيء حولها.
وما يكاد الزوجان يفتحان البوابة للطوفان، حتى يبدآ في استحضار أشياء حدثت منذ سنوات، وفتح جروح قديمة مؤلمة. في هذه اللحظات الساخنة تتناثر عبارات جارحة لن تقال أبدا في حال الهدوء الذهني.
ولتفادي أي قول أو عمل يتبعه ندم، يجب التعرف على حالة الطوفان والابتعاد بعضكما عن بعض خلالها. ولأن حالة الطوفان تغلب على الرجال أكثر ـ طبقا للكثير من الأبحاث المتعلقة بالموضوع ـ فاذا شعرت بالزوج يصل الى هذه المرحلة فعليك ان تتحولي الى درجة طوفان نسائية أقل، وان تقترحي الابتعاد بنفسك.
واذا كانت المعركة تتسارع وتتصاعد الى مراحل مخيفة بينكما فعليكما ان تتفقا على شفرة لوقف اطلاق العبارات، وان تضعا قاعدة تتوقفان بموجبها عن القتال بمجرد ان يطلق احدكما تلك الاشارة، وتنسحبا حتى تهدآ. واذا كانت المعركة ليلية وكان الأفضل ان تناما فافعلا ذلك. فأحيانا يتحتم عليك ان تذهبي الى النوم غاضبة.
واليك في النهاية قاعدة ذهبية: حين تبتعدين عن الشجار لا تبتعدي الى الأبد، فالمشكلة ليست في طول المعركة، ولكن في قصرها والامتناع عن متابعتها بسبب الارهاق أو الضيق منها. فالتزما بإعادة مناقشة المشكلة حين تصفو الأذهان.
الكذب.. الأبيض
عبارات مثل 'هذه التسريحة تليق بك جدا' أو 'أنا أحب طباخ أمك جدا' أو 'أنت أحسن ألف مرة من زوجي السابق'، تكون أسهل أحيانا من قول الحقيقة، ولا يجب ان تشعري بتأنيب الضمير حين تطلقي الأكاذيب البيضاء من آن الى آخر، فعلاقة الحب ـ مثل السياسة ـ لا تقتضي الأمانة والصدق على طول الخط.
اذا سألك الزوج مثلا: 'ما رأيك في عمرو دياب أو جورج قرداحي؟' فماذا سيكون ردك؟
أحيانا يكون ما وراء السؤال أهم من السؤال نفسه، فربما يكون القصد معرفة مدى تقديرك وحبك له، وهل تقارنين بينه وبين الآخرين، مما يشكل خطرا على علاقتكما؟
وقبل الاجابة اسألي نفسك: ماذا تهدفين باجابتك، هل الهدف هو حماية نفسك واخفاء اعجابك بأحدهما فهذا هو الشعور المرضي، ام تهدفين الى حماية مشاعر زوجك وترغبين في ان يتأكد من حبك له؟ اذا كان الأمر يتعلق بزوجك فمن المقبول اذن ان تقولي 'فلان.. أع انه ممل' قد يصدقك اكثر مما لو قلت 'طبعا انه رائع ومن التي لا يعجبها!؟'.
فالكذبة البيضاء مفيدة اذا كانت تحافظ على مشاعر الاحترام والتقدير بين الزوجين. والكلام نفسه موجه ايضا الى الزوج اذا ما سألته الزوجة عن رأيه في امرأة أخرى حتى لو كانت نانسي أو هيفاء. ويكون هدف الكذب هنا هو الحفاظ على حقيقة أهم لزمن أطول.
ولكن احذرا من الأكاذيب التي تيسر الأمور في الحاضر، ولكنها تنثر الألغام في المستقبل. فلا للأكاذيب التي تنطلق لتفادي المواجهة التي يجب ان تحدث أو اذا كان عدم معرفة الحقيقة سيؤذي أحد الزوجين، كأن يخفي احدهما مصروفاته الشخصية عن الآخر بعد ان اتفقا معا على ضغط النفقات من اجل شراء منزل جديد، فعاجلا أو آجلا ستظهر الحقيقة.
ولن تنكشف المشكلة فقط، بل سينكشف الخداع وهو أسوأ جانب من جوانب الموضوع، وسيجعل الطرف الآخر يتساءل: 'كيف أثق به مرة أخرى؟'.
فكري دائما فيما يستحق شريك الحياة، واذا كان معنى ذلك ان تقولي له ان قوامه لم يكن أفضل مما هو عليه الآن ـ على الرغم من بروز كرشه ـ فقولي له ذلك وأنت تبتسمين.




4 عادات حب رائعة

'أحبك' مرة في اليوم
هذه المقولة كالابتسام، حتى لو لم تشعري بالحب الغامر، فمجرد القول بأنك تحب شريك الحياة سيخلق هذا الشعور بداخلك.
إجازة يومية قصيرة
في نهاية كل يوم يحتاج كل انسان الى عشر دقائق أو عشرين دقيقة من 'الوقت الفاصل'، يبدل فيها ثيابه أو يراجع البريد الالكتروني أو يطالع الأخبار، قبل ان يتناول الطفل أو تخبريه عن الحوض المسدود.
فإذا لم يتوافر لكل منكما هذا الوقت الخاص، سيتراكم الضيق في نفسيكما، مما سيؤثر في الوقت الذي تقضيانه معا.
اللمسة مهمة
اللمسة هي البوابة الرسمية للابقاء على صحة العلاقة الجنسية بين الزوجين. جربا مثلا اللمسات العلاجية ـ بتدليك الاكتاف التي اصابها الألم من طول الجلوس على المكتب ـ أو اللمسات العاطفية ـ بالضغط بالذراعين حول الوسط ـ أو اللمسات الحسية ـ بتمرير الأصابع خلال الشعر.
التغاضي
معظم الموضوعات التي تتشاجران حولها ليست على هذه الدرجة من الأهمية، فاذا نشب الشجار حول موعد تقديم الطعام للأطفال أو من الذي سيذهب الى الجمعية استخدما عملة معدنية لاتخاذ هذا القرار.
طبعا من المؤكد ان الخلافات الخطيرة يجب التعامل معها بجدية أكبر، ولكن معظم الموضوعات التي يتشاجر حولها الزوجان غير مهمة فعلا، فلا يجب الاصرار على ان يكون احد الزوجين على صواب، والآخر على خطأ، ففي النهاية لن يفوز من يظن نفسه على صواب، والأفضل ان تجنحا الى التغاضي حتى تسعدا بالحياة معا.