الاحتضار فى القرآن
الاحتضار يطلق على اللحظات الأخيرة لحياة الميت قبل أن يفارق أرضنا الدنيوية إلى السماء حيث الجنة والنار
الموت هو :
عبارة عن انتقال النفس التى يسمونها بلا دليل الروح من أرضنا الدنيوية إلى السماء حيث مكان الثواب وهو الجنة او مكان العقاب وهو النار
الإنسان ينتقل من حياة أرضية إلى حياة سماوية وهو ما يسمى :
البرزخ وفيه قال تعالى :
"حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"
ما الذى يحدث أثناء الاحتضار ؟
الإجابة فى القرآن هى :
الأول :
يتم سحب النفس من أطراف أصابع القدمين حتى يكون اخر مكان تخرج منه هو الحلقوم وهو ما يسمى :
الحنجرة
والحاضرون حول الميت لا يرون شيئا ولا يعلمون بالحادث فى الميت
وفى هذا قال تعالى :
"حتى إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون"
وفسر الله ذلك بأن الحلقوم هو التراقى وأن ملك الموت يقول للميت :
من راق ؟
والمراد:
من الصاعد
وساعتها يظن الميت أنه وقت الفراق والمراد :
مفارقة أرض الدنيا إلى سماءها
وفى هذا قال تعالى :
"كلا إذا بلغت التراقى وقيل من راق وظن أنه الفراق"
وأما الكلام الباقى الذى يقال فينقسم إلى نوعين :
الأول
الكلام الذى يقال للمسلم وهو كلام البشرى وهى :
إخباره بدخول الجنة عند خروجه من الحياة الدنيا وفى هذا قال تعالى :
"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة"
وهو ما كرره الله بألفاظ أخرى وهو القول للنفس المطمئنة وهى :
النفس المسلمة:
يا أيتها النفس السعيدة عودى إلى ثواب إلهك قابلة مقبولة فاسكنى مع مطيعى وحيى واسكنى فى رحمتى
وفى هذا قال تعالى :
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى "
الثانى :
الكلام الذى يقال للكافر فعندما يظن أنه وقت مفارقة الدنيا يقول:
رب أعدنى لحياة الدنيا لعلى أصنع حسنا فيما تركت
وهى كلمة يقولها هروبا من العذاب ولكن الله لا يتم خداعه
وفى هذا قال تعالى :
"حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"
وفسر الله الآية بأنهم يقولون نفس المعنى ولكن بكلمات مغايرة وهى :
إلهنا أطل حياتنا إلى موعد أخر نطيع وحيك ونطيع رساك
وفى هذا قال تعالى :
"وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل "
هذا هو ما يحدث عند الاحتضار :
بشارة للمسلم بالجنة
اخبار للكافر بالنار ومن ثم يحاول التهرب منها بطلب فرصة أخرى للحياة
وأما عند نهاية الاحتضار فالحادث هو :
هو رقى النفس والمراد:
صعودها إلى السماء حيث تتواجد الجنة والنار الموعودتين فى الدنيا كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وعند الجنة تستقبل الملائكة الطيبيين وهم :
المسلمين
ويبين الله الحادث وهو:
أن الذين تتوفاهم أى تميتهم أى تنقلهم الملائكة من الدنيا للحياة الأخرى طيبين أى طاهرين أى مسلمين يقولون لهم سلام عليكم أى الخير لكم،ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون والمراد اسكنوا الحديقة بالذى كنتم تفعلون وهذا يعنى أنهم يقولون لهم أن متاع الجنة لكم تقيمون فيها والسبب عملهم الحسن
وفى هذا قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "
وعند النار يستقبل خزنة جهنم الكافرين وهم :
الذين تتوفاهم أى تميتهم والمراد تنقلهم الملائكة من الدنيا للأخرة ظالمى أنفسهم أى خاسرى أنفسهم وهم الذين كفروا مصداق لقوله الأنفال"إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة"فيقول الكفار السلم أى الخير لكم وهذا يعنى أنهم يلقون التحية للملائكة وقالوا ما كنا نعمل من سوء والمراد ما كنا نفعل من شرك مصداق لقوله بسورة الأنعام "والله ربنا ما كنا مشركين "وهذا يعنى أنهم ينفون كفرهم ومن ثم قالت لهم الملائكة بلى أى حقا إن الله عليم بما كنتم تعملون والمراد إن الله خبير بما كنتم تفعلون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة التغابن"والله بما تعملون خبير" وهو قول استهزائى معناه هل لم تفعلوا حقا ؟وقالوا لهم فادخلوا أبواب جهنم والمراد اولجوا من منافذ النار لداخلها وهذه دعوة لهم أن يقيموا فى النار وقالوا خالدين فيها أى مقيمين فيها فلبئس مثوى المتكبرين والمراد فقبح مقام الظالمين مصداق لقوله بسورة آل عمران"ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين"وهذا يعنى أن مكان إقامتهم سيىء
وفى هذا قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
وعند علماء النفس والطب الكفار لا يتم تفسير رؤى الموتى قبل موتهم بقليل على انها رؤى حقيقية فيقال :
أنها خيالات وأوهام وتهيؤات بسبب نقص تغذية المخ بالدم حيث يحدث هبوط في الدورة الدموية عند الاحتضار.
قطعا ما يحدث عند الاحتضار لا يمكن لأى كان غير الميت العلم به فالمحتضر لا يقدر على أن يحكى لأحد ما يراه والسبب :
أنه لا يملك أى فرصة لحكاية ما رآه عند موته
وكل الحكايات التى تحكى فى الحكايات هى :
أوهام من الأحياء أو كذب من عندهم يصنعونه لمدح أباءهم بذكر محاسنهم عند الموت أو يصنعه البعض لذم من يريد ذكر مساوىء الموتى
وما يقوله الأطباء نفسين أو جسديين لا يكون قبل الموت مباشرة وإنما يسمعونه أثناء ما يسمى تخاريف البنج أو أحلام يحكيها المرضى