الموضوع: خسوف القمر !!!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2011, 02:43 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نعناعي جديد

إحصائية العضو







دمـــــي أخـــضــــر is an unknown quantity at this point

 

دمـــــي أخـــضــــر غير متصل

 


المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
Ham خسوف القمر !!!!

خســــــوف القمــــــــر
سوف يخُسف القمر، كما أعلنت عن ذلك الأخبار، وسوف يقع الخسوف وسوف نراه باعيننا، وخسف القمر له إحساس عند كل ذي فطرة سليمة رآه، وله واجبات شرعية عند كل من وعى وذاكر، وأريد أن آخذك إلى الربانية في التعامل مع هذه الأمور التي سيرها الله في كونه.
فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد، آيتان.. قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}، فتأمل معي أخي هذه الآية:
فقد أظلم القمر ليلة بدره..!!، واحمر القمر كأنه عين حمراء في السماء..!!
اسود القمر.. في ليلة تمامه، في الليلة التي يُرى فيها -عادة- في أبيض حال..!!
فأين كنت والله يخوفك؟
فالذي يقول ( لم أكن أدرى)!، هكذا ببساطة!!
فكيف بك إذا خسف القمر يومًا، وتعجب الناس لما يحدث، فيقول أهل العلم لهؤلاء المتعجبين {فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}!!
لم تكن تدرى!!.. فماذا يرسل الله إليك من تنبيه أعلى من القمر؟!.. لكنها الغفلة إذا استحكمت، أَغَفِلتَ عن خسوف القمر الذي يُرى في السماء محضًا؟!!
فإن تساءلت: (وهل يجب علي أن أنظر للقمر كل يوم لأعرف أنه خسف أم لا؟!)
فأقول لك: فمالك لا تنظر للقمر كل يوم لتحذر أن تأتيك الساعة {وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ}، لو أنك انتظرت الساعة لتابعت النظر للقمر، ثم إنها مشكلة عامة فكان الواجب على المساجد كلها أن تنادى (الصلاة جامعة).. فهي مسئولية على المسجد أيضا، وما للمساجد إلا نحن، لكنها عمت فسهت الدنيا إلا من رحم الله وسها الناس عن القمر.
قد يتساءل البعض: (وما المشكلة في فوات صلاة الخسوف علينا، هل صلاة الخسوف فرض؟)
فأقول لك - أيها الرباني- ليس الشأن صلاة الخسوف وإنما الشأن هو الخوف، الشأن أن تخاف.. وأن ترتعد فرائسك.. أن تستشعر القلق والحذر.. فهذا هو الذي فاتك!.. فمر الخسوف ولم تخف!.. وبت ليلتك آمنًا!!.. والله جل جلاله يقول {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.. ففاتك القلق والحذر والخوف.. ووقعت في الأمن.
ومن عجب والعجائب جمة أن من الناس من علم الخسوف سيكون الساعة كذا، فقال (إذن أنام في هذه الساعة حتى يأتي موعد الصلاة)، فهذا لم يحقق السنة.. والسنة عند الخسوف.. الخوف والقلق والفزع والحذر، فالسنة ذهاب الأمن وطيران النوم من العين.
ومن الناس من علم، ولكنه يقول أن ظروف عمله لا تسمح أن يصلي، ومن الناس من علم ولكن لم يجد مسجدا يصلى فيه وهنا تستحكم المأساة بأن يحاط المرء بمعاذير، ثم يبتليه الله فيثبطها، تلك التي في قول الله {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} ساق الله إليه الخبر والهدى، ثم يحرم التوفيق فيكله الله إلى سنة (نوله ما تولى) يذره الله لعمله.. يذره الله لنومة.. يذره الله لانتقائه بين المساجد والأئمة الذين يعجبونه.. يذره الله إلى نفسه حتى يمر به البأس.
ومن الناس من صلى.. ولكن أي آيات قرأها؟.. وأي موعظة سمعها؟.. وأي صلاة تلك التي صلاها؟.. وبأي قلب صلاها؟.. ثم بأي قلب سمع الموعظة؟.. وماذا صنعت فيه الآيات؟.. وماذا صنعت فيه الموعظة؟
ماذا فعل رسول الله عندما خسف القمر؟
اسمع لشأن الخسوف لما وقع لرسول الله وأصحابه، وللصلاة كيف كانت وللخطبة كيف كانت، لتقدر حجم المأساة التي نعيشها بأئمتنا ووعظها ومؤذنينا، لتعلم ما ينبغي أن نكون عليه إذا خوفنا الله.. لتقدر حجم المأساة.. فتقول (اللهم لا حيلة لنا إلى رجائك).. لولا أن من الله علينا لخسف بنا.
خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج يجر رداءه حتى انتهى إلى المسجد، وتأمل!.. كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (خرج وهو يجر رداءه)..!، يجر إزاره لم يحكم أن يلبسه.. فالأمر لا يحتمل أن يؤخر عن المسلمين الخبر حتى يحكم ملابسه، ويقول يا بلال نادى في المسلمين (الصلاة جامعة).
فاجتمع الناس، وهم لا يعلمون ماذا يريد منهم رسول الله، وماذا سيصلي وكانت أول مرة سيصلونها، ولم يذكر لهم أحكامها، ولم يخبرهم أنه سيركع في كل ركعة ركوعين، ولم يخبرهم أنه سيطيل الصلاة، وهو الذي علمهم من أم بالناس فليخفف!، فإذا به صلى الله عليه وسلم يدخل البيت ويخرج.. ويدخل حجرته ويخرج.. وينظر في الناس هل اجتمعوا أم لا، فلما رآهم اجتمعوا قام وتصدر وصلى وكبر، فصلى بهم أغرب صلاة في دين الإسلام، وأطول صلاة جماعة في دين الإسلام، وأرهق صلاة صلاها مسلم في حياته، حتى كانوا يتساقطون -وهم الصحابة- كانوا يتساقطون من وراء رسول الله في الصلاة، ورسول الله يقرأ.
ثم من عجب في تلك الصلاة أنهم كانوا يصلون فيرون رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقدم خطوات ثم يتراجع ويتقهقر، ثم يجدون رسول الله صلى الله عليه وسلم يمد يده وهو يصلى يريد أن يأخذ شيئًا ثم يتراجع، وهم يصلون لا يدرون ما يصلون، إلا ما كان يشير بعضهم لبعض وهو يصلى من الخوف، يعنى إلى الشمس.
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة صعد المنبر ولم تكن صلاة جمعة، وقال "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته" رواه البخاري، ولاحظ -أخي- حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على جناب التوحيد، وذلك لأن الشمس انكسفت يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا" رواه البخاري ، وفى رواية أخرى أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: "فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة" رواه البخاري ، أعرفت الآن لِمَ كل هذه الضجة؟!.. هذا لأن رسول الله أمرك أن (تفزع!).. ولم يفزع الناس!.
إذا رأيتم الخسوف فكبروا الله
أتدرون مواضع تكبير رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوف أين هي، فقد كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دفن بعض الناس، لما رأى في قبره النار، قال "الله أكبر"، ليخمد النار، وكثير من العلماء يقولون أن من السنة عند إطفاء النار أن تكبر الله جل جلاله عليها.
فإذا رأيتم الخسوف فكبروا الله ليصرف عنكم.. ويخفف عنكم.. لتكون توبة.. ويكون اعتراف بالضعف والعجز والقلة.. فكبروا الله أي اصرفوا التعذيب والتخويف.. بتكبير الله.. والرجاء فيه؛ فأكبر اللطف منه.. أكبر العفو منه.. فكبروا الله إذا رأيتم الخسوف.
وخذه في جنب الذي عرف ثم نام!!.. عرف ثم شغله العمل!!.. عرف فلم يكبر الله حق تكبيره.. فإذا رأيتم ذلك فالله أكبر من العمل.. كانوا يعملون في جده فحمل الماء أعمالهم وأموالهم!!.. كانوا يعملون في تسونامي وأغرق الماء متاجرهم!!..مالك تأمن على متجرك إن بقيت فيه دون الصلاة ألا يخسف بك وبمتجرك!!
اجعله تدريبا مع كل أذان.. وسبحان الذي جعل الأذان محكوم الكلمات، محددة الألفاظ مهما تغير المؤذن، فإنه لا يؤذن إلا بكلمات محفوظة معلومة، بلا تحضير ولا تنسيق، ولا حفظ ولا براعة ولا إتقان!!، ثم يسميه الله دعوة تامة... (اللهم رب هذه الدعوة التامة).. فاجعل لهذه الدعوة التامة الأثر في قلبك إذا سمعت (الله أكبر) فليكن ذلك توقف لكل الأعصاب والجوارح عن أي شيء إلا تكبير الله جل جلاله.
ما العلاقة بين الصدقة والخسوف؟
قال صلى الله عليه وسلم :"إذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا".. هذه هي السنن إذا وقع الخسوف، فمن السنة إذا وقع الخسوف أن تتصدق!، وهذا لعمر الله تشريعًا مرعبًا.. فما للصدقة وما لهذا التخويف الذي في السماء؟!!.. ما علاقة القمر أو الشمس بصدقة بيد الفقير؟!.. قلت لك أن الله جل جلاله يخوف ولم أجرؤ أن أقول أن الله غضبان، فقلت يخوف لأن الدليل قال {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}
ولكن ألتزم وأتوقف وأتباطأ حتى تخرج من قلبك أنت العلاقة بين الصدقة التي أخبر رسول الله صلى الله عليه أنها تطفئ ماذا؟.. تطفئ غضب الرب، قال صلى الله عليه وسلم: "صدقة السر تطفئ غضب الرب" صحيح- صحيح الجامع، وبين ما أكد عليه رسول الله إذا وقع الخسوف، فرسول الله يؤكد على المسلمين إذا رأوا الخسوف أن يتصدقوا.
الدعاء والخسوف
قال صلى الله عليه وسلم: " فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا".
"فادعوا الله".. وكثير من المسلمين إذا وقع به البأس يدعوا المعارف.. يدعوا الأطباء.. ورسول الله يقول "وادعوا الله"، فإنها سنة من سنن الله قال جل جلاله {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ} في كل عام يفتن مرة أو مرتين، فكم مضى من العام حتى تحدث هذه الفتنة؟!!
قبل أن ينصرم شق شهر!!.. قبل أن يمر عليك نصف الشهر بتمامه!!.. حُسبت عليك مرة من المرتين!!.. لتتوب وتتذكر. فادعوا الله وشدد الدعاء، فما أنزل الله هذا البأس إلا لنتوجه إليه قال الله جل جلاله {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
من فاتته صلاة الخسوف
فإن فاتك صلاة الخسوف فإن الأولى من الصلاة لم يفتك، وبقي وقته معك.. الحذر والقلق.. والخوف ألا تأمن مكر الله.. ألا تأمن هذه سنة بقيت، وبقي الدعاء، وبقيت الصدقة ،وبقي تكبير الله جل جلاله فادعوا الله وكبروا الله وتصدقوا.
فلا تأمن واحذر أن يبيتك الله وأنت لا تدري!.. أن يبيتك الله وأنت تلعب!!.. فاحذر أن يأتي البأس ليلا!.. فكم خوف الليل الصالحين!!، فمنهم من كان يتحسس وجهه وهو نائم فيقول أخشى أن أكون مسخت و أنا نائم... وآخر يقول يا ابنتي إن أباك يخاف البيات... وأبو عمران الجونى الذي يقول: أرتني أمي موضعاً من الدار قد انحفر، فقالت: هذا موضع دموع أبيك... والآخر الذي لما قرأ {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} جعل يبكى ويقول {وزرك الذي انقض ظهرك}.. انقض ظهر رسول الله!.. فكيف بي؟!!
خطبة رسول الله في الخسوف
تخيل لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا وشاهد الخسوف معنا، وخطب فينا، فكيف سيكون إحساسك وشعورك؟؟، نعم.. لقد مات رسول صلى الله عليه وسلم، ولكن كلامه لم يمت، فها هو بين يديك وها هي خطبة رسول الله أقصها على نفسي وعليك، قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الخسوف: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله ، وكبروا وصلوا وتصدقوا. ثم قال : يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا". رواه البخاري.
انتبه!.. "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله"، آيتان من آيات الله، والآية إذا وقعت يُشهد بها.. وآية الخسوف وقعت، وسجلت وصورت وأحصوها وأقاموا براهين حدوثها في الصحف ومواقع الانترنت، وشهد بها الكافر قبل المسلم، إن القمر لم يخسف ويشاهده أهل مدينة واحدة فقط، وإنما تخسف الشمس فتظلم الدنيا ليقول لك ذلك الحدث (احذروا الله.. أنذرتكم الله)
إذن.. إذا نزلت الآية ماذا نصنع؟؟.. نصور القمر وهو مخسوف بالكاميرات؟!..أم نرصده بالتلسكوبات؟!.. أم نجتمع حيث سيكون؟!.. أم نفزع ونخاف؟!.. ويجيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا"، لهذا نهى جل السلف عن النظر إلى الخسوف، فلا نتابع النظر إلى القمر، إنما نظرة أوجبت علية الصلاة حتى ينكشف ذلك
ثم قال بعد ذلك صلى الله عليه وسلم: " يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته"، انتبه.. "ما من أحد أغير من الله" سجل هذه عندك، ولكن ما علاقة غيرة الله بخسوف القمر أو الشمس؟؟
إخوتي.. لا يفتننكم إمهال الله لعربدة المعربدين، وظلم الظالمين، واعلموا أن الله غيور.. وبلغت غيرته وقوته انه قدر على القمر فكيف بهؤلاء، إنما هو إمهال {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}، من لم يشخص بصره خوفًا من الله جل جلاله، وتبكى عينه خوفًا من الله جل جلاله سيشخص الله بصره يومًا، في يوم الفزع الأكبر. نحن نفزع الآن و نرجو من الله الأمان يوم الفزع الأكبر؛ فقد قال تعالى في الحديث القدسي: "وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين ، إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ، وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة" حسن صحيح- صحيح الترغيب.
مع كل هذا الفزع.. أمل
ثم قال صلى الله عليه وسلم: "رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم، حتى لقد رأيتنى أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم" رواه مسلم، رأى رسول الله عليه الصلاة و السلام الجنة وهو يصلى الخسوف حتى كاد أن يقطف من عنبها، ففي رواية أخرى قالوا : "يا رسول الله، رأيناك تناول شيئا في مقامك، ثم رأيناك تكعكعت؟"، قال: "إني أريت الجنة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا" رواه البخاري، فالخسوف يلقي في قلبك مع كل هذا الفزع أملا.. فنصلي وندعو ونتصدق ونطرد اليأس ليحل محله الرجاء.. رجاء تعرضنا لك يا رب لا تهلكنا وتأخذنا بما فعل السفهاء منا.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: " وأريت النار، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء. قالوا: بم يا رسول الله؟، قال: بكفرهن. قيل : يكفرن بالله؟ . قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى أحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط " رواه البخاري، (للهم اهد نساء المسلمين، اللهم ارزقهن العفاف والحجاب والتوبة).. وهنا أبشر المرأة المسلمة بعد هذا الخوف الذي لا يحتمل كلامًا، فأقول كما قال ابن تيمية وغيره "النساء أكثر أهل النار وهن أكثر أهل الجنة كذلك" فقد جاء في مجموع فتاوي ابن تيمية أنه "قد صح: لكل رجل من أهل الجنة زوجتان من الإنسيات سوى الحور العين؛ وذلك لأن من في الجنة من النساء أكثر من الرجال وكذلك في النار" مجموع الفتاوى (6/432).
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال" رواه مسلم، وما أشد هذه الكلمة وأصعبها وأرهقها.. امتحان في غاية المشقة، ففتنة الدجال أن يحيى الموتى!! فتنة الدجال.. أن يشق المرء أمام عينك بدون خداع أو سحر، ولا ليذر أن يشق أمام عينك رجل شقين فيسيل دمه وتراه، ثم يأمره بعد أن يمشى الدجال بين شقيه ويذهب ويجيء.
فيا من لم يُخفك الخسوف وظننت أننا نعطي الموضوع أكبر من حجمه، وتظن أن الأمر انتهى بانتهاء الخسوف، فما يدريك أنه سيخسف في يوم والناس لا يعلمون؟؟.. أليس الله بقادر على أن يستمر الخسوف وتكون هي الساعة!!، فإن قلت "أن هناك علامات كبرى تسبق الساعة"، فهل تتوقع أن ينشر في الصحف أو في المواقع على الانترنت ماذا ظهر وماذا لم يظهر؟.. هل تتوقع أن تخبرك إخبارية بعلامات الساعة الكبرى التي وقعت؟.. إنها إن وقعت انفرطت كما ينفرط العقد أو السبحة تنفرط هذا الخسوف سيكون معه انفراط، وتأمل قول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "خسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا، يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله" رواه البخاري.
سأوقف الحديث عن الساعة لنعود لما أخبرك به رسول الله أنك وإن لم تفتن بفتنة الدجال ستفتن في قبرك مثلها، فإذا رأيت ذلك فعظم في قلبك أنك ستبيت ليلة في قبرك تشم التراب وقد أغلق عليك الأحباب وغادرك الأحباب كلهم، فمن تحب أن يكون معك كن معه الآن يكن معك في القبر، ألا وإن في القبور روضة من رياض الجنة أسأل أن يرزقنا وإياكم إياها بهذه الموعظة وأن تخرج من هذه الموعظة باستغفار،فالله بكم رؤوف رحيم؛ قال الله جل جلاله عن نفسه {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }
واختم بهذا الكلام الجميل إن الله رؤوف رحيم لأنه ساق إلينا كلامه بهذا التحذير لم يذرنا حتى نأخذ بغتة وإنما إن ربكم رؤوف رحيم.







رد مع اقتباس