العويس وقلّة الأدب
كتاب ومقالات الاثنين 28 سبتمبر 2020 00:10
أحمد الشمراني
• قبل أن نفتح باب الحوار على مصراعيه، دعوني أسأل في البداية هل يجوز أن يقال في برنامج رياضي في قناة الوطن عن ابن من أبناء الوطن قليل أدب؟ وهل تسمح المعايير المهنية والأخلاقية أن يقال عن أي إنسان في منبر إعلامي أنت قليل أدب؟
• محمد العويس لم يكن قليل أدب لا في تصريحاته ولا في تعامله في الملاعب أو الشخصي خارج الملعب.
• نعم وصل الأهلي إلى دور الـ«الثمانية» وغيره ركب الطائرة وغادر.. أين قلّة الأدب في هذا القول الذي أتبناه شكلاً وموضوعاً؟
• سؤال المذيع فيه تقليل من تأهل الأهلي، ورد العويس فيه تأكيد أننا وصلنا وغيرنا غادر.
• كم فريقا غادر الدوحة؟ ليس واحدا أو اثنين بل أكثر من ثمانية فرق.
• أما الهلال الذين تدعون أن العويس يقصده فلم يغادر بهزيمة، بل غادر بقرار عدم أهلية وفي ضوئه تم اعتباره منسحبا من البطولة وألغيت بذلك نتائجه، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قول العويس بعيد عن الهلال ولا يوجد رابط بينه وبين الهلال.
• ثم إن العويس لا يمكن أن يشمت بفريق سعودي أو غير سعودي تعرض لما تعرض له الهلال، من جراء جائحة كورونا، وهذا أمر لا جدال فيه، لكن للأسف الإعلام الموالي للهلال أخذ التصريح إلى سكة أخرى أطّرَها بعبارات تؤكد أن الاحتقان وصل بهم إلى شتم على نية الظن!
• في أعقاب التصريح غرد الكابتن الكبير والخلوق محمد العويس موضحاً مقصده: «بخصوص تصريحي والتأويلات المصاحبة لم أقصد ناديا بعينه أقصد جميع الأندية التي خرجت من البطولة لا تفسروا الحديث حسب الأهواء. وإن فهمت بغير مرادها ــ أعتذر».
• كلام واضح ولا يحتاج إلى من يجتهد حوله، مع إيماني التام أن كل من سمع السؤال فهم ماذا يقصد العويس.. أستثني المحتقنين.
• ساءني جداً ذاك اللفظ غير المهني تجاه الكابتن محمد العويس وساءني أكثر اكتفاء القناة بحذف المقطع دون اعتذار على الأقل للمشاهد، إذا سلمنا أن الأهلي ومن يلعب للأهلي خارج دائرة اهتمامهم.. والمشكلة إذا نوّرناهم أن هذا تجاوز بحق نادٍ كبير يقولون «ظلمتنا».
• وفي نفس البرنامج قال أحد الضيوف «الحمد لله ماني أهلاوي»، ومرت كرشّة عطر قوبلت بابتسامات تُتداول اليوم للسخرية من الملكي الكبير، وهذا قدر الكبير دوماً يعاني.
• أقدر الزمالة وأحترم كل الزملاء لكن بلغ السيل الزبى أيها الأحبة.
(2)
• قَالَ الإِمَامُ ابنُ القَيّم (رَحِمَهُ اللّه):
«وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه. وقلّة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استجلب خير الدّنيا والآخرة بمثل الأدب ولا استجلب حرمانها بمثل قلّة الأدب».
• ومضة
• الحكم على نوايا الناس وسرائرهم واتهامهم من أشنع الأخلاق.