الثمرات النفسية للإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يؤمن المسلم بأن الله قد اصطفى من الناس رسلاً أوحى إليهم بشرعه، وعهد إليهم ببلاغة، وأيدهم بالبينات والمعجزات وان أفضلهم محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو خاتم النبيين والمبعوث إلى الناس كافة فرض الله محبته وأوجب طاعته وألزم متابعته.
وان حاجة الإنسان له تفوق حاجته إلى الطعام والشراب وسائر الحاجات لان بالإيمان به حياة النفوس وانسها واستقرارها، فمهما أوتى الإنسان من الفطنة والذكاء فلا يمكن أن تستغني نفسه عن هذا النبي الكريم وما جاء به من الخير والصلاح، والزكاة للنفوس والأبدان وما حمله إليها من الرحمة العظيمة قال - تعالى -(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فبعثـته - صلى الله عليه وسلم - من أهم الحاجات النفسية والمكونات الحياتية ومنزلتها من النفس والجسد كمنزلة الروح التي لا غنى عنها ولذلك فقد أوجب الله طاعته وجعلها من طاعته قال - تعالى -(من يطع الرسول فقد أطاع الله)، وبين - سبحانه - أن سنته - عليه الصلاة والسلام - ما هي إلا وحي من عنده حيث قال -تعالى- (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
وفي الأيمان برسالته - صلى الله عليه وسلم - والعمل بمقتضاها ثمرات نفسيه جليلة يمكن إيضاح بعضها فيما يلي:
1- إن الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - يعد أحد مكملات الإيمان الصادق والكامل الموصل للطمأنينة والسكينة.
2- إن الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - يوجد للنفس القدوة الحسنه كما يشعرها بإمكانية تطبيق المأمور والصبر على المقدور مما يبث في النفس القوة والثبات.
3- إن في الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - إتباعاً لأمره ونهيه، وفي هذا تحقيق للشخصية السوية المتوازنة.
4- انه - صلى الله عليه وسلم - يمثل احد أهم مصادر التربية النفسية السليمة وذلك من خلال سننه وآدابه وأخلاقه - عليه الصلاة والسلام - والتي ستتضح بإذن الله في هذه الزاوية من الموقع.
5- إن الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - واتباعه يُوجِدُ في النفس معالي العزة والتسامي والعلو المتمثل في اتباع خير الرسل والبشرية عامة، مما يضيق الخناق على الأهواء والشهوات والشبهات وينفيها عن النفس، فأتباعه هم أطيب الناس عيشاً وأشرحهم صدراً وأسكنهم نفساً، وأما مخالفيه فهم اشد الناس عذاباً وأضنكهم عيشاً وأسوأهم حالاً ومآلاً، قال - تعالى -(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
وصلى الله وسلم على رسوله الكريم.