عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2014, 04:27 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرفة العراق الحبيب
نعناعي ذهبي

إحصائية العضو







صمتي شموخي is an unknown quantity at this point

 

صمتي شموخي غير متصل

 


المنتدى : :: منتدى التراث ::
1990 11170859352 جابي المصلحه الذي انقلب الى حمار.. من تراث الموصل

جابي المصلحه الذي انقلب الى حمار.. من تراث الموصل



باب شمس

من تراث الموصل


جابي المصلحة الذي انقلب الى حمار


في خمسينيات القرن العشرين وبالتحديد ايام العهد الملكي
كانت باصات مصلحة نقل الركاب في الموصل الانكليزية الصنع حمراء اللون تسير في خطوط منتظمة ولها محطات انطلاق رئيسية تقع اهمها في منطقة باب الطوب(مركز المدينة) امام المركز العام (الذي كان مديرية الشرطة في حينها )


ساحة باب الطوب(مركز المدينة)

كان كل باص يقوده سائق وهناك الجابي الذي يستحصل ثمن التذاكر من المواطنين
ويحمل صافرة بشريط احمر برقبته لينفخ فيها ويحرك الباص او يوقفه مع ان الباصات كانت تحوي على نظام من مفاتيح متعددة للجرس الذي يدق في مقصورة السائق المنفصلة كليا عن الباص الا ان اغلبها كانت عاطلة ولا تعمل لذلك استعاضت المصلحة عنها بالصافرات


مدخل شارع غازي والبناية (عمارة توما)في الصورة ما زالت قائمة الى اليوم

وكانت الباصات تتوقف في محطات محددة على الطريق وضع عليها علامات على شكل لوحة معدنية حمراء يعلوها شعار المصلحة وتحتها مكتوب ارقام الخطوط ومناطق انطلاقها وتوجهها
وكانت هناك خطوط تربط نواحي الموصل بمركز المدينة

كما ان الباصات يتم ايقافها للاستراحة لمدة ربع ساعة في نهاية الخط وقبل الانطلاق
لتبرد محركاتها ويأخذ السائق والجابي قسطا من الراحة ويشربون استكان شاي ويراجع الجابي الكشك في ساحة الانطلاق ليرى ان كانت هناك تعليمات او تغيير في مسار الباص الى خط اخر في حال حصول زخم على بعض المسارات دون غيرها ويقوم باستلام دفتر البطاقات الجديد وتسليم ما تبقى من الدفتر القديم وما بحوزته من نقود الى المحاسب في الكشك

بعدها يتوجه الى الباص الذي يقف في فرع جانبي للشارع يتوجه للوقوف في المحطة امام مظلة انتظار الركاب ليصعد الركاب اليه وينطلق في رحلته المكوكية

وكانت الباصات التي تذهب الى النواحي خارج البلدة تتوقف لمدة نصف ساحة استراحة في الناحية في المحطة المقررة وعلى الاغلب في مركز الناحية قرب مراكز الشرطة ولا بد من وجود جايخانات انشأت لغرض انتظار الركاب فيها قام بانشائها بعض القرويين للاستفادة من تزاحم الناس في انتظار
باصات المصلحة وعلى الاغلب تتكون من سقائف بسيطة من الحصير او الجنكو او حتى انواع بسيطة من الجوادر القماشية الشائعه في حينها



وكانت هذه الجايخانات توفر بعض المقاعد الخشبية (التخوت) اضافة الى زير الماء وتقدم الشاي والحامض(مغلي نومي البصرة بالماء) وطبعا تقدم خدماتها للسواق والجباة مجانا كنوع من الضيافة وتبادل المنافع

كان هناك باص للمصلحة رقم 11 ينطلق من باب الطوب الى ناحية حمام العليل
وعلى اعتبار ان الخط خارجي فان الباص عندما يدخل الى حدود المدينة من جهة مطار الموصل فانه لا يتوقف الا في باب الطوب

كان الباص على الاغلب يعود بعد الظهر فارغا من الناحية لان معظم القرويين قد انهوا اعمالهم في الموصل وعادوا ولا يذهب احد بعد الظهر الى المدينة

كان السائق (ابو محمود)يقود وهو متعب والجابي (ابو سليم)جالسا في الباص لوحده وعند وقوف الباص في المحطة الاخيرة في قرية (البوسيف)نزل السائق ليقضي حاجة , رأى الجابي ابو محمود حمارا صغيرا واقفا في مظلة الانتظار فلمعت في ذهنه فكرة فقام باركابه في الباص ووضعه خلف احد المقاعد ووضع الصافرة حول رقبته كما ربط الحزام الجلدي للحقيبة التي يضع فيها الخردة والبطايق
حول وسط الحمار بينما وضع (الشفقة) قبعته الرسمية على راس الحمار

صعد ابو محمود الى الباص فقام الجابي باطلاق الصفارة ونزل بسرعة من الباص واختبأفي مظلة الانتظار وذهب الباص من غير ان يلاحظ ابو محمود السائق ما حصل

وعندما وصل الباص الى المحطة الرئيسية المزدحمة في باب الطوب
ونزل السائق منه وانتبه الى ان الجابي لم ينزل فظن انه نائما ربما وصعد الى الباص ليراه
فتفاجأ بالحمار وهو يرتدي عدة ابو سليم ونزل من الباص يصرخ وتجمع السواق والجباة وبعض المارة حوله ليستطلعوا ما حدث

فقال : الجابي انقلب حماغ(وكان ابو سليم من اهالي تلعفر)
فصاح السواق والجباة : يبوووو العفري قلب حماغ
وصارت ضجة هائلة حضر على اثرها الشرطة القريبين في المركز العام مستفسرين عن ما حدث
وبسرعة استصحبوا الجابي المقلوب(الحمار)الى المركز وتجمهر مئات الناس حول المنطقة وانتشر الخبر في الموصل وتوافد المزيد من الاهالي حتى غصت بهم ساحة باب الطوب

وكان الوضع السياسي في حينها في الموصل مشحون بين القوميين والشيوعيين فخاف مدير الشرطة من حدوث احتكاك ما او استغلال للمسألة فقام بارسال بعض العناصر بسيارة للشرطة الى محطة القطار وهي طبعا عليها جادر وتصايح رجال الشرطة
- وخروا هذا الجابي الي انكلب حمار طلبو فورا ببغداد وراح ندزه بالقطار

طبعا لحق الاهالي بلسيارة وتابعوها الى محطة القطار وانفض الحشد
واستدعى مدير الشرطة السائق المغمي عليه من الذعر(ابو محمود)ليستفسر عما حدث
وبينما هو يروي له الحكاية والمدير محتار بين تصديقه وتكذيبه فوجئ الناس بحضور الجابي ابو سليم
بالباص الثاني على الخط وهو يضحك من النكتة التي لم يتصور انها ستأخذ هذا البعد الكبير
بجيث ان المتصرف اتصل شخصيا ليعرف حقيقة الامر

وبعد ان اتضحت نكتة ابو سليم قام مدير الشرطة بشده فلقة جزاء على الشغب الذي تسبب به


الله يرحم زمان وايام زمان كانت الناس تدور على الضحكة والنكته والسالفة الي تونس
وهم بالهم صافي وراضين وقانعين بحياتهم


اتمنى ان تكون راقت لكم
تحياتي






رد مع اقتباس