بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية { يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين }
الحمد لله ذي الجلال المنزه عن الحركة و الإنتقال و الصلاة و السلام على خير الرجال سيدنا محمد و على خير صحبٍ و خير ءال فقد قال الله تبارك و تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ
عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}، هذه الآية الكريمة من سورة الأحزاب فيها أمرٌ للنبي صلى الله عليه و سلم ليقول لنسائه و بناته و نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن و الجلاليب جمع جلباب و الجلباب الملاءة التي تلبسها المرأة فوق ثيابها و هذا الجلباب يستحب لبسه و لا يجب إنما الواجب هو ستر العورة و عورة المرأة جميع بدنها ما عدا الوجه و الكفين. أما زوجات النبي صلى الله عليه و سلم فلهن حكمٌ خاص فيجب عليهن ستر جميع أبدانهن حتى الوجه و الكفين و هذه الآية الكريمة لا تفيد وجوب تغطية الوجه على المرأة لأن الجلباب ليس هو ما يستر به الوجه بل إنما يستر به الوجه يسمى نقاباً و ما يستر به الرأس و النحر يسمى خماراً و معنى قوله تعالى { ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ }، لأن الحرائر أقرب للسلامة من أذى السفهاء إذا تميزن عن الإماء لأن الفساق كانوا يتعرضون للحرائر إن ظنوا أنهن إماء ففي ستر الحرة رأسها و عنقها سلامة من تعرض الفساق لها. اللهم ثبتنا على الحق و مناصرته اللهم اجعلنا من أصحاب القول السديد و زهدنا في الدنيا و رغبنا في الآخرة و تب علينا، ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب و الحمد لله رب العالمين.