يعتبر النوم ملجأ أمين للابتعاد عن مشاكل الحياة والتخلص من الهموم وإزالة مختلف أنواع التوتر غير أن النوم نوعان : نوم الهروب من الحياة ونوم الاستعداد للحياة والأول : هو نوم الغافلين والثاني : هو نوم الأذكياء الذي ورد فيه الحديث الشريف حبذا نوم الأكياس كما أن الراحة راحتان : راحة الخمول، وراحة النشاط وعلى كل حال فإن النوم آية ونعمة ورحمة اذن جعل الله الليل مظلما لنسكن فيه واعطى النوم سلطاناً حتى نرتاح به ومنحنا في كل يوم فرصة ثمان ساعات على الأقل للراحة والنوم وتبقى لنا ستة عشر ساعة للعمل والاستمتاع بالحياة وإذا كانت ساعات اليقظة هي ساعات التوتر والتمزق فإن ساعات النوم تعيد إلى ذواتنا التماسك المطلوب وتمنحنا طاقة اضافية لمواصلة اعباء العمل ويقول شكسبير : ان النوم يرتق اكمام العناية المهلهلة ويستحق اهتمامنا في الاوقات العصيبة المجنونة فالمطلوب من النوم هو [ نوم النعاس ] الذي يعطينا راحة جسدية وحذرا نفسياً وطمأنينة عقلية ولكي نعرف أهمية النوم في حياتنا لابد أن ننظر إلى عواقب النقص فيه فمن لا ينام بالمقدار الكافي يعيش مهلهل الشخصية خامل الفكر يعاني من النقص في التركيز ولتحديد عواقب نقص النوم عمد الباحثون الى اخضاع أشخاص لمجموعة اختبارات نفسانية وسلوكية فطلب منهم مثلا جمع قائمة من الاعداد أو تذكر مقطع تلقى عليهم قبل دقائق من ضمن هذه الاختبارات تبين أن كفاية المرء تتدني في الذاكرة على المدى القصير كذلك على التركيز واخذ القرار والناس الناعسون معرضون اكثر من غيرهم لارتكاب الاخطاء في اعمالهم بسبب تأثر سرعة ردود فعلهم وقدرتهم على التركيز طويلاً فكثير من الحوادث والكوارث الصناعية تحدث في ساعة متقدمة من الليل أو في ساعات الصباح الاولى وحين تبين للباحثين ان الموظفين الذين يراقبون الأجهزة لا يكونون متيقظين تماماً لذلك نقص النوم لليلة واحدة قد يضعف فاعلية المرء العقلية وأسوا من ذلك أن تأثيرات هذا النقص تراكمية ثم ان هنالك أناساً يخدعون انفسهم حينما يظنون ان الامور تسير سيرا حسنآ لانهم ينامون اقل من اللازم على اعتبار أن النوم نقيض النشاط وللحديث بقية