"أبو متعب" قلب الوطن النابض حباً وتضحية لشعبه
من نحن بدون المواطن" مشروع عمل لترسيخ المواطنة على أساس سهر المسؤولين على راحة المواطنين وتلبية احتياجاتهم
الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لا تخطئ طريقها إلى القلوب التي تستشعر صدقها وصدق قائلها، وخاصة عندما يقترن القول بالعمل.
ومن هنا كان تجاوب الشعب السعودي بكل فئاته مع مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "من نحن بدون المواطن السعودي"، وهي المقولة التي قرر مجلس الوزراء اعتمادها كمنهج عمل لكل المؤسسات والأجهزة الحكومية في تعاملها مع جموع المواطنين.
وهذه المقولة لا تزال منهجاً للملك عبدالله - حفظه الله - طيلة حياته.. حتى قبل أن يتولى مسؤولية الحكم، فجميع من يعرفه عن قرب يشهد بتواضعه وحبه للخير وحرصه علِى مصلحة الوطن والمواطن.
لذا أجمع الشعب السعودي على حبه، ورأينا ورأى العالم بأسره كيف احتشدت جموع المواطنين لمبايعته، وجددت البيعة بعد مرور العام الأول على توليه المسؤولية، ولعل الجميع يذكر أنه - حفظه الله - طالب في أول خطاب له بعد توليه الحكم أبناء الشعب السعودي، أن يشدوا من أزره، وأن يعينوه على حمل الأمانة وأن يخلصوا له النصيحة وألا يبخلوا عليه.
وها هو اليوم يكرس قواعد احترام حقوق المواطنة والصورة المثلى للعلاقة بين الدولة والمواطن، وبمشيئة الله تعالى سوف نجني جميعاً الثمار الطيبة لهذه السياسة، فالمواطن الذي يعتز بوطنه ويشعر أن حكومته أيضاً تعتز به وتحرص عليه هو الأقدر على العمل والتفاني في خدمة الوطن وحمايته والسعي لتطوره وازدهاره.. حفظ الله أبو متعب وسدد على طريق الخير خطاه.. وجعله ذخراً لكل أبناء شعبه وأمته.
اهتمام مستمر وإنجازات متواصلة
"الرياض" رصدت ملامح من هذا التجاوب فكان هذا التحقيق:
في البداية يقول الشاب عبدالرحمن السبيعي منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحكم، ونحن جميعاً نلمس حرصه على مصلحة المواطن السعودي، ولأن الفعل سبق القول، شعر الجميع بصدق مقولته (من نحن بدون المواطن السعودي) فجميع قراراته - حفظه الله - تصب في صالح هذا المواطن، ومن ذلك على سبيل المثال قرار زيادة الرواتب، وتخفيض أسعار المحروقات، وتوجيه جزء كبير من فائض الموازنة لمشروعات الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، مؤكداً أن هذه المقولة ليست غريبة على الأب والقائد (أبو متعب) الذي شعر الجميع بعطفه وهو يتجول في أحياء الفقراء قبل أن يأمر بتوفير المساكين الشعبية للمحتاجين ويؤسس صندوق مكافحة الفقر.. والأمل كل الأمل أن ينتقل هذا الشعور واحترام حقوق المواطن لدى المسؤولين في الأجهزة الحكومية.
أما المواطن عبدالله العنزي فيقول: إن مقولة خادم الحرمين الشريفين هي خير تعريف للمواطنة الحقة، فالمواطن هو حجر الزاوية الذي تقوم على اكتافه نهضة الدول.. وبدون هذا المواطن تفقد كل الأمور معناها.
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين عندما قال ذلك، فإنه يرسخ في نفوس أبناء شعبه الشعور بشرف الانتماء لهذا البلد المعطاء والاعتزاز بالمواطنة فيه، ويجسد أروع صور العلاقة بين الحاكم والرعية، وهي علاقة يحق لكل أبناء المملكة أن يفخروا بها، فأبواب ولاة الأمور مفتوحة دائماً لكل مواطن، ونحن بدورنا نقول - حفظك الله - ورعاك وبارك فيك وسلمت لشعبك الذي يبادلك حباً ويسعد بأن يسير خلفك لمزيد من التطور والازدهار للوطن والمواطن معاً.
من جانبه يقول ظافر البكري مثل هذه المقولة الصادقة ليست بالأمر الغريب على ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يشعر الجميع بمشاعره الأبوية الصادقة تجاه كل أبناء شعبه، وحرصه - حفظه الله - على الكبير والصغير، الرجال والنساء.. فالقائد الأب، لا يدخر جهداً من أجل رفاهية شعبه وتلبية حاجات المحتاجين ومد يد العون والمساعدة لكل من يحتاج لذلك، وقد سبقت أفعاله أقواله، وصدقت أقواله أفعاله، فنحمد الله جل وعلا أن جعل ولاة أمورنا يجدون سعادتهم في سعادتنا وراحتهم في راحتنا.. وهي نعمة جديرة بالشكر لله سبحانه وتعالى، ثم التقدير لخادم الحرمين الشريفين الذي نشعر كل يوم بحرصه علينا وسعيه الدؤوب لكل ما فيه خيرنا.
ولا يسعنا إزاء كل هذا سوى أن ندعو الله أن يبارك لنا في ولاة أمورنا.. وأن يوفقهم لكل ما فيه خير الإسلام والمسلمين.
أما ماجد آل دوحان فيقول لقد ضرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذه المقولة أروع المثل في علاقة الحاكم بالمحكوم في الإسلام ولا سيما في هذا العصر الذي قد يفتن البعض بالسلطة ويراها تشريفاً لا تكليفاً.. فهذه المقولة البسيطة البليغة.. جعلت الحاكم والمحكوم كيان واحد قوي متماسك، كلٌ يستمد قوته ووجود بعد الله عز وجل من الآخر، والجميع شركاء في المسؤولية وإن اختلف حجمها.
ويضيف آل دوحان والعجب كل العجب أن نجد في الخارج من يتساءل بعد ذلك عن أسباب حب والتفاف الشعب السعودي حول قيادته وولاة الأمر في الخارج وكأن من يسأل مثل هذا السؤال لا يرى القائد والأب، الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يضع نفسه في خدمة شعبه ويوجه جميع المسؤولين بذلك أروع صور التواضع.
ويتفق مع الرأي السابق ويضيف الشاب عبدالمحسن بن سعيد (من نحن بدون المواطن السعودي)، بهذه الرؤية الواضحة من لدن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يجب أن نرقى جميعاً كمواطنين ومسؤولين وأصحاب أعمال بالقطاع الخاص في جميع تعاملاتنا لنكون جديرين بشرف المواطنة والانتماء إلى هذا الوطن.. وإذا كان خادم الحرمين الشريفين قد وضع المواطن في هذه المكانة، يصبح لزاماً على الجميع أن يثبت جدارته بها، من خلال العمل والتفاني مع خدمة هذا البلد، فالمواطنة ليست كلاماً فقط، بل هي عمل وعطاء وجهد.
ومن هنا فإن مقولة خادم الحرمين الشريفين من (نحن بدون المواطن السعودي)، لها دليل على حرصه - وفقه الله - لكل خير على رفعة شأن المواطن السعودي، لتصبح المواطنة واقعاً وليس شعاراً أو سطراً في حفائظ النفوس، أيها المليك نحن جميعاً معك ودعواتنا لك بالتوفيق والسداد خدمة لهذا الوطن وأبنائه.
(من نحن بدون المواطن السعودي):
ومن جانبه يقول د. زيد بن محمد الرماني مستشار اقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في البداية أقرر حقيقة مهمة، مفادها: سينبغي علينا جميعاً أن نعيد صياغة المواطنة الحقيقية ونرسخ المفهوم الصحيح للتربية الوطنية وأهميتها وضرورة غرس أسسها ومبادئها في نفوس الناشئة، وهنا أشير لما نص عليه أعضاء مجلس الوزراء في إحدى الجلسات من اعتماد العبارة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين "من نحن بدون المواطن السعودي" منهجاً لعمل كل الأجهزة والمؤسسات الحكومية، لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود دائم التأكيد على مبدأ أساس لدى جلالته هو المواطن أولاً، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين محق في تأكيد هذا المبدأ، إذ يُعدُّ المواطن اللبنة الرئيسية لأي دولة وفي أي مجتمع ولأي نظام، ثم إن العلاقة الحميمة عبر الأزمان القديمة والتي ما زالت راسخة ومتينة بين القيادة والشعب، بين ولاة الأمر وأفراد المجتمع، تؤكد جدارة مثل تلك المبادئ الوطنية.
وأضاف: ولا شك أن من أعظم مدلولات "من نحن بدون المواطن السعودي" التأكيد على كون المواطن حجر الزاوية والأساس في أي خطوة تقوم بها دولته وولاة أمره، مشيراً إلى أن المليك ينتهج المواطنة واقعاً قبل أن يدعو إليه مبدءاً وأساساً في الحكم والإدارة، ذلك أن المعادلة الصحيحة تقوم على أركان ثابتة قوية، وأبرز تلك الأركان هي التفاهم المشترك والاقتناع الحر والتعاون المثمر والطاعة الحقة، ولا عجب فدولتنا الرشيدة قامت منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحتى عهود المملكة على أساس أن الولاء لله ثم للمليك والوطن، فدعونا نكون موضوعيين أكثر ونسأل أنفسنا قبل أن نسأل الآخرين، إن لم يكن لدينا مواطنة صادقة كيف يكون إنجازنا واتقانا لأعمالنا، بل كيف نكون قدوة صالحة لأبنائنا وإخواننا وأصحابنا وجيراننا وزملائنا وموظفينا.
دلائل ومؤشرات هامة :
أما الدكتور عبدالله الخراشي فيقول إن هذه العبارة انسابت بتلقائية غير متكلفة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وتحمل في طياتها دلائل ومؤشرات هامة جعل منها منهجاً لعمل الأجهزة الحكومية.
وأضاف: هذه العبارة تعني بوضوح أو تؤكد على قيمة المواطن مهما كان جنسه وعمره ومكانته أينما كان وحيثما حل، وأن كل ما منح الخالق جل وعلا هذا الوطن الغالي من خيرات وما ترتب على ذلك من برامج تنموية كله يجب أن يسخر لصاحب الحق الأول وهو المواطن في أي بقعة على تراب الوطن، من نحن بدون المواطن؟ تعني الكثير والكثير أن محور التنمية الحقيقية هو المواطن، وبالتالي فكل ما يعمل من أجله مسترد وسينعكس أثره على المجتمع.
وأكد الدكتور الخراشي أن خادم الحرمين الشريفين معروف بشفافيته وعاطفته الجياشة تجاه المواطن، وحرصه على تحقيق مصالحه وحفظ حقوقه، وعبَّر عن ذلك في أكثر من مناسبة ووصاياه للمسؤولين معروفة محفوظة، كما أن القرارات التي اتخذت في عهده لمصلحة المواطن لم يجف مدادها.. لكن هل يمكن لخادم الحرمين أن يشرف على ترجمة هذه المشاعر وتلك الوصايا والقرارات وتنفيذها بدقة في كل أجهزة الدولة ومناطقها الإدارية؟!
وطالب كل مواطن استرعاه الله أمراً من أمور المسلمين وتولى من قبل ولي الأمر مهمة ما صغيرة كانت أو كبيرة أن يؤدي الأمانة التي سيسأل عنها، كما أن عليه أن يتقي الله فيها، ويتحمل المسؤولية كاملة فيما كُلف به، فكلم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ويتعاظم حجم المسؤولية بتعاظم مكانة المسؤول والجهاز الذي يديره والصلاحيات الممنوحة له، ولنتخيل لو أن الجميع استشعر هذه المسؤولية وبذل جهده لأداء ما كُلف به تخطيطاً وتنفيذاً ومتابعة كيف سيكون حال المواطن، موضحاً أن هذا الطموح لن يتحقق لدى مسؤول يعيش في برج عاجي بعيداً عن هموم المواطن البسيط أو الذين يحوِّلون إخفاقاتهم - أمام المسؤول وأمام وسائل الإعلام - إلى نجاحات، وينفخون في حجم الإنجازات البسيطة فيضخمونها عشرات الأضعاف عن واقعها، إن هذا الطموح لن يتحقق كذلك في ظل غياب الضمير وضعف المتابعة والاستسلام للواقع بكل أخطائه وتراكماته وعلى رأسها البيروقراطية القاتلة والملفات العتيقة، كم أتمنى أن يعمد المسؤول - عند تكليفه - بأن يعيش ويعاني ما يعانيه المواطن البسيط في حياته ليستشعر المسؤول حجم المعاناة، ومن ثمَّ يدرك حجم المسؤولية ويتمثل واقعياً وعملياً المقولة الشائعة حين توكل المسؤولية لشخص ما بأنها (تكليف لا تشريف) فعندها يسهر ويتعب ويتابع ويحاسب كل مقصر في حق المواطن، ويحطم كل العوائق التي تحول دون تحقيق الخدمة الأفضل، ونحن في هذا الوطن الغالي محظوظون فكل مقومات الحياة الكريمة متوفرة بحمد الله إيمان عميق وخيرات تتدفق وترابط اجتماعي فريد وقيادة حكيمة تدعم وتحث دوماً على رعاية المواطن فعلاً من نحن بلا وطن.
الوطنية صفة للدولة :
فيما يرى د. منصور بن عبدالرحمن بن عسكر أستاذ علم الاجتماع عضو مجلس الإدارة في الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية أن إعلان مقام خادم الحرمين الشريفين "من نحن بدون المواطن السعودي" منهجاً لعمل كل الأجهزة والمؤسسات الحكومية، لهو خير دليل على حرصه، على الرفعة من شأن المواطن وحكومته الرشيدة، وأن هذا سينعكس إيجاباً على الرفعة والاستقرار لهذا البلد المبارك في ظل خادم حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
ونوه الدكتور بن عسكر إلى أن الوطنية صفة للدولة وتحديد ذاتي لمواطنيها، فالمواطنة علاقة بين الفرد/المواطن والدولة، فهذه العلاقة يجب أن تحوي في مضمونها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي والحقوقي والأخلاقي وجماع ذلك الشرعي، مشيراً إلى أهم الفوائد الاجتماعية المستقاة من هذا الإعلان "من نحن بدون المواطن السعودي"، حيث يتمثل في الحث على العمل والتفاني فيه خدمة للوطن واستشعار أهمية اتقان العمل الموكل للمواطن وإنجازه في أحسن هيئة، كما يظهر كذلك في أهمية سيادة الأمن والتعاون مع الهيئات الأمنية في استتباب الأمن في ربوع الوطن، وتذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ((من بات آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه كأنما حيزت له الدنيا وما فيها)) ويتضح أيضاً في الشعور بالاعتزاز بكل ما هو من إنتاج السعودية، حيث تلعب هذه المقولة "من نحن بدون المواطن السعودي" دوراً مهماً في ترسيخ مبدأ الجماعة وأن يفخر السعودي بانتمائه للسعودية فيشعر بالاطمئنان عندما يرى المنتوجات السعودية تنافس نظائرها في المجتمعات الأخرى، وعندما يجد الشباب السعودي يعمل في جميع المجالات وفي تخفيف الهدر المادي فشعور المواطن بحبه لوطنه يساعده في إحساسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه فيسعى جاهداً بأن يكون بوابة أمان أمام كل محاولة للإسراف والهدر المادي سواء في الهدر في استعمال المياه أو الكهرباء أو ما إلى ذلك.