الموضوع: تكامل الافكار..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2018, 02:01 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كبار الشخصيات ب نادى النصر
Vip

إحصائية العضو






فتى الشرقيه is on a distinguished road

 

فتى الشرقيه غير متصل

 


المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
Rafi3 تكامل الافكار..

[gdwl]
ما أنتجته عقول فقهاء وعلماء الإسلام من إبداعات نظرية، أو استنباطات عملية، قد دونت كموروث يوجب وضع السبابة في الصدغ، لتتلاقح أفكارهم وأفكارنا ويُبنى فوق المتين منها، ويُزين بما يتوافق مع احتياجات الحاضر، ليكون مواكبًا لتطور الآلة..
حين يضع الإنسان طرف سبابته في صدغه، ويضع إبهامه تحت ذقنه قابضًا بقية أصابعه الثلاث، فهو يشكل حالة لا يماثله فيها أي مخلوق على وجه الأرض، وهي حركة بديهية تعبر عن استغراق العقل في إبداع فكرة جديدة، أو صقل فكرة قديمة مرت به فأراد تنقيحها أو تزيينها، أو إنه يتفكر في أمر محسوس، يرسم له صورة ويتخيل له شكلًا فيبدأ العقل بالاستغراق حتى يغيب عن من حوله في شأنه، وربما تمتم بهمس بما يشير إلى كنه استغراقه، وقد خاطب خالقُ العقلِ العقلَ ودعاه للدخول المتكرر في هكذا حالة في»مواضع كثيرة؛ «لعلهم يتفكرون» «لقوم يتفكرون» «ثم تتفكروا» ليستنتج بها طبيعة ما يسمع، ويعتمد على قواعد بيانات متراكمة أدخلتها كحقائق حواسه الخمس في عقله الذي يسميه بعضهم «باطنياً» ليخرج بنتيجة محققة توجب «التصديق أو التكذيب « للخبر، وهذه الدعوة من خالق العقل موجهة للتأمل فيما جاء به «محمد» ليوصلهم إلى تبني المعتقد بقناعة، وليست هذه الدعوة مقتصرة على ما يحصل به التصديق والإيمان بل إنها دعوة مستديمة للتفكر فيما نزل من السماء في حروفه وتراكيبه واستعمالاته وجمله وحقيقته ومجازه وتلميحاته، وما نزل منه لتنظيم معيشة وما كان لتزكية أخلاق ولن يستغرق عقل البشر كل حِكَمِهِ وفقهياته، فمازال ينضح بما يعجز العقل أن يتفرد بالاستقاء من معينه.
ومن لطائف الهداية أن يهتدي المتفكر إلى عمق مراد الألفاظ ومحافظتها على سلامة تركيبها للوصول إلى العقل بمرادها مهما تعاقبت الأزمنة وتغيرت الأمكنة، فمثلاً (وزنوا بالقسطاس المستقيم) سيفهم من سابقها ولاحقها الأمر بإيفاء الكيل وترك البخس ويصور للسامع آنذاك الميزان الذي عرفه وشاهده بكفتيه ولسانه، بينما يفهم اليوم بذاك الميزان الرقمي الذي يعطي نتيجة الوزن بأرقام دقيقة تغني عن تكلف الموازنة، ولم يقل فقيهٌ: إن «القسطاس» الذي نزلت الآيات بوجوده يجب أن لا يكون وزنٌ إلا به، بل فهم من الآية «العدل» بعيدًا عن اعتبار آلة الوصول إليه، وهذا ينسحب على كثير من فقهيات الشريعة، وفي عمق التفكر سنجد أن الآية نفسها التي تأمر بالعدل في الوزن لها مدلول أبعد وأعمق من ذلك وهو العدل في المعاملات بكل مسمياتها ومنه العدل بالقول الذي أفردته أدلة منفصلة (وإذا قلتم فاعدلوا).
وما أنتجته عقول فقهاء وعلماء الإسلام من إبداعات نظرية، أو استنباطات عملية، قد دونت كموروث يوجب وضع السبابة في الصدغ، لتتلاقح أفكارهم وأفكارنا ويُبنى فوق المتين منها، ويُزين بما يتوافق مع احتياجات الحاضر، ليكون مواكبًا لتطور الآلة، كما أعرض الناس عن الميزان ذي الكفتين، بل استخدامه في تجاراتنا في زمننا يوحي بجمود عقلي وعجز عن التعامل مع الرقميات، وليس التفكر في الفقهيات الموروثة بأمنع من التفكر في القرآن والحديث، وقد أمرنا بذلك ولا ينقطع الأمر، ولا يجرؤ أحدٌ أن يقول: إن التفكر في القرآن يقتصر على ما يزيد الإيمان، دون التفكر الاستنباطي للأحكام، ومع ذلك تجد من يقدس الآراء التي كانت ناتجًا لتفكير عقول أفرغت جهدها للوصول إلى استنباطاتٍ تواكب زمنها وعصرها، وأكثر من ذلك قد دونت أفكار لعباقرة الفقه لم تدعُ إليها حاجتهم بل افتراضيات فقهية يمرنون بها عقولهم وينعشونها كي لا يصيبها الكسل عن التفكر، فأوجدوا مسائل خيالية هي اليوم عمدة في القياس لأحكام يراها علماء العصر من النوازل.
إن الشأن كل الشأن ليس في ادعاء الاعتراف بحق التفكر لكل إنسان، بل الشأن في الواقع العملي الذي تبناه أكابر المفكرين في «تقديس» آراء وفقهيات لم تكن إلا وليدة لزمان ومكان قد مضى، ومع ذلك الجمود الفكري نجد شعارهم «كلّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر» عجباً!. هذا، والله من وراء القصد.
==================
وصل:الله علي سيدنا محمد
وعلى آله. وصحبة وسلم تسلميا كثيرا..
كل الشكر لكم ولا مروروكم الغالى علي
الخميـــــــس28شــــــــــؤال1439هــــ..
[/gdwl]







رد مع اقتباس