[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:seagreen;border:4px outset black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أسئلة كثيرة تتزاحم على البال بعد أن خسر المنتخب السعودي موقعة نهائي دورة كأس الخليج الثانية والعشرين أمام نظيره القطري في قلب عاصمته الرياض، ومنبع التساؤلات التي تتقاذفها الجماهير ووسائل الإعلام من هنا وهناك يبرز سؤال وحيد وعريض في الوقت ذاته، وهو من أسقط منتخبنا وفي الضربة القاضية؟ إجابة السؤال لن تكون سهلة ولا تبدو يسيرة للوهلة الأولى، لكن هناك مؤشرات ودلائل ربما تقود إلى إجابات مختلفة ومتعددة لكنها تصب في نبع واحد.
فللإجابة على هذا السؤال لا بد من طرح أسئلة فرعية لعل من أهمها: لماذا يبدو منتخبا غريبا عندما يلعب على أرضه؟ ولماذا تطغى لغة الأندية والميول المحلية على لغة الوطن بأكمله؟ ولماذا تساهم وسائل الإعلام بشكل وبآخر بإتاحة الفرصة للنشاز من الإعلاميين أو حتى الجماهير وهم يثبطون ويؤلبون ضد منتخب بلادهم؟ ولماذا طغت لغة التخوين والاتهامات عند الحديث عن لاعبي المنتخب وهو يستعد للمعترك الخليجي؟ ولماذا سن الكثير من اللاعبين القدماء المعتزلين رماحهم في وجه لاعبي المنتخب بشكل يدعو للاستغراب؟ ولماذا كال بعض مسؤولي اتحاد الكرة عبارات الإقلال من المدرب قبل وأثناء البطولة؟ ولماذا استخدم البعض ساحة دورة كأس الخليج ميداناً لتصفية الحسابات القديمة؟ ولماذا ابتعدت الجماهير عن دعم فريقها وتركت المدرجات لمشجعي المنافسين؟ ولماذا تمنح الفرصة للبعض للتقليل من أي منجز وطني؟ ولماذا تمت مهاجمة اللجنة التنظيمية في كل شاردة وواردة وكأنها كانت تعمل ضد النجاح؟ ولماذا وقف البعض موقفا سلبيا من كل شيء ولم يعجبه أي شيء؟ ولماذا أصبحنا سفسطائين أحدنا مع المنتخب والآخر ضده وكأن هذا المنتخب لا يمثلنا جميعا؟ ومن أوصل مجتمعنا الرياضي إلى هذه الدرجة من الاحتقان عند الحديث عن أي أمر يخص الشأن الشبابي والرياضي؟
طغيان لغة النادي والميول خطر يصيب رياضتنا في مقتل
هذه بعض الأسئلة وغيرها الكثير التي يجدر الإجابة عنها لمعرفة الإجابة الحقيقية على السؤال الأوحد والمهم الذي يلخص سبب الفشل والخسارة وهو من الذي أسقط منتخبنا؟
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نرى منتخب أي بلد مهما كان حجمه ومكانته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وهو يلعب وكثير من وسائل إعلامه تجلده بسياط التعصب والإقصاء واعتباره أنه لا يمثل بلده، ولا يمكن كذلك قبول بعض تصرفات بعض المنتسبين للإعلام الرياضي وهم يملؤون القنوات الفضائية التلفزيونية المحلية والخليجية ضجيجا وانتقاصا من المنتخب ورجاله، ولا يمكن قبول من يحتفل بخسارة المنتخب ويقيم الولائم والحفلات بعد فقدان الكأس.
الرياضة السعودية تمر بمنزلق حاد في كل الأصعدة والإصلاحات لا تزال وئيدة
يجب أن يقف المجتمع الرياضي بأكمله في وجه من سعى لإسقاط منتخب البلد، وأن لا يمنحه بطاقة العبور إلى قناته أو وسيلته الإعلامية سواء التقليدية أو الجديدة، وأن يضع كل منا قائمة سوداء لكل من أقام الولائم ورقص على جثة فريقنا الوطني وساهم بشكل فاضح في القنوات الفضائية والإعلام بالانتقاص بشكل شخصي من لاعبي المنتخب لا لشيء! ولكن لأن لاعبي هذا المنتخب لا ينتسبون لناديه في نظرة قاصرة لا تتعدى أرنبة أنفه ودونية لم يكن هدفها الإصلاح ولكن لتجييش المتعصبين ولإكثار المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي.
اليوم يجب أن توضع النقاط على الحروف وأن تبدأ عملية فرز أولئك الذين أسهموا بشكل مباشر أو أنهم احتموا خلف آخرين ودفعوهم للواجهة في سقوط المنتخب عن غيرهم الذين سعوا في المؤازرة والتشجيع وأن تكون للجمهور كلمة الفصل في الوقوف ضد المتعصبين والمحتفلين بسقوط المنتخب.
ومع هذه النظرة الواقعية التي رسمت لنا سوادا قاتما في الوسط الرياضي إلا أننا لا نزال نتعلق بوجود نور وضاء في آخر النفق المظلم، فلا ننكر أنه كان هناك بعض الذين سعوا لتوضيح الأخطاء التي كان يقع فيها المنتخب ممثلا بأجهزته الفنية والإدارية ولاعبيه سواء الفنية أو الإدارية أو التنظيمية، وهذه الفئة وإن كانت قليلة إلا أنها لم تحظ بالهالة الإعلامية التي كان ينالها غيرهم، لكنها حاولت وقدمت بعض الحلول وأشادت بالمنجز ونقدت السلبيات بشكل محايد ومنطقي وفق أسس النقد الصحيحة التي لا تقوم على الميول والشخصنة، ولم ينظروا لمسألة الرياضة من واقع أنها محاصصة بين فريقين بل اجتازوا كل هذه المنزلقات ووصلوا إلى قمة النضج النقدي.
اختاروا وسائل الإعلام الخليجية لتصفية الحسابات المحلية
رقصوا على جثة منتخب الوطن وكأنهم كانوا يتحينون سقوطه
نعترف يقينا أن رياضتنا ومنذ آخر وصول لكأس العالم 2006 وهي تمر بمرحلة انعدام وزن واضح وهنا لا نقصد كرة القدم فقط بل كل الرياضات بألعابها المختلفة، وندرك أن خطوات الإصلاح لم تواكب الانحدار الرهيب الذي تعرضت له الرياضة السعودية، لكن الفئة الواقعية لم تفقد الأمل بالإصلاح وانتشال الرياضة من مستنقعها الراكد، وإعادة الأمور إلى نصابها، وهذا لن يتم إلا بالعمل الجاد والدؤوب وعدم وضع العصي في الدولاب كما يقولون، بل بتشجيع السير الحثيث نحو إيجاد الحلول والمكاشفة الخالصة لواقعنا الحالي ومدارسته ووضع مبضع الجراح على مكان الألم الحقيقي.
في هذه المسيرة يجب عدم السماح للمخذلين وأولئك الذين استمرؤوا النقد من أجل النقد ولغرض الانتقاص من عمل الآخرين، لا نطالبهم باجتراح المعجزات نطالبهم فقط بالعمل بالابتعاد عن المسيرة التي تعمل لتشخيص مشكلات رياضتنا ووضع الحلول.
انفض سامر دورة كأس الخليج على واقع لم نكن نتمناه لرياضتنا، لكن الانجازات والنجاحات لا تأتي إلا من رحم المعاناة، ورياضتنا تعاني وتحتاج لوقفة المخلصين، والوقت يزاحمنا قبل المشاركة في نهائيات أمم آسيا وهذا عامل آخر سيجعل الضغط يزداد على المنتخب ولاعبيه لكن التخطيط ورسم الاستراتيجيات يجب أن لا يكون قاصرا لفترة معينة، نعم ستؤثر نتيجة مشاركتنا في كأس أمم آسيا بالسلب أو الإيجاب لكن ذلك يجب أن لا يفت في عضد الساعين نحو الإصلاح. لماذا خونوا لاعبي المنتخب وهم في المعترك الخليجي؟
«الغيرة» تدفع لاعبين معتزلين للانتقاص من الحاليين وتهميش كل مكتسب
رياضتنا تحتاج في الفترة المقبلة للناصحين وليس الشانئين... تحتاج للمخلصين وليس المخذلين... تحتاج للمنصفين وليس المتعصبين... تحتاج للعاملين وليس لأولئك الذين احتلوا بعض البرامج الرياضية ناقدين... تحتاج لأولئك المتفائلين ولا تحتاج لغيرهم من المتشائمين... تحتاج للمتسامحين وليس المحتقنين.
خاتمة
مبروك للأشقاء في قطر اللقب المستحق بجدارة، فالتخطيط السليم لا يجلب إلا ألقابا وانتصارات حتى وإن تأخرت بعض الشيء، والعمل العشوائي القائم على الاجتهادات والمسكنات لا يجلب إلا الكبوات المتتالية حتى وإن تحققت بعض الانجازات الوقتية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
المهوووم كيف نستعد للجاااائي؟
شاكرمتابعتكم
الجمعه6صفر1436هـــ
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]