المفتاح الثالث / القيام بالقرآن :
إن هذا المفتاح من أهم المفاتيح لتدبر القرآن وأعظمها شأناً وقد ورد عدد من النصوص تؤكد أهميته , قال تعالى { ومن الليل فتهجد به نافلة ... الآية } ( 6)
وقال { يا أيها المزمل * قم اليل إلا قليلاً .... الآيات } (7 )
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره , وإن لم يقم به نسيه " (8)
فهذا هو بيت القصيد في تدبر القرآن والانتفاع به , فمن كان يقوم به آناء الليل والنهار .. تجد ان اجابته حاضره وسريعه , وتجده وقـّافاً عند كتاب الله , وبالعكس.
المفتاح الرابع / أن تكون القراءة في ليل :
ان الليل _ وخاصة وقت السَّحَر _من أفضل لأوقات للتذكر , فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء , وبسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي .
ومما يدل على أن القراءة في ليل أحد مفاتيح التدبر قوله تعالى { ومن الليل فتهجد به نافلة لك .. الآية } (9)
وقوله { إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا }(10)
قال الشيخ عطيه سالم يحكي عن شيخه الشنقيطي رحمه الله : " لايثبت القرآن في الصدر , ولايسهل حفظه , وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل " , وقال السري : ( رأيت الفوائد ترد في ظلام الليل )
وقال النووي : ( ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر , وفي صلاة الليل أكثر , والأحاديث والآثار في هذا كثيرة .... الى آخر كلامه رحمه الله )