قراءة فى كتاب الإدراك الخفي لدى الحيوانات الأليفة: حس فائق أم قدرة خارقة؟
المعد كمال غزال والكتاب يدور حول امتلاك بعض الحيوانات قدرات تجعلها تحس بالأخطار وهو قول غزال :
"هل تملك الحيوانات التي يرعاها الناس قدرات تتجاوز الحواس المعروفة أم أن لديها فقط حواس شديدة الحساسية نسبياً؟ في الواقع هناك الكثير من القصص الغير عادية عن قدرة الحيوانات على التخاطر وعلى حس تحديد الاتجاه واستشعار الأمر قبل حدوثه. فهل تلك القدرات أمثلة عن مدى قوة حواس الحيوانات أم أنها دليل على امتلاكها لقدرات نفسانية خارقة وغامضة؟"
وتحدث هم حكايات يحكيها الناس فقال :
"لقد سمعنا قصصاً من قبيل:
- قطة تقفز إلى حافة الشباك يومياً وذلك قبل عدة دقائق من وصول صاحبها إلى المنزل.
- كلب يبدأ بالنباح فقط قبل أن يرن جرس الهاتف وكأنه على علم بأن الاتصال الهاتفي على وشك الحدوث.
- ببغاء تعلم الكلام ويقول أشياء تبدو أنها استجابة لما يفكر فيه صاحبه في نفس الوقت.
- حيوان عزيز على أصحابه يضيع أثناء قيام العائلة برحلة وبأعجوبة يجد سبيلاً إلى منزل أصحابه وفي بعض الأحيان يقطع في رحلته مئات بل آلاف الأميال."
قطعا تلك الحكايات صحيحة وهو عبارة عن عملية ربط بين الصوت والشىء أو الصورة والشىء فالمحمولات الموضوعة بجوار الحواسب تصدر صوتا قبل رنها بثوانى ومن ثم يتعلم الإنسان أو الحيوان من خلال عملية الربط وحكاية خطف الحيوان حدثت معى شخصيا فقد كان لدينا فى البيت قط بلا ذيل وكان يمكن لأى كان أن يحمله ويذهب به وقد أخذه فيما يبدو أطفال وفى المرة الأولى عاد بعد ثلاثة أيام وفى المرة الثانية عاد بعد مدة أطول والقطط من المعروف أن تتنقل فوق أسطح المنازل ومن ثم فهى تحفظ أشكالها
ومن ثم فالعملية لا تتعدى أن الحيوانات تفكر وتعمل حسب قوانين كالتكرار والربط بين أمرين أو أكثر وهو ما لخصته ألمثال الشعبية كما فى قولها :
" التكرار يعلم الحمار " وهو يعلم الكل فتجد الحيوان يعود لبيت صاحبه نتيجة تكرار نفس المشوار مئات أو آلاف المرات
وهو يربط بين أمور معينة قد تكون خاطئة ففى إحدى المرات كنت أرتدى طاقية سوداء وعندما رأتنى كلاب فى منطقة ما هجمت على وتخلصت منها بصعوبة وبعدها مررت فى نفس المنطقة دون ارتداء الطاقية فلم تهاجمنى الكلاب واستنتجت أن أحد كان يرتدى طاقية سوداء قام بضربها ومن ثم هاجمتنى وهى تظن أننى نفس الشخص
وتناول ما يجرى من مناقشات فى الموضوع هنا وهناك فقال :
"فكيف حدث ذلك؟ وهل تملك الحيوانات الأليفة (وربما جميع الحيوانات الأخرى) عدداً من القدرات الفطرية النفسانية التي تتيح لها الاستماع إلى الأمواج الدماغية لأصحابها أو حتى قراءة المستقبل الوشيك؟ أم أن أنها عبارة عن حواس أكثر تفوقاًُ من البشر كالبصر والسمع بالإضافة إلى الإحساس بتغيرات طفيفة مغناطيسية كامنة ومتواجدة في البيئة المحيطة ولأننا لا ندرك هذه التغيرات تبدو تصرفاتها إعجازية بالنسبة لنا؟
ما زال النقاش محتدماً حول ذلك بين طرفين سواء من جهة الذين يفكرون بمجريات الأحداث الفيزيائية ومعهم الكثير من مربي الحيوانات الأليفة ومن جهة المتشككين والذين يفكرون بطريقة علمية.
يعتقد (روبرت شيلدريك) مؤلف كتاب Dogs That Know When Their Owners Are Coming Home أو " كلاب تعرف بأن أصحابها قادمون إلى المنزل " والذي نشر في عام 1999 أن الحيوانات لها قدرات كان البشر يمتلكونها فيما مضى ولكن لسبب ما لم يعد لها وجود بينهم. ومن خلال بحثه الموسع خلص إلى أن هناك 3 أصناف رئيسية من الإدراك الخفي في الحيوانات:
- التخاطر Telepathy
التخاطر تواصل نفساني بين بعض الحيوانات الأليفة وأصحابها من خلال نقاط اتصال يطلق عليها (شيلدريك) " الحقول المتحولة " morphic fields ، وهي القدرة التي تمنح الحيوان الأليف لأن يعرف عندما يكون صاحبه في طريقه إلى المنزل.
- حس الاتجاه Sense Of Direction
وهي القدرة التي تفسر "رحلات لا تصدق" تقوم بها الحيوانات لتعود إلى أصحابها بما في ذلك طير الحمام المنزلي.
- الهاجس أو الاستشعار بالخطر الوشيك Premonition
وهذا يفسر لماذا تعرف بعض الحيوانات قرب حدوث الزلازل وأحداث أخرى على وشك الحدوث.
يقدم (شيلدريك) في كتابه الذي يزيد من 300 صفحة بحثاً موسعاً من الدراسات التي تناولت القدرات الغامضة لدى الحيوانات بالإضافة إلى العشرات من الأمثلة من التجارب الواقعية التي رواها أصحاب الحيوانات الأليفة:
1 - التخاطر Telepathy
يركز هذا الفصل من كتاب (شيلدريك) على قدرة التخاطر، ويفترض بأن هذه القدرة تنشأ من خلال الصلة الوثيقة التي تتطور بين الإنسان والحيوان الأليف حيث يسوق عدداً من الحكايات التي رواها أصحاب الحيوانات الذين يرون بأن الحيوانات تعلم نواياهم، على سبيل المثال نذكر التجربة الواقعية التالية: " لا يمكنني أن أفهم كيف لكلبي (جيني) وهو نسل مهجن وأربيه منذ 7 سنوات أن يستطيع أن يعلم بأنني على وشك تمشيته، فمجرد التفكير في ذلك يكون كافياً له ليقفز مبتهجاً، ولكي أستبعد أي شك حول إمكانية الإتصال معه بالعين أو أية معلومات يأخذها من الحواس الأخرى فقد تركت كلبي خارجاً في حديقة المنزل وخلف النوافذ والأبواب المغلقة وعندها فكرت فقط في تمشيته جفاءت النتيجة كما سبق في كل مرة، فقد كان الكلب مجنوناً من الحبور والتوقع، وعندما ارتديت ملابسي للذهاب إلى العمل بقي هادئاً تمامأً ".
ويمكن القول بأن الكلب يلتقط تلميحات من صاحبه بدون أن يدرك صاحبه ذلك، ويمكن أيضاً أن يكون هذا التلميح على شكل رائحة تفوح من صاحب الكلب ولا يشمها سوى كلبه فقط مما يدله على أن صاحبه متأهب للذهاب لتمشيته، ومع ذلك يبقى التفسير صعباً.
- ونسرد كذلك قصة قطة في سويسرا يبدو أنها تعلم متى سيأتي إتصال هاتفي معين:
" بعد أن تقاعد أبي من وظيفته عمل في بعض الأحيان لأحد معارفه في (أراغو)، وكان يتصل معنا أحياناً من هناك خلال فترة المساء، وقبل دقيقة من رنين هذا الإتصال تخرج القطة من حالة هدوئها وتجلس في الأسفل وبجوار مكان الهاتف، وفي بعض الأحيان يأخذ أبي القطار إلى مدينة (بييل) ومن ثم يستخدم الدراجة الهوائية ليصل إلى المنزل فتجلس القطة خارج الباب الأمامي قبل 30 دقيقة من وصوله، وفي أوقات أخرى يصل أبي إلى (بييل) في وقت أبكر من المعتاد من ثم يتصل بنا من المحطة، فتجلس القطة في الأسفل قرب الهاتف وقبل وفترة وجيزة من رنينه، ومن ثم تذهب لتجلس عند الباب الأمامي، كل ما ذكرته كان على غير إنتظام أو توقع معتاد، لكن يبدو أن القطة تعلم بالضبط أين كان وما سيحدث بعد ذلك ".
2 - حس الإتجاه Sense of Direction هناك قصص عن حيوانات قطعت رحلات طويلة وفي بعض الأحيان رحلات شاقة لكي يلتم شملها مع أصحابها وهي قصص يصعب تصديقها عن قدرات الحيوان الغامضة، وقبل أن يتطرق (شيلدريك) إلى هذا الموضوع في فصل مخصص من كتابه بدأ بشرح عادات الطيور المهاجرة والحيوانات الأخرى والفصائل التي تتبع نفس أنماط السفر لمئات بل لآلاف السنين، يعتبر العلم ذلك أنه سلوك فطري، ولكن ما هي هذه الغريزة أصلاً؟ هل تتم بمساعدة الإشارات البصرية ومعالم المكان وموقع الشمس وربما النجوم إضافة إلى إشارات رائحة المناطق المنقولة بالرياح والماء وربما أيضاً مكامن المجال المغناطيسي الأرضي الذي يمكن أن تستشعره هذه الحيوانات؟
يقدم كتاب (شيلدريك) أمثلة توضح أن بإمكان الحيوانات أن تستشعر متى تكون قريبة من منازل أصحابها حينما تكون في طريق عودتها من الرحلات، لكن ألا يفسر هذا من خلال مشاهدة الحيوان لمعالم مألوفة في المكان أو شم رائحة مألوفة أو التقاط تغيرات في سلوك أصحابها عندما يقتربون من منازلهم؟، وما يجعل الأمر مذهلاً هو أن الحيوانات الأليفة تقطع رحلات طويلة في عودتها وتمر بأماكن غير مألوفة لها، ويقدم (شيلدريك) أمثلة عدة في كتابه بما فيها الواقعة التالية: " كان لدى حماي مزرعة صغيرة وضع فيها كلب حراسة وأطلق عليه اسم (سلطان)، وفي أحد الأيام أصبح حماي مريضاً حيث نقل إلى المستشفى بسيارة الإسعاف، وبعد عدة أيام توفي وجرى دفنه في مقبرة محلية تبعد 5 كيلومترات عن المزرعة، وبعد مضي عدة أسابيع من الدفن لم يشاهد أحد هذا الكلب لأيام، وبدا ذلك غريباً لنا فلم يكن من عادة (سلطان) أن يضل مطلقاً، ولكننا لم نكترث لذلك كثيراً حتى جاءت عاملة سابقة يوم الأحد وهي تعيش بجوار المقبرة وأخبرتنا: " تخيلوا أنني حينما ذهبت إلى أنحاء المقبرة ذاك اليوم رأيت (سلطان) جالساً عند قبر العائلة!، ولا يمكنني أن أتخيل كيف استطاع أن يجد الطريق ويتبع 5 كيلومترات فيه؟!، فلا يوجد آثار لسيده يمكن أن يتبعها، حتى أنه لم يسبق له أن أخذه أحد إلى المقبرة أو حتى إلى الحقول؟ خاصة أنه لم يبرح المنزل الذي يحرسه، فكيف له أن يعثر على قبر سيده؟ "".
3 - الهاجس Premonition
في هذا الفصل من الكتاب يستكشف (شيلدريك) إمكانية أن تنبهنا بعض الحيوانات عن أحداث وشيكة الحدوث، وربما كانت الأحداث الاكثر شيوعاً هي الحيوانات الأليفة التي يبدو أنها تعلم بأن أصحابها على وشك حدوث نوبات صرع لهم.
إن مرض الصرع بأبسط معانيه هو شكل من التماس الكهربائي المؤقت الذي يحصل في دماغ الضحية والذي ينجم عنه تشنجات وصعوبة في التنفس وفقدان للوعي في بعض الأحيان، فهل يملك الحيوان الأليف قدرة إستشعار حقيقية أو هاجساً قبل حدوث النوبة؟ أم أن الحيوان شديد الحساسية نحو الإهتزازات الخفيفة للعضلات، أو أنه بارع في التقاط التغيرات في السلوك أو الروائح المنبعثة التي لا تدركها حتى الضحية قبل دقائق من حدوث النوبة؟ لقد لاحظ (شيلدريك) أن الكلاب والقطط وحتى الأرانب الأليفة يمكن أن تكون حساسة اتجاه نوبات الصرع، ويتساءل (شيلدريك) إن كانت الحيوانات حساسة اتجاه الأمراض الأخرى أيضاً فقدم أدلة من التجارب الواقعية تشير إلى أن بعض الحيوانات الأليفة تنبه إلى مرض السكري عندما يكون مستوى السكر في دم أصحابهم منخفضاً وكذلك ذكر (شيلدريك) قصصاً عن حيوانات يبدو أنها تعلم أماكن البقع السرطانية على أصحابهم وذلك قبل وقت طويل من إجراء التشخيص.
كما ذكر آنفاً عن مقدرة بعض الحيوانات في معرفة حدوث الزلازل قبل حدوثها بفترة وشيكة فإن الجرذان والثعابين تشاهد تخرج من جحورها قبل بدء الزلزال، وتصاب الخيول وحيوانات المزرعة الأخرى بالإضطراب وتطير الطيور مبتعدة عن المشهد باسراب كبيرة
فهل نعتبر ذلك أيضاً حالة من الحساسية الفائقة نحو متغيرات البيئة أكثر من أن تكون إدراك رجعي (تنبؤ)؟ فقد يستشعر الحيوان بالإهتزازات الضعيفة وبالروائح والإنبعاثات المغناطيسية والكهربائية الناجمة عن باطن الأرض، تبقى الإجابة صعبة عن هذا السؤال، مع ذلك هناك أحداث يبدو فيها الحيوان الأليف على علم مسبق وفعلي بأحداث كارثية ونذكر منها:
" في صباح أحد الأيام حاول كلبي (توبي) منعي من الخروج من الباب الخارجي وظل ينبح أمامي ثم استند إلى الباب وقفز إلي ودفعني مع أنه في العادة كلب هادئ و وديع ويعلم روتين حياتي، وكان علي العودة بعد 4 ساعات من مشواري، فأغلقت عليه باب المطبخ وتركته يعوي، وهو أمر لم يفعله من قبل ومنذ تلك الحادثة مطلقاً، انطلقت حوالي الساعة 7:30 صباحاً وعند الساعة 9:40 صباحاً كنت متورط بحادثة سير مروعة أدت إلى كسر عنقي وذراعي الأيمن وعدد من الإصابات الأخرى، والآن تعلمت بأن علي الإصغاء إلى (توبي) ". يتحدث (شيلدريك) عن تنبه الحيوان الأليف لقرب مجيئ صاحبه إلى المنزل، وترى في التقرير مشاهد متعددة من كاميرا المراقبة حول سلوك الكلاب الأليفة، وتختلف الكلاب في دقتها، فالبعض منها تتجاوز دقته 90% في معرفة قرب وصول صاحبه"
وما حكاه شيلدريك عن الحيوانات صادق ولكن التفسيرات غير صحيحة
فالكلاب التى تنتظر صاحبها تفسيرها هو عملية التكرار والربط الكلب يربط بين الظل والشمس مثلا أو يربط بين الظلام والضوء أو غير هذا ونتيجة تكرار عودة الرجل فى مواعيده تقريبا يربطها بما حوله
وأما حكاية رنين الهاتف فنفس العملية فالكلب يربط بين ثبات وقت الاتصال والشمس أو الظل أو الظلام ومن ثم يعرف المواعيد أو حتى إذا كان فى البيت ساعة ينظر لها ويربط بين وجود العقرب فى مكان من الساعة وبين الاتصال
وحكايةالكلب مع صاحبه الذى مات ناتجة من تعود الكلب على رائحة صاحبه سنوات ومن ثم استخدم حاسة الشم للوصول إليه أو تتبع الرائحة يوم دفنه حتى المقابر وانزوى بعيدا عن الناس حتى دفنوه ثم جلس بجوار قبره
وأما حكاية ما يحدث قبل الزلازل أو البراكين فالحيوانات الأرضية داخل الجحور تحس بأن أوجارها أو حجورها فيها شىء غريب قد يقتلها ومن ثم تتركها جماعيا
وأما الطيور فهى تحس بتحرك الأشجار التى بنت أعشاشها فوقها حركات غريبة ومن ثم تتركها خوفا من سقوطها هى وأولادها
وتلك الأفعال من الحيوانات والطيور يفعلها الإنسان عندما يجد ماء يغرق بيته أو يجد الريح العاصف تهز بيته