عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2018, 08:52 PM   #1
كبار الشخصيات ب نادى النصر
Vip
 
الصورة الرمزية فتى الشرقيه
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 3,141
معدل تقييم المستوى: 21
فتى الشرقيه is on a distinguished road
Newe عش:بفطرتك...لإبمرآدهم!!

[frame="4 80"]
إن لحياة المسلم الشخصية حدوداً عظيمة قد تعداها وتجاوزها كثير من الناس بجهل وغفلة، أو بتأويل وهوى، وهو الأمر الذي جعل كثيرًا من الناس يعيش كما يريده الآخرون، لا كما يريد هو لنفسه..
تنوعت السياقات التي ذكرت (حدود الله) في القرآن، فتارة في سياق يتضمن نهيًا أو أمراً، وتارة تعقب ذكر بعض المحرمات، وتارة تتخلل ذكر المعاملات الاجتماعية التي تخص الزواج والطلاق، وأحياناً، في المواريث، وأخرى تلي ذكر العقوبات الغليظة، وهي التي اقتصرت عليها أعراف الناس والفقهاء في فهم حدود الله، بيد أن مفهوم الحدود أوسع من ذلك بكثير.
وهناك حدود شرعية، وحدود جغرافية، وأخرى سياسية، واجتماعية، وعرفية، وهناك حدود "شخصية" وهي من أعظم الحدود، إذ إن صيانة حرماتها تدل على نقاء المجتمع وصفاء قلوبهم، واحترامهم لأسس تكوين المجتمع، فالمجتمع الذي لا يحافظ على الحدود الشخصية فيما بين أفراده، تتفشى فيه العداوة والبغضاء، وتظهر الجرائم الفردية والجماعية التي منشؤها الاعتداء على "خصوصيات الآخرين".
ولدينا أمثلة كثيرة لاتحصى في صون حقوق الآخرين الشخصية، وحفظ حدودهم، ولا يقتصر الأمر في إطار الحدود الشخصية على حفظ ما أبيح للمسلم فعله، بل يتجاوز ذلك إلى صون حرمته مطلقاً، حتى مع وجود أخطاء وكبائر أو صغائر يفعلها، مالم يتعد فيها على حقوق الآخرين.
وقد فتح الله بابًا عظيماً للفوز بستره وعفوه ألا وهو حفظ الأخطاء الشخصية للآخرين، والحث على سترها ونسيانها، ففي الحديث "من ستر مسلماً ستره الله". ورتب على اقتحام حياة الشخصية للآخرين وكشفها بأي وسيلة من الوسائل، عقاباً بنقيض القصد "يامعشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته…" وهي صفة مذمومة ذمها القرآن وألصقها بالنفاق (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة).
وإذا كان المسلم مأموراً بالحفاظ على عورته وحدوده ويحرم عليه فتح الباب للآخرين للدخول إلى خصوصيته وحدوده سواء كانت مباحة أو محرمة، فما بالك بالآخرين؟ وفي الحديث "كل أمتي معافى إلا المجاهرين. وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملاً، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا".
إن لحياة المسلم الشخصية حدوداً عظيمة قد تعداها وتجاوزها كثير من الناس بجهل وغفلة، أو بتأويل وهوى، وهو الأمر الذي جعل كثيرًا من الناس يعيش كما يريده الآخرون، لا كما يريد هو لنفسه، ففي العبادة رياء، وفي المباحات تكلف، حتى إن كثيراً من الناس افتقد لفطرته وإنسانيته، التي من شأنها أن تنشط وتكسل، وتصيب وتخطئ، وتحسن وتسيء، فأصبح كل همه مراقبة الآخرين لإرضائهم. بل إن بعض أهل العلم وطلبته ليخفي شيئاً مما يراه ويقتنع به لأنه "يخشى الناس"،
"والله أحق أن يخشاه".
إن في كثير من الحوادث التي حصلت في زمن النبي صلى الله عليه وآله مثلاً لحياة المجتمع السليمة، ففي الصحيحين قصة الذي اعترف بأنه زنى، وودّ النبي صلى الله عليه وآله لو أن الرجل ستر نفسه، فألمح له وأشار ولكن الرجل كان ملحاً، فيقول له النبي صلى الله عليه وآله "لعلك غمزت.. لعلك، لعلك.." رجاء أن يتراجع عن اعترافه.
وفي خبر الرجل الذي جاءه وقد "قبّل امرأة" يشكو نفسه فأنزل الله "إن الحسنات يذهبن السيئات" إشارة قرآنية للعمل على تصحيح الأخلاق، لا فضح وتثريب وزجر الناس، ومن هذا المنطلق ندعو المجتمع بكافة شرائحه وأساليبه الإعلامية، من قنوات ومنابر ومواقع تواصل وصحف إلى إحياء هذا الحق المستهان به، والحفاظ على الحدود الشخصية لكل مسلم دون اقتحامها تحت أي مسمى، فما خص بيت من البيوت فلا نطلع عليه سائر المدينة، كما يفعله من يريدون الخير ولم يصيبوه. هذا، والله من وراء القصد.
0000000000
الجمعـــــــة25ربيع الثاني1439هــــ..
[/frame]

فتى الشرقيه غير متصل   رد مع اقتباس