عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2007, 09:00 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : منتدى الحياه الزوجيه
افتراضي

في اول الدورة عرفنا العقل الباطن و العقل الواعي بصورة سريعة ، ولكن الان سنعرفهما بتعمق اكثر

** العقل الواعي يقال عنه احيانا بأنه العقل الظاهري ، اي انه يتعامل مع الاشياء الظاهرية و الخارجية ، و يكتسب الادراك و المعرفة للعالم الظاهر ، حيث يتعلم عقلكم الواعي من خلال الملاحظة و التجربة و التعليم ، ووسائل هذا العقل في الملاحظة هي الحواس الخمسة ، اي ان عقلكم الواعي موجه في اتصالكم بالبيئة المحيطة بكم ( البيئة الخارجية ) ، وان اعظم وظيفة لعقلكم الواعي هو التفكير

فمثلا لنفترض ان كل منكم ذهب إلى مكان محبب حيث الطبيعة الخلابة ، و المناظر الجميلة ، والانهار الجارية وما إلى غير ذلك ، ستستنتجون ان هذا المكان جميل بناء على ملاحظتكم لهذه المناظر والحدائق و الانهار فهذا ما توصل إليه عقلكم الواعي ( الظاهري )

** أما عقلكم اللاواعي او الباطن و الذي يسمى ايضا بالعقل الغير ظاهري ، يفهم عن طريق الحدس او البديهة ، وهو مركز للعواطف و الانفعالات و مخزن الذاكرة كما تم توضيحه سابقا ، ويمتلك عقلكم الباطن القدرة على رؤية كل ما هو واقع وراء نطاق البصر وهو ما يطلق عليه الاستبصار او حدة الادراك

فالعقل الباطن هو الذكاء الذي يظهر عندما يكون العقل الواعي في حالة نعاس او نوم او هدوء

في المحاضرات السابقة عرفنا قانون العقل الباطن و هو ان عقلكم الباطن لا يجري المقارنات ، و لا يستخدم المنطق ولا يعتقد في الاشياء خارج نطاق ذاتيتها

ايضاهناك قانون آخر للعقل الباطن سنضيفه اليوم وهو ان عقلكم الباطن مذعن للايحاء أي سهل الانقياد

قد يتسائل احد منكم : ما هو الايحاء ؟

الايحاء هو عمل او سلوك يستهدف وضع شيء ما في ذهن و عقل احد الاشخاص و هو عملية عقلية يقبل الشخص من خلالها الفكرة التي اوحيت إليه و يضعها موضع التنفيذ

** عندما اتحدث عن الايحاء أكثر سيسهل عليكم فهمه **

القوة الرهيبة الكامنة في الايحاء

إليكم هذا المثال الذي يوضح القوة الرهيبة للايحاء ، لنفترض ان احد طاقم سفينة اقترب من احد ركاب سفينة يبدو عليه القلق و الهلع ، وقال له ( انك تبدو مريضا ، ان وجهك يبدو عليه الشحوب ، انني اشعر بأنك ستصاب بمرض دوار البحر ، دعني اساعدك في الوصول إلى كبينتك ) سيتحول لون وجه الراكب إلى الاصفر ، فهل تعلمون لماذا ؟

لان ايحائه للراكب بأنه سيصاب بمرض دوار البحر ارتبط بمخاوف الراكب ذاته و هواجسه ، و قد قبل الراكب مساعدته له للوصول إلى كبينته وبالتالي اصبح ايحائه له أمرا واقعياً

ولكن تختلف ردود الفعل تجاه نفس الايحاء

في الواقع ان الناس على اختلافهم يظهرون ردود فعل متباينة تجاه نفس الايحاء بسبب حالة العقل الباطن او معتقداته ، فلنفترض ان احد طاقم السفينة ذهب إلى راكب آخر وقال له( انك تبدو مريضا جدا ، الا تشعر بأنك مريض انت تبدو لي أنك ستصاب بدوار البحر) وهنا اما ان يسخر من دعابته او لا يهتم بحديثه ، اذاً احائه للراكب بمرض دوار البحر لم يجد آذاناً صاغية من جانبه لان ايحائه هذا ارتبط في ذهنه بالمناعة ضد هذا المرض و بالتالي لا يسبب هذا الايحاء أي خوف أو قلق و لكنه يحقق الثقة بالنفس

اذا كل انسان لديه مخاوفه الخاصة داخل نفسه ، و لديه معتقداته و آراؤه ، و هذه الافتراضات الداخلية هي التي تحكم و تدير حياتنا ، و هذا الايحاء او الافتراض لا يمتلك القوة في حد ذاته إلا في حالة قبولكم له عقليا ، وهذا يؤدي إلى تدفق قوى عقلكم الباطن بطريقة مكبلة بالقيود ، ووفقا لطبيعة الافتراض أو الايحاء

القوة البناءة و الهادمة للايحاء

كثير ما نصادف في حياتنا ايحاءات من قبل الاخرين و هذه الايحاءات تسمى بالايحاءات المتغايرة اي الايحاءات التي تأتي من شخص آخر ، و قد تكون بناءة و قد تكون هادمة

فقد يستخدم البعض الايحاء في التدريب على الضبط و السيطرة على النفس ، و لكنه للاسف يستغل في قيادة الاخرين الذين لا يعرفون قوانين العقل و السيطرة عليها

واذا استخدم في شكله البناء يعطي شيئا رائعاً ، بينما اذا استخدم في شكله السلبي والهدام يصبح من اكثر العوامل الهدامة لانماط استجابة العقل و ينتج عن هذا الجانب السلبي للايحاء انماط من البؤس و الفشل و المعاناة و المرض

فكثيرا منا ، في مراحل حياته قابل ايحاءات سلبية من قبل الاخرين او من قبل انفسنا قد نقبلها بدون وعي ومن هذه الايحاءات ( انت لا تستطيع ) ( إنك لن تبلغ او تصل إلى اي شيء ) ( انك سوف تفشل ) ( ما الفائدة لا احد يهتم ) ( ان الامور تزداد سوءا ) ( انك لن تستطيع ان تحقق النجاح ) ( ستصبح قريبا مفلساً )

ان هذه الايحاءات تهدم الانسان و تحطمه فاحذروا اعزائي ، لا تطلقوا هذه العبارات على النفسكم ، فكل انسان لديه قوة و طاقة و موهبة سيتطيع ان يصل إلى ما يريد ، ويمكنكم رفض الايحاءات السلبية التي يطلقها الاخرين اتجاهكم ، فانتم لستم مضطرين بأن تتأثروا بايحاءات هدامة من الغير

انظروا حولكم اعزائي ستجدون ان الاصدقاء و الاقارب و الاخوة كل منهم يسهم في حملة من الايحاءات السلبية ، و سوف تجدون الاكثير من هذه الايحاءات غرضها ان تجعلكم تفكرون و تشعرون وتتصرفون مثلما يريد الاخرون و بالوسائل التي تحقق مصلحتهم و للاسف ، فلا تسمحوا لهذه الايحاءات بهدمكم

سأحكي لكم قصة حدثت معي متعلقة في الموضوع

** عندما كنت في الثالثة عشرة من العمر ، كانت لدي مدرسة لا تحب احدا ، دائما تحبط الاخرين ، الكل كان يجتنبها ، في كل مرة عندما اشارك معها في الفصل و اجيب على اسألتها التعجيزية كنت اشعر بالنصر ، و لكنها بدل ان تشجعني كانت تحبطي ، كانت تقول لي كثيرا من الكلمات السلبية ( هل تعتقدين انك صنعت صاروخا ؟ هذا سؤال سهل ) ( لن تستطيعي الاجابة على السؤال لانك فاشلة ) وعبارات أخرى هادمة ، رغم اني كنت متفوقة ، بعد فترة اصبت بالاحباط و تدنى مستواي الدراسي ، لاني سمحت لهذه الايحاءات بدخولها لعقلي الباطن ، ولكن انقذتني مدرسة رائعة ، الكل يحبها و يشهد باخلاقها العالية و حبها للاخرين ، وكانت تقول لي دائما ( انك رائعة ) ( انا متيقنة بنجاحك ) ( لديك مواهب لا يملكها الكثيرين فاستغليها ) ومن هذه العبارات التي اعادت ثقتي بنفسي و عدت مرة آخرى من المتفوقات فجازاها الله خيرا مدرستي الفاضلة التي لن انسى صنيعها ابدا ، اذاً هنا طرد عقلي الباطن العبارات السلبية واستبدلها بالعبارات الايجابية

كم هو جميل ان نساعد انسان في اعادة بناء نفسه واعادة الثقة إليها ، بدل من هدمه ، فلماذا لا نبدأ نحن اولا في انفسنا لنشعر بالسلام و السعادة ثم ننشر هذه السعادة في الاخرين







رد مع اقتباس