كيف تعيش مطمئنا
قد لا يدرك الناس مفهوما محددا لكلمة السعادة
فهي مطلب مشترك لكل البشر رغم عدم وجود مفهوم متفق عليه بينهم عنها
ولكن اذا تحدثت عن الاطمئنان ستجد ان الكثيرين يملكون مفهوما عنه ويرونه بالفعل هو السعادة المنشودة
قلب مطمئن
ونفس مطمئنة
وعيشة مطمئنة
فالطمأنينة ليس بها لا خوف ولا حزن
فالمطمئن هو من لا يخاف من القادم ولا يحزن على ما فات
فأعظم ما يصل اليه أولياء الله هو الاطمئنان (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) فلا خوف ولا حزن
والموتى الذين ينادى عليهم في لحظة الاحتضار (اخرجي أيتها الروح الطيبة ) تكون قد سمعت تأكيدا من ملائكة البشارة الذين ينزلون لطمأنة كل روح طيبة فيقول ربنا سبحانه (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )
ولكي نصل الى السعادة أو بعنى أدق لكي نعيش حياة مطمئنة هناك عدة نقاط يجب أن نؤكدها لأنفسنا فطمأنينتنا ليست مرتبطة بأحد من الناس بل هي شعور قلبي داخلي يمكنك أن تصل اليها
اولا : طمانينتك بعلاقتك مع ربك سبحانه
حينما تدرك أن الناس لا يصنعون لك سعادة ولا يمنعونها ...
حينما تدرك أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك .. وأن من في الارض جميعا لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشء لن ينفعوك الا بشء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشء لن يضروك الا بشء قد كتبه الله اليك
حينما تدرك ان الاقلام قد رفعت فلا مجال لكتابة مزيد .. وان الصحف قد جفت فلا مجال لكشط او مسح ما كتبه الله
حينها تدرك ان طمأنينة قلبك مستمدة من خالقك فتديم ذكره وشكره (ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وهذه هي حال الرضا والاطمئنان القلبي التي لن تصل لها الا بعلاقتك بربك
ثانيا : أن تصل الى حال طمأنينة مع نفسك بمصالحة مع ماضيك وسابق افعالك
فما مضى مر بكل ما فيه .. فتنظر اليه نظرة مراجعة للتعلم واستخلاص الدروس فقط
فإن كان فيه اخطاء فاكرم نفسك بالابتعاد عنها والنية على عدم العودة لها .. ولتكن تجارب ماضيك دروسا لك في حاضرك ومستقبلك ولا تجعلها قيودا تثقل قدميك في سعيك
ففي كل خطأ درس وفي كل فشل تجربة .. وفي كل علاقة رصيد لتجاربك كي لا تكرر اخطاءك
واعلم ان الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر ويبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل
ثالثا : لا تشغل بالك بصورتك عند الاخرين
فللاخرين تصوراتهم عنك إما من يراك بصورة ايجابية اكثر من حقيقتك فلا تغتر بها وإما من يراك بصورة سلبية ليست حقيقتك فلا تهتم بها
فقد أدرك ذاتك وحاول ان تطور من نفسك وقارن نفسك بنفسك فقط .. فقارن نفسك اليوم بنفسك بالامس هل تقدمت أم تاخرت هل احسنت أم اسأت ..ان احسنت فداوم وان اسات فتوقف وابدأ من جديد
اما صورتك عند الناس فلا تسع لها ولكن ثق أنها ستتغير ولكن لا تضعها هدفا لك
رابعا : قانون الزمن سيجري عليك وعلى غيرك
فالزمن كفيل بالكثير .. كفيل بتحملك لفراق من ظننت انك لن تسطيع ان تعيش بدونه
كفيل بشفاء كل ألم او جرح من غدر او خيانة او خذلان او فقد .
الزمن عامل مهم في حياتنا فأعط لنفسك فرصة
لا تأخذ قرارات منفعلة نتيجة ألم حدث لك بل اعط لنفسك فرصة
لا تقتل نفسك حزنا او هما او قلقا على شء بل اعط لنفسك فرصة
لا تقتل نفسك ندما على فوات شء محبب لك بل اعط لنفسك فرصة
ما أطيب الحياة لقلب مطمئن فهي في جنة الدنيا ... وما اعظم لقاء الله للقلب المطمئن كي ينتقل الى جنة الاخرة
(يا أيتها النفس المطمئنة.. ارجعي الى ربك راضية مرضية .. فادخلي في عبادي .. وادخلي جنتي )
منقول للفائدة..